في مثل هذه الليلة إنطوت صفحة بيضاء و أفل نجم من نجوم أهل البيت ()
في كل سنة من نهاية شهر ذو القعدة الحرام نحن في موعد مع دمعة العين ولطم الصدر لرحيل ولي من أولياء الله ووصي من أوصياء رسول الله(صلى الله عليه واله) حيث نستقبل هذه الذكرى الاليمة
بقلوب تتفطر ويعتصرها الألم ويحذوها الاسى ويملؤها الحزن العميق وعيون يتقاطرها الدمع الدفين
لذكرى فقد الجود والكرم والغوث الالهي صاحب التربية الربانية وحامل الاخلاق
النبوية الذي اعطاه الله الامامة وكان عمره سبع سنوات شبيه موسى بن عمران
وعيسى بن مريم انه مولانا وامامنا محمد الجواد (ع )...
سنوات قليلة من عمره الشريف رافق خلالها امامنا الجواد والده الرضا (ع)(فلم تتجاوز السنين السبعة)
فقد التصق مولانا الجواد بأبيه الرضا (ع )ينهل منه علما وحكما وأدبا،
وهكذا لازم الرضا ابنه الجواد (ع)ولم يبرح في ان يشيد الإشادة بفضله وإبراز احترامه له
فكان الرضا (ع)لا يناديه إلا بكنيته (أبو جعفر) وكان يجلسه بجنبه ويطلب منه أن يجيب عن بعض الأسئلة الموجهة إليه أمام الناس ليدلل على سعة علمه
و استمر الأمر عندما غادر الإمام الرضا إلى خراسان وبقي الإمام الجواد في المدينة
فلم تنقطع المراسلة بينهما أبدا، وكان الإمام الرضا يكتب إليه بكنيته (أبي جعفر)
وكانت رسائل الامام الجواد(ع)ترد إلى أبيه وهي في منتهى البلاغة والفصاحة،
فلم يقف العمر حائلا أمام شموخه وبروز عظمته وانتشار قدراته ومواهبه.
عندما رحل الإمام الرضا عن هذه الدنيا أطبقت الحيرة على غالبية الشيعة وأخذهم الذهول، فمن هو الإمام الذي سيرجعون إليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
على الرغم أنهم سمعوا تكريم الرضا لابنه الجواد ولكن الجواد ما يزال في سن السابعة أو الثامنة من عمره، فهو صبي على كل حال في نظر الناس ولم تمر الحالة الشيعية بمثل هذا المنعطف الخطير بل لم تمر الأمة الإسلامية بمثل هذا الأمتحان،
فكيف ستنصاع رجالات الأمة وأفذاذها وعلماؤها لصبي صغير، لاسيما أن مثل هذه الحالة لم تكن مألوفة في الأوساط العربية على الخصوص....؟؟!!
الا ان الامام الجواد(ع) أذهل الجميع بعلمه ومعجزاته واجاباته على كل مسالة وسؤال
لانه خريج الجامعة الالهية ووريث العلوم المحمدية والسلالة العلوية
فقد روي أن الإمام الجواد (ع)صعد المنبر في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)بعد رحيل والده فقال:
(((((أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب،
أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك
لقلت قولا تعجب منه الأولون والآخرون))))) .....
سلام عليك ايها العالم العابد والامام الزاهد
وانت بجوار جدك كاظم الغيظ وبحر الصبر
سلام عليك بقدر مااشتاق قلبك لابيك الرضا المسموم ع
سلام عليك وانت صبي تجهز أبيك وتصلي عليه في ديار الغربة
سلام على صباك الحزين وشبابك القصير
سلام على ارض عشت عليها ومدينة دفنت فيها مسموما مظلوما شهيدا صابرا محتسبا
وفي الختام اقول لكم جميعا عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء بهذه الفاجعة الاليمة
تعليق