إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابناء البتول في شرح مقدمات علم الاصول // ح1

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابناء البتول في شرح مقدمات علم الاصول // ح1

    على يد من تأسس علم الاصول ــــ للمحامي رامي احمد الغالبي

    بسم الله ابتدأ بحثي وببركة الصلاة على محمدٍ وآل محمد الطيبين الطاهرين أجهر بمنهجي, اللهم لك الحمد حمداً كثيراً دائماً ابدا لا تحصي له الخلائق عددا, وصلاتك وسلامك على خير خلقك أحمدا, وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين صلاة وسلاماً دائماً سرمدا, أما بعد.
    فإنني بدأت بكتابة هذا البحث الموجز على المستوى الأكاديمي لما وجدته من أن علم الاصول يجب أن يدرس في كافة العلوم وبالأخص علوم القانون, لما يحمله هذا العلم من مقدماتٍ تمهد للحوزوي وللأكاديمي, على حدٍ سواء إستخراج الاحكام الفقهية والقانونية, عن طريق استقراء الأمور وتمحيص الأحداث, والتدقيق في اعماق الألفاظ, لذلك ارتأيت برأيي القاصر على شرح كتاب ((المعالم الجديدة)), بإسلوبٍ أكاديميٍ مبسطٍ بإذن الله تعالى, بحيث يستطيع القارئ مهما كانت رتبته العلمية أن يستسيغ مفرداته, وأن يتوصل الى المقدمات التي تمهد له الطريق لدراسة علم الاصول في نظرياته الواسعة, إن طبق قواعد الأصول ومنطق الأصول منه بلا زيادةٍ أو نقصان.
    وأعلموا إخوتي وزملائي في كلية القانون إن خادمكم قد بذل جل جهده لأجل تقديم شرحٍ مبسطٍ سائراً بذلك على نهج أساتذتي الأفاضل الذين سقوني من بحر علمهم ومعرفتهم, شاكراً لهم سعيهم المبارك في نشر العلم والمعرفة, سائلاً الله عز وجل أن يسدد خطاهم لما يحب ويرضى.
    لذلك وقبل الولوج في هذا البحث نستعرض تمهيداً لعلم الأصول مبينين نشأة هذا العلم, ففي اصل نشأته وتأسيسه, يذهب قولان.
    الأول إن هذا العلم نشأ على يد الفقه السني, اما القول الثاني الأخر فيذهب إلى أن هذا العلم نشأ وترعرع على يد الفقه الإمامي, ذاكرين بذلك مصادر كلٌ من القولين.


    فعلم الأصول لم يكن مدونا في القرن الأول من الإسلام، وإّنما ابتدأ التدوين فيه في القرن الثاني منه, وقد ذكر المحقق آية الله العظمى السيد حسن الصدر(قدس سره) في كتابه ((الشيعة وفنون الإسلام)) "1" فصلاً في تأسيس هذا العلم، جاء فيه ما نصه:-((فاعلم أن أول من فتح بابه وفتق مسائله هو باقر العلوم الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر وبعده ابنه أبو عبد الله الصادق، وقد أمليا فيه على جماعة من تلامذتهما قواعد هو مسائله جمعوا من ذلك مسائل رّتبها المتأخرون على ترتيب مباحثه ككتاب "أصول آل الرسول" وكتاب "الفصول المهمة في أصول الأئمة" وكتاب "الأصول الأصلية " كلها بروايات الثقات مسندة متصلة الإسناد إلى أهل البيت, وأول من أفرد بعض مباحثه بالتصنيف هشام بن الحكم شيخ، المتكلمين تلميذ أبي عبد الله الصادق, صّنف كتاب الألفاظ ومباحثها، وهو أهم مباحث هذا العلم، ثم يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين, تلميذ الإمام الكاظم موسى بن جعفر، صّنف كتابه ( اختلاف الحديث) وهو مبحث تعارض الدليلين والتعادل والترجيح بينهما )), إلا أن صاحب المعالم الجديدة للأصول يذهب إلى أن نمو التفكير الأصولي نتج عن الحاجة إلى الأصول في عالم الاستنباط وأن هذه الحاجة تاريخية تتسع وتشتد بقدرالابتعاد عن عصر النصوص، فمن الطبيعي أن يوجد ذلك الفارق الزمني وأن يسبق التفكير الأصولي السني إلى النمو و الاتساع، لأن المذهب السّني كان يزعم انتهاء عصر النصوص بوفاة النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم(( فحين اجتاز التفكير الفقهي السني القرن الثاني كان قد ابتعد عن عصر النصوص بمسافة زمنية كبيرة، تخلق بطبيعتهاالثغرات والفجوات في عملية الاستنباط، الأمر الذي يوحي بالحاجة الشديدة إلى وضع القواعد العامةالأصوليةلملئها.
    وأما الإمامية فقد كانوا وقتئذٍ يعيشون عصر النص الشرعي، لأن الامام امتداد لوجود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فكانت المشاكل التي يعانيها فقهاء الإمامية من الاستنباطأقل بكثير إلى الدرجة التي لا تفسح المجال للإحساس بالحاجة الشديدة إلى وضع علم الأصول، ولهذا نجد أن الإمامية بمجرد أن انتهى عصر النصوص بالنسبة إليهم ببدء الغيبة أو بانتهاء الغيبة الصغرى بوجه خاص- تفّتحت ذهنيتهم الأصولية واقبلوا على درس العناصر

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
    1. اية الله العظمى السيد حسن الصدر (قدس سره) , كتاب الشيعة وفنون الإسلام (كتاب الكتروني), الفصل الخامس في تقدم الشيعة في علم أصول الفقه, ص79.



    المشتركة وحّققوا تقدماً في هذا المجال على يد الرواد الأوائل النوابغ من فقهائنا من قبيل "الحسن بن علي بن عقيل بن محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي في القرن الرابع" ويمضي هذا المحقق الكبيرقائلاً:-
    (( أن التاريخ يشيرإلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبياً في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الإمامي حتى أّنه يقال:- إن علم الأصول على الصعيد السّني دخلَ في دور التصنيف في أواخر القرن الثاني، إذ ألف في الأصولكل من الشافعي ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي سنة ( ١٨٩ هـ) بينما لا نجد التصنيف الواضح في علم الأصول على الصعيد الشيعي إلا في أعقاب الغيبة الصغرى))"1" أي في مطلع القرن الرابع بالرغم من وجود رسائل سابقة لبعض أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في مواضيع أصولية متفرقة, ومما يعزز الرأي الذي يذهب إلى أن الحاجة إلى علم الأصول حاجة تاريخية تزداد بالابتعاد عنعصرالنصوص ما ذكره العلامة المجلسي ((أعلى الله مقامه)) في كتابه (مرآة العقول)"2":- (( إن الإفتاء لم يكن في زمان الكليني (رضي الله عنه) وما قبله، بل كان مدارهمعلى نقل الأخبار وكانت تصانيفهم مقصورة على جمعها وروايتها)) ولكن هذا لا يعني أن الريادةليستللشيعة في هذاالمجال، فمنالطبيعي لأي علم وليد أن لا يكون متكاملاً من جميع نواحيه دفعة واحدة، وأن يثب إلى السطح من دون سابق تمهيد، بل لابد له أن يمر بمراحل عديدة وأشواط يقطعها قبل أن يصبح علماً له كيانه, الخاص المستقل وتاريخ العلوم أكبر شاهد على هذه الحقيقة



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    1. وهذا ما نذهب اليه من أن المذهب السني اول من بدأ بتأسيس قواعد علم الأصول لحاجته الماسة لهذه القواعد, ولبعده عن عصر النص الشرعي, وإن الفقه الإمامي أتى بعد عصر الغيبة الصغرى, منقذاً ومصححاً لكثير من الشوائب الموجودة داخل الفقه السني من نظريات الرأي والإجتهاد الشخصي والقياس غير المنطقي, ومنقذاً من استغلال العقل في اطاره الواسع ..... وهكذا.
    لذلك يعد المذهب الجعفري اول من اسس القواعد الصحيحة والمنطقية المتينة في علم الاصول.

    2. العلامة محمّد باقر المجلسي,مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول, , تحقيق: السيد جعفر الحسيني, دار الكتب الاسلامية – طهران, 1410هـ.


    ويذهب محقق كبير آخر وهو صاحب كتاب (الرافد في علم الأصول) "1" إلى نسف دعوى السبق الزمني لمدرسةأهل السنة في مجال الريادة لعلم الأصول قائلاً:- (( إن أول من أَلَّف لمدرسة أهل السنة في علم الأصول هو رسالة الشافعي وفي تلك الفترةكتب الشيعة رسائل في علم الأصول أيضاً، فقدكتب ابن أبي عمير المتوفي عام ( ٢١٧ هــ ), ويونس بن عبد الرحمن المتوفي عام ( ٢٠٨ هــ) في علاج الحديثين المختلفين, وهنالك الكثير الكثير من الأقوال التي تتباين في مسألة الريادة في تأسيس علم الأصول, لا يسعنا المقام هنا لذكرها لكننا نكتفي بهذه الآراء لتبيان الإتجاهات المختلفة في ريادة علم الأصول

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    1. اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني , الرافد في علم الاصول, ص17


    sigpic
    فاطمة الزهراء (ع)
    أمــي وأنا ابنها المقر بالتقصير بحقها


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X