بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى اله الهداة الاطهار
نعرض هنا أقوال الاعلام حول الحروف المقطعة في بداية السور القرانية
وأن هذه الحروف قد وردت في تسع وعشرين سورة، ستة وعشرون منها نزلت في مكة، وثلاث منها نزلت في المدينة.
قول السيد المرتضى:
قد ذكر الناس في معنى الحروف المقطعة التي افتتحت بها السور وجوها " كثيرة ، فبعضها صحيح وبعضها فاسد ، ونحن نذكر الصحيح الذي نختاره وننبه على ما فيه اختلاف وفساد . فمن أصح ما ذكر في ذلك وأبعده من الفساد أن يكون هذه الحروف أسماء للسور وشعارا " لها([1])
السيد ابن طاووس:
قال عليه السلام : أما " ألم " في أول البقرة فمعناه : أنا الله الملك([2])
من تفسير الحروف المقطعة آلم اختلف قوم من المفسرين ومؤلفي الكتب في تأويل الحروف في سور القرآن فذكر قوم انها أسماء للسور وقال قوم ان لكل حرف معنى يخصه وقال قوم ان ذلك
لأسماء السور التي هي منها خاصة ليعلم ان كل سورة قبلها انقضت وقال بعضهم إنما المشركون كانوا تواصوا الا يسمعوا القرآن فجائت هذه الحروف غريبة في عاداتهم ليسمعوها ويسمعوا ما بعدها وقال الشعبي انها حروف مقطعة من أسماء الله تعالى إذا جمعت صارت اسما وذكر عن قطرب انه حكى عن العرب انها افتتاح للكلام وقال بعض المتكلمين ان الله تعالى علم أنه يكون في هذه الأمة مبتدعين وانهم يقولون إن القران ما هو كلام ولا حروف فجعل الله تعالى هذه الحروف تكذيبا لهم ثم قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني في الرد على هؤلاء كلهم ما معناه انها لو كانت أسماء للسور ما كنا نرى من السور خاليا منها ولا كانت تكون من القرآن وكان المسلمون قد سموها بها قال ومحال أن يكون الله جعلها أسماء للسور ولو كان كذلك لما اختلف المسلمون فيها قال واما قول من ذكر انها تقتضي كل حرف معبر بشبهه فلم يرد في ذلك خبر عن النبي مقطوع به ولا في لسان العربية ما يقتضيه قال ولو كان بغير لغة العرب لكان النبي قد فسره لهم ودفع الاختلاف فيه قال ويبطل ذلك قوله تعالى بلسان عربي مبين قال ومن قال إنها علامة على أن السور التي قبلها انقضت فما في هذه الحروف ما يقتضى
ذلك ولا يفهم منه هذا أو يبطله ما ذكره على ابطال انها أسماء للسور قال واما من قال إنه من المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله فان الله لم يخبرنا انه استأثر علينا بشئ من علم المتشابه ثم قد بين لنا في كتابه ما انفرد به من([3])
العلامة الطباطبائي:
إنّ بين هذه الحروف المقطّعة وبين مضامين السور المفتتحة بها ارتباطاً خاصاً, ويؤيّد ذلك ما نجد أنّ سورة الأعراف المصدرة بـ {آلمص} في مضمونها, كأنّها جامعة بين مضامين الميمات وص. وكذا سورة الرعد المصدّرة بـ {آلمر} في مضمونها, كأنّها جامعة بين مضامين الميمات والراءات. ويستفاد من ذلك أنّ هذه الحروف رموز بين الله سبحانه ورسوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) خفيت عنّا ولا سبيل لأفهامنا العادية إليها, إلا بمقدار أن نستشعر أنّ بينها وبين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصاً .
وقال ايضاً دعوى كون الحروف المقطعة من المتشابهات لا يصح، وذلك لأن التشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية على مداليلها، وليست الحروف المقطعة من هذا القبيل.الشيخ السبحاني:
لقد شغلت الحروف المقطعة بال المفسرين فضربوا يمينا ويسارا ، وقد أنهى الرازي أقوالهم فيها في أوائل تفسيره الكبير إلى قرابة عشرين قولا ، ولكن الإمام عليه السلام يعالج تلك المعضلة بأحسن الوجوه وأقربها للطبع ، فقال : كذبت قريش واليهود بالقرآن ، وقالوا سحر مبين تقوله .فقال الله : * ( ألم * ذلك الكتاب ) * . [ فقل : ] يا محمد ، هذا الكتاب الذي نزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها " ألف " ، " لام " ، " ميم " ، وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين ، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم ،ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) وقد روي هذا المعنى عن أبيه الإمام الهادي عليه السلام ([4])
الشوكاني:
"فإن قلت : هل ثبت عن رسول الله في هذه الفواتح شيء يصلح للتمسك به؟
قلت : لا أعلم أن رسول الله تكلم في شيء من معانيها ، بل غاية ما ثبت عنه هو مجرد عدد حروفها ، فأخرج البخاري في تاريخه ، والترمذي وصححه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله : « من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف » وله طرق عن ابن مسعود . وأخرج ابن أبي شيبة ، والبزار بسند ضعيف عن عوف بن مالك الأشجعي نحوه مرفوعاً (5)
يتبع .......
[1] ـ رسائل الشريف المرتضى: ج3، ص300
[2] ـ معاني الاخبار:ص22
[3] ـ سعد السعود:ص300
[4] ـ مفاهيم القران:ج10،ص348
تعليق