بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لجميع أعضاء هذا المنتدى الغالي والمميز
أضع بين أيديكم مقالا بعنوان الطلاق أعجبني فأحببت مشاركة إخواني وأخواتي في المنتدى
مع خالص حبي وتقديري للجميع
الطلاق
نهاية أم بداية ؟
الطلاق هو نهاية لمعاناة و بداية لحياة جديدة مليئة بالأمل و التفاؤل مع التخطيط لمستقبل جديد بحرية بعيداً عن قيود الزوج السابق وأيضا أكثر تحررا من متابعة ومراقبة العائلة .
هذا ما يفترض أن يكون لكن واقع الحال مختلف تماماً !
في المجتمعات الشرقية و الخليجية على وجه الخصوص تجد أن الطلاق يكون بداية لمعاناة مختلفة لكلا الجنسين الرجل و المرأة ( هنا سنتطرق لجانب الزوجة أكثر لأنها الضحية الأكثر تضررا ) حيث أن المجتمع وخصوصاً الأقرباء يحمّلون الزوجة جانب كبير من مسئولية فشل هذه العلاقة الزوجية وعدم استمراريتها فينتج عن ذلك عدم النظر بعين الإنصاف والعدل حيث أن كِلا الطرفين عليهم حقوق وواجبات و التزامات تجاه بعضهم البعض مع العلم أن العادات الاجتماعية تفرض واجبات كثيرة على الزوجة و تغفل عن التزامات مهمة للزوج وتأثيرها الإيجابي و الهام في الحياة الزوجية واستمراريتها.
المجتمع يفرض على الزوجة بعض المهام الغير مُلزِمة من قبل الشرع ، على سبيل المثال لا الحصر الاهتمام بنظافة المنزل وترتيبه و تنظيفه بشكل مستمر ، الطبخ اليومي للزوج و الأبناء و الاهتمام بتربية الأبناء و مراجعة دروسهم مع تنظيف الملابس لجميع أفراد العائلة .
هذه الواجبات الاجتماعية إن صح التعبير تقع على عاتق الزوجة بالإضافة إلى الواجبات التي يفرضها عليها الشرع بعقد النكاح.
لست في صدد نقاش على عاتق من تقع هذه الواجبات ، لكن هنا أحب التنويه إلى أن الزوج من المفترض أن يَعِي ويعلم (وهو كذلك لكن في الأعم الأغلب يتناسى ذلك) بأن هذه الواجبات المفروضة من قبل المجتمع على الزوجة تقوم بها من باب التعاون المطلوب بين الطرفين و أيضا لكسب رضا الزوج و حرصها على استمرار ونجاح العلاقة الزوجية بما يحقق السعادة لها ولجميع أفراد الأسرة .في المقابل يجب على الزوج أن يترجم تعاون الزوجة إلى سلوك عملي وليس فقط ألفاظ مع أهمية الاثنين و ذلك بتقدير ما تقوم به من واجبات ليست ملزومة من قبل الشرع بها ويكون ذلك بعدة طرق على سبيل المثال مراعاة التقصير الحاصل من قبلها ( كتأخير الطبخ أو عدمه في بعض الأحيان ) ، عدم المبالغة في توبيخها لأبسط تقصير أو سهو أو نسيان و الغفلة عن الأخطاء البسيطة اللتي تصدر منها ، محاولة إخراجها من المنزل و الترفيه عنها في حدود استطاعته المادية طبعاً و الأهم من ذلك كله إظهار احترامه وتقديره لها و ولما تقوم به من جهد وعناء و تضحية من أجل جميع أفراد الأسرة .
الرجل الشرقي بشكل عام ( نقصد فئة ليست بالقليلة ) يريد أن يكون هو محور الاهتمام الأول والأخير في المنزل ( هو الآمر الناهي بدون تقبل أي حوار أو نقاش مع الزوجة و الأبناء على حد سواء ويعتقد في بعض الأحيان بأن ذلك إنقاص من رجولته ) و الأخطر من ذلك هو استغلاله للمكانة اللتي وضعها المجتمع له بشكل سلبي فتجده للأسف يتجاوز حدود الأدب تجاه زوجته بما يصل به إلى عدم الاحترام في تعامله وسلوكه تجاهها ( يصل به إلى الإهانة و جرح مشاعر زوجته بشكل متكرر و إلى الضرب أحيانا – أخبار الصحف المحلية مليئة بالأحداث المحزنة ) ، و الغريب في الأمر أنك تجد سلوك بعض الأفراد بعيد كل البعد عن أخلاق المسلم المؤمن و عن تعاليم أهل البيت عليهم السلام في تعامله داخل المنزل و كأن المكانة اللتي منحها له المجتمع هي ما تبرر له بأن يفعل ما يريد . على سبيل المثال تجد بعض الأزواج عند وجود خلاف وشجار بينه وبين زوجته وبكل قساوة قلب و عدم رحمة يترك زوجته بدون طلاق لعدة سنوات ويجعلها معلقة و كأنه يريد أن يقول لها أنني الطرف الأقوى في القضية و أستطيع أن أعمل ما أريد في إيذائك الجسدي والنفسي مِمَّا يضطرها للجوء إلى وسطاء من العائلة و أحيانا إلى المحاكم الشرعية اللتي تأخذ الكثير من الوقت و العناء و الأموال من أجل إنهاء هذه المعاناة اللتي لا يعلم حجمها إلا صاحب الموقف نفسه.
اتقوا الله سبحانه وتعالى في زوجاتكم و أبنائكم .
الطلاق هو نتاج تجربة قد تكون بداية لحياة جديدة سعيدة فيها تحرر من بعض الواجبات وأنت فقط سواء الرجل أو المرأة من يحدد ويرسم الخطوط العريضة للحياة الجديدة اللتي ستعيشها ، أنت من يقرر أي طريق تسلك اتريد ان تكون شخص منفتح و متفائل و تعيش حياة جديدة بناء على تجارب سابقة أو بالمقابل شخص يندب حظه التعيس و أسيرا للماضي بكل آلامه.
يجب أن نعترف بأن المرأة في مجتمعنا يصعب عليها أن تطالب بحقوقها وبعد الطلاق يزداد الأمر سوءاً ممن لا يخافون الله حيث أنها تفتقر الوعي المعرفي و الفكري و ايضا الدعم المجتمعي اللذي ينير لها طريق العيش بكرامة وعزة نفس واللتي تسمح لها بمطالبتها بحقوقها كمطلقة ولا تكون تحت رحمة طليقها من أجل رؤية أبناءها على سبيل المثال والأسباب كثيرة يصعب حصرها في هذه السطور.
بقلم
أحمد المبارك
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لجميع أعضاء هذا المنتدى الغالي والمميز
أضع بين أيديكم مقالا بعنوان الطلاق أعجبني فأحببت مشاركة إخواني وأخواتي في المنتدى
مع خالص حبي وتقديري للجميع
الطلاق
نهاية أم بداية ؟
الطلاق هو نهاية لمعاناة و بداية لحياة جديدة مليئة بالأمل و التفاؤل مع التخطيط لمستقبل جديد بحرية بعيداً عن قيود الزوج السابق وأيضا أكثر تحررا من متابعة ومراقبة العائلة .
هذا ما يفترض أن يكون لكن واقع الحال مختلف تماماً !
في المجتمعات الشرقية و الخليجية على وجه الخصوص تجد أن الطلاق يكون بداية لمعاناة مختلفة لكلا الجنسين الرجل و المرأة ( هنا سنتطرق لجانب الزوجة أكثر لأنها الضحية الأكثر تضررا ) حيث أن المجتمع وخصوصاً الأقرباء يحمّلون الزوجة جانب كبير من مسئولية فشل هذه العلاقة الزوجية وعدم استمراريتها فينتج عن ذلك عدم النظر بعين الإنصاف والعدل حيث أن كِلا الطرفين عليهم حقوق وواجبات و التزامات تجاه بعضهم البعض مع العلم أن العادات الاجتماعية تفرض واجبات كثيرة على الزوجة و تغفل عن التزامات مهمة للزوج وتأثيرها الإيجابي و الهام في الحياة الزوجية واستمراريتها.
المجتمع يفرض على الزوجة بعض المهام الغير مُلزِمة من قبل الشرع ، على سبيل المثال لا الحصر الاهتمام بنظافة المنزل وترتيبه و تنظيفه بشكل مستمر ، الطبخ اليومي للزوج و الأبناء و الاهتمام بتربية الأبناء و مراجعة دروسهم مع تنظيف الملابس لجميع أفراد العائلة .
هذه الواجبات الاجتماعية إن صح التعبير تقع على عاتق الزوجة بالإضافة إلى الواجبات التي يفرضها عليها الشرع بعقد النكاح.
لست في صدد نقاش على عاتق من تقع هذه الواجبات ، لكن هنا أحب التنويه إلى أن الزوج من المفترض أن يَعِي ويعلم (وهو كذلك لكن في الأعم الأغلب يتناسى ذلك) بأن هذه الواجبات المفروضة من قبل المجتمع على الزوجة تقوم بها من باب التعاون المطلوب بين الطرفين و أيضا لكسب رضا الزوج و حرصها على استمرار ونجاح العلاقة الزوجية بما يحقق السعادة لها ولجميع أفراد الأسرة .في المقابل يجب على الزوج أن يترجم تعاون الزوجة إلى سلوك عملي وليس فقط ألفاظ مع أهمية الاثنين و ذلك بتقدير ما تقوم به من واجبات ليست ملزومة من قبل الشرع بها ويكون ذلك بعدة طرق على سبيل المثال مراعاة التقصير الحاصل من قبلها ( كتأخير الطبخ أو عدمه في بعض الأحيان ) ، عدم المبالغة في توبيخها لأبسط تقصير أو سهو أو نسيان و الغفلة عن الأخطاء البسيطة اللتي تصدر منها ، محاولة إخراجها من المنزل و الترفيه عنها في حدود استطاعته المادية طبعاً و الأهم من ذلك كله إظهار احترامه وتقديره لها و ولما تقوم به من جهد وعناء و تضحية من أجل جميع أفراد الأسرة .
الرجل الشرقي بشكل عام ( نقصد فئة ليست بالقليلة ) يريد أن يكون هو محور الاهتمام الأول والأخير في المنزل ( هو الآمر الناهي بدون تقبل أي حوار أو نقاش مع الزوجة و الأبناء على حد سواء ويعتقد في بعض الأحيان بأن ذلك إنقاص من رجولته ) و الأخطر من ذلك هو استغلاله للمكانة اللتي وضعها المجتمع له بشكل سلبي فتجده للأسف يتجاوز حدود الأدب تجاه زوجته بما يصل به إلى عدم الاحترام في تعامله وسلوكه تجاهها ( يصل به إلى الإهانة و جرح مشاعر زوجته بشكل متكرر و إلى الضرب أحيانا – أخبار الصحف المحلية مليئة بالأحداث المحزنة ) ، و الغريب في الأمر أنك تجد سلوك بعض الأفراد بعيد كل البعد عن أخلاق المسلم المؤمن و عن تعاليم أهل البيت عليهم السلام في تعامله داخل المنزل و كأن المكانة اللتي منحها له المجتمع هي ما تبرر له بأن يفعل ما يريد . على سبيل المثال تجد بعض الأزواج عند وجود خلاف وشجار بينه وبين زوجته وبكل قساوة قلب و عدم رحمة يترك زوجته بدون طلاق لعدة سنوات ويجعلها معلقة و كأنه يريد أن يقول لها أنني الطرف الأقوى في القضية و أستطيع أن أعمل ما أريد في إيذائك الجسدي والنفسي مِمَّا يضطرها للجوء إلى وسطاء من العائلة و أحيانا إلى المحاكم الشرعية اللتي تأخذ الكثير من الوقت و العناء و الأموال من أجل إنهاء هذه المعاناة اللتي لا يعلم حجمها إلا صاحب الموقف نفسه.
اتقوا الله سبحانه وتعالى في زوجاتكم و أبنائكم .
الطلاق هو نتاج تجربة قد تكون بداية لحياة جديدة سعيدة فيها تحرر من بعض الواجبات وأنت فقط سواء الرجل أو المرأة من يحدد ويرسم الخطوط العريضة للحياة الجديدة اللتي ستعيشها ، أنت من يقرر أي طريق تسلك اتريد ان تكون شخص منفتح و متفائل و تعيش حياة جديدة بناء على تجارب سابقة أو بالمقابل شخص يندب حظه التعيس و أسيرا للماضي بكل آلامه.
يجب أن نعترف بأن المرأة في مجتمعنا يصعب عليها أن تطالب بحقوقها وبعد الطلاق يزداد الأمر سوءاً ممن لا يخافون الله حيث أنها تفتقر الوعي المعرفي و الفكري و ايضا الدعم المجتمعي اللذي ينير لها طريق العيش بكرامة وعزة نفس واللتي تسمح لها بمطالبتها بحقوقها كمطلقة ولا تكون تحت رحمة طليقها من أجل رؤية أبناءها على سبيل المثال والأسباب كثيرة يصعب حصرها في هذه السطور.
بقلم
أحمد المبارك
تعليق