بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وافضل الصلاة والتسليم على المبعوث رحمةً للعالمين مُحَمَدٍ المصطفى الأمين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لايزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهن تجرء عليه فأدخله في العظائم.
ان الانسان الذي يعيش في اجواء الايمان والتقوى والفضيلة يحاول ان يستثمر كل طاقاته نحو الهدف المنشود الذي يحاول جميع من يتخلق بهذه الاوصاف ان يصل اليها مهما كلفه ذلك من تنازلات وتضحيات للوصول الى هذا الهدف سواء كان اخلاقيا او دينيا.
والجميع يعرف ويدرك ان الله تعالى خلق الانسان لهدف محدد ، وهو رضاه جل وعلا والتي تتمثل بعبادته تعالى وحده ، وهذه العبادة لا تتحقق بمجرد ان يقول الانسان انني مؤمن بالله تعالى فقط ، بل يتحقق ذلك باتباع اوامره ونواهيه تعالى.
ومن تلك الاوامر التي اوجبها على الانسان هو امره بالصلاة ، وما اعظمها من عبادة حيث لا يكون بين المؤمن وبين ربه حاجز ، فيستطيع ان يتكلم مع ربه بما شاء دون خوف إلا مخافة الله تعالى ويتمنى ان يبقى على هذه الحالة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من اسبغ وضوءه ، وأحسن صلاته ، وادى زكاته، وكف غضبه ، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه ، وادى النصيحة لأهل بيت نبيه ، فقد استكمل حقائق الايمان ، وابواب الجنة مفتحة له ) ، وقال امير المؤمنين علي عليه السلام ( لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله، ما سره ان يرفع رأسه من السجود)، فالصلاة عمود الدين ومعراج المؤمن وهي لا تترك بحال حتى في أشد الحالات الحرجة التي يمر الانسان فيها والسر في ذلك ان العبد يكون في خطاب مباشر مع الله عز وجل، قال ابو جعفر عليه السلام: (الصلاة عمود الدين، ومثلها كمثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود ثبتت الاوتاد والاطناب ، واذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب).
ومن هذه الاحاديث النورانية نرى ان الذين يقيمون الصلاة هم الفائزون يوم القيامة لأنها المعيار للإنسان المؤمن فنرى ان المعصوم عليه السلام يشبّه الصلاة بعمود الخيمة فكما ان الخيمة لا تثبت الا بالعمود فكذلك اعمال الانسان لا قيمة لها اذا كان الانسان لا يصلي ، ومن هنا كان لزاما علينا ان نولِيَ صلاتنا الاهتمام الكبير والعظيم لأنها عمود ديننا وقوامه .
فاذا كنا على قدر تلك الفريضة العظيمة فسوف نسعد في الدنيا والاخرة ، والله تعالى يبشر الذين يقيمون الصلاة بان لهم البشرى ، قال الله تعالى:{وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ، وروي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : ( للمصلي ثلاث خصال : اذا قام في صلاته يتناثر عليه البر من اعنان السماء الى مفرق رأسه ، وتحف به الملائكة من تحت قدميه الى اعنان السماء، وملك ينادي: أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت ).
اذن ايها الاخوة لا تضيعوا حياتكم بأشياء لا تنفعكم يوم القيامة يوم {لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} ، واستثمروها بما ينجيكم من اهوالها خصوصا اذا كان ذلك المنجي هو العماد للأعمال كما بينوا لنا ذلك الائمة عليهم السلام من خلال الحث على الالتزام بالصلاة ، فلا تضيعوها فتكونوا من حزب الفراعنة والطواغيت كما قال نبينا صلى الله عليه وآله: (لا تضيعوا صلاتكم فان من ضيّع صلاته حشره الله مع قارون وفرعون وهامان ، لعنهم الله واخزاهم ، وكان حقا على الله ان يدخله النار مع المنافقين ، فالويل لمن لم يحافظ صلاته).
وفي الختام نسال الله تعالى ان يجعلنا من المصلين ويحشرنا في زمرتهم انه سميع عليم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
_____________________
المصادر
الكافي للكليني
الخصال ج2 / ص167
بحار الانوار / ج79 / ص202-215-218
الحمد لله رب العالمين ، وافضل الصلاة والتسليم على المبعوث رحمةً للعالمين مُحَمَدٍ المصطفى الأمين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لايزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهن تجرء عليه فأدخله في العظائم.
ان الانسان الذي يعيش في اجواء الايمان والتقوى والفضيلة يحاول ان يستثمر كل طاقاته نحو الهدف المنشود الذي يحاول جميع من يتخلق بهذه الاوصاف ان يصل اليها مهما كلفه ذلك من تنازلات وتضحيات للوصول الى هذا الهدف سواء كان اخلاقيا او دينيا.
والجميع يعرف ويدرك ان الله تعالى خلق الانسان لهدف محدد ، وهو رضاه جل وعلا والتي تتمثل بعبادته تعالى وحده ، وهذه العبادة لا تتحقق بمجرد ان يقول الانسان انني مؤمن بالله تعالى فقط ، بل يتحقق ذلك باتباع اوامره ونواهيه تعالى.
ومن تلك الاوامر التي اوجبها على الانسان هو امره بالصلاة ، وما اعظمها من عبادة حيث لا يكون بين المؤمن وبين ربه حاجز ، فيستطيع ان يتكلم مع ربه بما شاء دون خوف إلا مخافة الله تعالى ويتمنى ان يبقى على هذه الحالة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من اسبغ وضوءه ، وأحسن صلاته ، وادى زكاته، وكف غضبه ، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه ، وادى النصيحة لأهل بيت نبيه ، فقد استكمل حقائق الايمان ، وابواب الجنة مفتحة له ) ، وقال امير المؤمنين علي عليه السلام ( لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله، ما سره ان يرفع رأسه من السجود)، فالصلاة عمود الدين ومعراج المؤمن وهي لا تترك بحال حتى في أشد الحالات الحرجة التي يمر الانسان فيها والسر في ذلك ان العبد يكون في خطاب مباشر مع الله عز وجل، قال ابو جعفر عليه السلام: (الصلاة عمود الدين، ومثلها كمثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود ثبتت الاوتاد والاطناب ، واذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب).
ومن هذه الاحاديث النورانية نرى ان الذين يقيمون الصلاة هم الفائزون يوم القيامة لأنها المعيار للإنسان المؤمن فنرى ان المعصوم عليه السلام يشبّه الصلاة بعمود الخيمة فكما ان الخيمة لا تثبت الا بالعمود فكذلك اعمال الانسان لا قيمة لها اذا كان الانسان لا يصلي ، ومن هنا كان لزاما علينا ان نولِيَ صلاتنا الاهتمام الكبير والعظيم لأنها عمود ديننا وقوامه .
فاذا كنا على قدر تلك الفريضة العظيمة فسوف نسعد في الدنيا والاخرة ، والله تعالى يبشر الذين يقيمون الصلاة بان لهم البشرى ، قال الله تعالى:{وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ، وروي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : ( للمصلي ثلاث خصال : اذا قام في صلاته يتناثر عليه البر من اعنان السماء الى مفرق رأسه ، وتحف به الملائكة من تحت قدميه الى اعنان السماء، وملك ينادي: أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت ).
اذن ايها الاخوة لا تضيعوا حياتكم بأشياء لا تنفعكم يوم القيامة يوم {لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} ، واستثمروها بما ينجيكم من اهوالها خصوصا اذا كان ذلك المنجي هو العماد للأعمال كما بينوا لنا ذلك الائمة عليهم السلام من خلال الحث على الالتزام بالصلاة ، فلا تضيعوها فتكونوا من حزب الفراعنة والطواغيت كما قال نبينا صلى الله عليه وآله: (لا تضيعوا صلاتكم فان من ضيّع صلاته حشره الله مع قارون وفرعون وهامان ، لعنهم الله واخزاهم ، وكان حقا على الله ان يدخله النار مع المنافقين ، فالويل لمن لم يحافظ صلاته).
وفي الختام نسال الله تعالى ان يجعلنا من المصلين ويحشرنا في زمرتهم انه سميع عليم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
_____________________
المصادر
الكافي للكليني
الخصال ج2 / ص167
بحار الانوار / ج79 / ص202-215-218
تعليق