بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين
جاء صوتها الناعم ليكسر رهبة الصمت الذي لفَّ المكان بعد الصَّخبَ الذي أثاره عارضٌ ألَمَّ بأمها :
جدّتي,,, ماذا يعني أن نُصاب بالعين؟؟!!
ركّزت الجدّة نظّارتيها لتفحص ملامح الطفلة صاحبة الصوت الملائكي , ومدّت يديها لتحتضنها قائلة :
تعالي ياملاكي لأفسّر لكِ ما عجزت براءُتكِ عن فهمه ,
عندما يُصاب أحدنا بالعين يعني أنَّ أحداً لايحبنا قد أرْدتنا سهام عينيه بمكروه ,
لإنه لا يحب لنا الخير ,ويكره ما يراه من نِعم الله علينا .
زمّت الطفلةُ شفتيها دون أن تفهم شيئاً ,
واسترسلت الجدّةُ بالتفسير, واسترسلت الطفلةُ بسبات عميق .
ما أكثر القصص التي نسمعها يومياً عن العين :
فهذه سيدة تغيّرت أحوالها بلا سبب ظاهر ,
وتلك طلّقها زوجها دونما سبب,
وذاك انهارت تجارته فجأة ,
وهذا طفلٌ مرض من غير عِلّة ,
وغيرها الكثير من الحالات حدثت لإنَّ أصحابها حسب زعمهم محسودون ,
حتى أننا نجد الأشخاص الخائفين من الحسد يتصرّفون بطريقة عجيبة محاولةً منهم لمنع أثر الحسد ,
كوضع خرزة زرقاء , أو تعليق كفّ ,
أو ما شابه هذه الأمور التي بزعمهم يحتجبون بها من الإصابة بالعين ,
والعجيب أنهم يصدّقون ذلك وغرقون في أوهامهم .
كثيرةٌ هي الآفات النفسيّة التي تفتك بمجتمعنا الإنساني ,
ولعلَّ الحسد أكثرها ضرراً لذا يهابها الناس وينفرون ممن يُبتلى بها لدرجة مقاطعته
والحذر حتى من نظرات عينيه ,
ولكن هل الحسد حكرٌ على العيون الزرقاء كما تقول الأسطورة ؟!!!!
تعالوا معي لنستعرض التاريخ ,
لنجد أنَّ الحسد آفةٌ أُبتليت بها البشرية فصاغها إبليس مكيدةً أخرجت أبوينا من جنّة النعيم ,
ولكن بقي آدمُ نبيّاً , وبقي إبليس رجيماً إلى يوم الدّين.
وقتل قابيلُ أخاه هابيل عندما تقاسم مع إبليس هذه الآفة ,
وكن مات هابيل ُ شهيداً محموداً في السماء والأرض ,
ومات قابيلُ حسرةً وكَمَداً مذموماً في السماء والأرض .
ولنستقرأ حياتنا اليومية ونقرر هل نحن مصابون بهذا الداء الذي يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب
كما ورد في الحديث الشريف ؟!
فالتاجرُ الذي شغلَ قلبَه دُكّانُ جاره الأكثر سعةً وجمالاً فيبّخس بضاعته ويتهمه بالغشّ ,
فقط لإنه أكثر نجاحاً منه , ثم يفتح بدل الدكّان (( سوبر ماركت )) فقط لينافس جاره
(( وما حدا أشطر من حدا )),
والأستاذ الذي يُفترض أنّه مُربّي الأجيال على الخير والصلاح ,
أوغرت صدرَه محبّة ُ التلاميذ لزميله المحبوب , فبَاتَ مهموماً , كئيباً غير قادر على العطاء ,
والفتاة اللطيفة الناعمة تأجّجت في صدرها نيرانُ الحقد على صديقتها لإنها أوفر جمالاً
فأصبح كلُّ همّها أن تكون هي الأجمل ,
والزوجةُ كم آلمها أن يكون زوج ُ الأخرى أفضل من زوجها ,
فتفجّر قلبُها أسىً وانهمرت شظاياه على أرجاء منزلها ,
فبَدلَ أن تنشر الحبَّ والدّفء وإذا بها توقد نيران الحسد في القلوب البريئة,
والزوج الذي هو عمادُ البيت ما انفكَّ متأففاً و ممتلئاً غيظاً من سيارة جاره الأحدث,
وأطفالنا,,, براعمُنا التي تتفتّح طُهراً وبراءةً ,,
أعينُهم دوماً على ما عند غيرهم من أقرانهم مع تشجيعنا على ذلك ,
والقائمة تطول ,,,,,,,,,
كلُّ هذه المشاعر الحانقة والساخطة التي قد تطول فترتها أو تقصر حسب تكيّف كلّ شخص مع الظروف
هي النتيجة الطبيعية للحسد .
هذا الداء يصف أمير المؤمنين عليه السلام صاحبه بأنه غضبانٌ على القدر.
هل اقتنعتم معي أنه لم يسلم أحدٌ من هذه الآفة المقيتة التي نتعوّذ منها قائلين :
(( ومن شرّ حاسد إذا حسد )) ؟!
وإذا أصابنا مكروه نبادر مسرعين :
(( إقرأوا لي المعوذتين , لقد أصابوني بالعين )).
تعالوا لنقرأَ القرآن كلّه بوعيِ وفهم وإدراكٍ لكلِ معانيه وأحكامه,
ولنبتعد عن الحسد لنصبح أكثر تصالحاً مع أنفسنا ,
وبدل أن نهدر طاقاتنا -التي هي هبة الله- لنا في مشاعر الحقد والإحباط,
فلنعالج عيوبنا , ونتمتع بمواهب الله التي منحنا إياها ولنعمل على تطويرها ,
ولتكن كلُّ القلوب المؤمنة متسامحة ومُحِبّةً للآخرين وبعيدة عن التحاسد
حتى لا تُتخم الأنفس بمشاعر المنافسة الوهمية التي تجعلنا لا نرى في العالم إلا موقعاً
واحداً للنجاح يتقاتل عليه الجميع ,
فالتنوّع الإنساني هو أجمل هِبات الله ليكون مسرح الحياة بستاناً جميلاً تزهر به
كلُّ أنواع الورود الجميلة التي يميّزها تنوع أريجها الرائع.
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين
جاء صوتها الناعم ليكسر رهبة الصمت الذي لفَّ المكان بعد الصَّخبَ الذي أثاره عارضٌ ألَمَّ بأمها :
جدّتي,,, ماذا يعني أن نُصاب بالعين؟؟!!
ركّزت الجدّة نظّارتيها لتفحص ملامح الطفلة صاحبة الصوت الملائكي , ومدّت يديها لتحتضنها قائلة :
تعالي ياملاكي لأفسّر لكِ ما عجزت براءُتكِ عن فهمه ,
عندما يُصاب أحدنا بالعين يعني أنَّ أحداً لايحبنا قد أرْدتنا سهام عينيه بمكروه ,
لإنه لا يحب لنا الخير ,ويكره ما يراه من نِعم الله علينا .
زمّت الطفلةُ شفتيها دون أن تفهم شيئاً ,
واسترسلت الجدّةُ بالتفسير, واسترسلت الطفلةُ بسبات عميق .
ما أكثر القصص التي نسمعها يومياً عن العين :
فهذه سيدة تغيّرت أحوالها بلا سبب ظاهر ,
وتلك طلّقها زوجها دونما سبب,
وذاك انهارت تجارته فجأة ,
وهذا طفلٌ مرض من غير عِلّة ,
وغيرها الكثير من الحالات حدثت لإنَّ أصحابها حسب زعمهم محسودون ,
حتى أننا نجد الأشخاص الخائفين من الحسد يتصرّفون بطريقة عجيبة محاولةً منهم لمنع أثر الحسد ,
كوضع خرزة زرقاء , أو تعليق كفّ ,
أو ما شابه هذه الأمور التي بزعمهم يحتجبون بها من الإصابة بالعين ,
والعجيب أنهم يصدّقون ذلك وغرقون في أوهامهم .
كثيرةٌ هي الآفات النفسيّة التي تفتك بمجتمعنا الإنساني ,
ولعلَّ الحسد أكثرها ضرراً لذا يهابها الناس وينفرون ممن يُبتلى بها لدرجة مقاطعته
والحذر حتى من نظرات عينيه ,
ولكن هل الحسد حكرٌ على العيون الزرقاء كما تقول الأسطورة ؟!!!!
تعالوا معي لنستعرض التاريخ ,
لنجد أنَّ الحسد آفةٌ أُبتليت بها البشرية فصاغها إبليس مكيدةً أخرجت أبوينا من جنّة النعيم ,
ولكن بقي آدمُ نبيّاً , وبقي إبليس رجيماً إلى يوم الدّين.
وقتل قابيلُ أخاه هابيل عندما تقاسم مع إبليس هذه الآفة ,
وكن مات هابيل ُ شهيداً محموداً في السماء والأرض ,
ومات قابيلُ حسرةً وكَمَداً مذموماً في السماء والأرض .
ولنستقرأ حياتنا اليومية ونقرر هل نحن مصابون بهذا الداء الذي يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب
كما ورد في الحديث الشريف ؟!
فالتاجرُ الذي شغلَ قلبَه دُكّانُ جاره الأكثر سعةً وجمالاً فيبّخس بضاعته ويتهمه بالغشّ ,
فقط لإنه أكثر نجاحاً منه , ثم يفتح بدل الدكّان (( سوبر ماركت )) فقط لينافس جاره
(( وما حدا أشطر من حدا )),
والأستاذ الذي يُفترض أنّه مُربّي الأجيال على الخير والصلاح ,
أوغرت صدرَه محبّة ُ التلاميذ لزميله المحبوب , فبَاتَ مهموماً , كئيباً غير قادر على العطاء ,
والفتاة اللطيفة الناعمة تأجّجت في صدرها نيرانُ الحقد على صديقتها لإنها أوفر جمالاً
فأصبح كلُّ همّها أن تكون هي الأجمل ,
والزوجةُ كم آلمها أن يكون زوج ُ الأخرى أفضل من زوجها ,
فتفجّر قلبُها أسىً وانهمرت شظاياه على أرجاء منزلها ,
فبَدلَ أن تنشر الحبَّ والدّفء وإذا بها توقد نيران الحسد في القلوب البريئة,
والزوج الذي هو عمادُ البيت ما انفكَّ متأففاً و ممتلئاً غيظاً من سيارة جاره الأحدث,
وأطفالنا,,, براعمُنا التي تتفتّح طُهراً وبراءةً ,,
أعينُهم دوماً على ما عند غيرهم من أقرانهم مع تشجيعنا على ذلك ,
والقائمة تطول ,,,,,,,,,
كلُّ هذه المشاعر الحانقة والساخطة التي قد تطول فترتها أو تقصر حسب تكيّف كلّ شخص مع الظروف
هي النتيجة الطبيعية للحسد .
هذا الداء يصف أمير المؤمنين عليه السلام صاحبه بأنه غضبانٌ على القدر.
هل اقتنعتم معي أنه لم يسلم أحدٌ من هذه الآفة المقيتة التي نتعوّذ منها قائلين :
(( ومن شرّ حاسد إذا حسد )) ؟!
وإذا أصابنا مكروه نبادر مسرعين :
(( إقرأوا لي المعوذتين , لقد أصابوني بالعين )).
تعالوا لنقرأَ القرآن كلّه بوعيِ وفهم وإدراكٍ لكلِ معانيه وأحكامه,
ولنبتعد عن الحسد لنصبح أكثر تصالحاً مع أنفسنا ,
وبدل أن نهدر طاقاتنا -التي هي هبة الله- لنا في مشاعر الحقد والإحباط,
فلنعالج عيوبنا , ونتمتع بمواهب الله التي منحنا إياها ولنعمل على تطويرها ,
ولتكن كلُّ القلوب المؤمنة متسامحة ومُحِبّةً للآخرين وبعيدة عن التحاسد
حتى لا تُتخم الأنفس بمشاعر المنافسة الوهمية التي تجعلنا لا نرى في العالم إلا موقعاً
واحداً للنجاح يتقاتل عليه الجميع ,
فالتنوّع الإنساني هو أجمل هِبات الله ليكون مسرح الحياة بستاناً جميلاً تزهر به
كلُّ أنواع الورود الجميلة التي يميّزها تنوع أريجها الرائع.
تعليق