اتصفت هذه الثورة بكل القيم الرسالية والأخلاق الإسلامية العليا كما اتصف رجالها بأعلى صفات النبل والتضحية والإيثار. أجل لقد تجلت أروع صور البطولة والوفاء عند هذه النخبة الواعية فاستلهموا من الإمام الحسين (عليه السلام) معنى الحرية والكرامة فكانوا عظماء في إبائهم عظماء في عطائهم حتى أصبحوا قدوة للثوار ومناراً للأحرار.
ان طليعة هؤلاء الأبطال الصحابي الشهيد مسلم بن عوسجة الأسدي (رضوان الله عليه) فهو ممن رأى النبي (صلى الله عليه وآله) وسمع حديثه وروي عنه.
كان مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة من أبطال الإسلام وله مواقف بطولية في الفتوح الإسلامية ومن خواص الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) شهد معه معارك الجمل وصفين والنهروان كما شهد له التاريخ مواقف في الفتوحات ومنها موقفه يوم آذربيجان وقد قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين كما كان من طليعة فرسان أهل الكوفة ومن عيون أنصار الإمام الحسين والمستشهدين بين يديه ومن الدعاة إلى نهضته المباركة حيث كان يأخذ البيعة للحسين في الكوفة مع ابن عمه الصحابي الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) وقد عقد له مسلم بن عقيل على ربع مذحج وأسد حين بدأ تحركه في الكوفة قبل دخول ابن زياد إليها.
وإضافة إلى ما تحلى به من شجاعة وبطولة فقد كان شخصية أسدية بارزة وكبرى ويعد من عباد أهل الكوفة وزهادها، وملازمي جامعها الأعظم، وهذه أقوال بعض من ترجم له:
قال ابن حجر العسقلاني: (انه كان رجلاً، شريفاً، سرياً، عابداً، قارئاً للقرآن، متنسكاً استشهد مع الحسين عليه السلام بطف كربلا).
وقال محمد بن سعد: (كان صحابياً ممن رأى النبي صلى الله عليه وآله وروى عنه الشعبي وكان فارساً شجاعاً له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية).
وقال أبو القاسم النراقي: (مسلم بن عوسجة من حواري أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قتل معه بكربلاء).
وقال الشيخ عبد الله المامقاني: (وكان صحابياً ممن رأى النبي صلى الله عليه وآله وكان شجاعاً له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية مضى على ذلك ابن سعد في محكي طبقاته).
وقال عنه خير الدين الزركلي في الأعلام: (مسلم بن عوسجة الأسدي من أبطال العرب في صدر الإسلام شهد يوم آذربيجان وغيره من الفتوح وكان مع الحسين بن علي في قصده الكوفة فقتل وهو يناضل عنه).
وقال الشيخ ذبيح الله المحلاتي: (رجل شريف حي قارئ للقرآن وأسد مفترس في الشجاعة في حرب الكفار وفي الفتوحات ومن خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان ملازماً له في الجمل والنهروان وصفين).
وقال الشيخ المحقق محمد السماوي: (كان رجلاً شريفاً سرياً عابداً متنسكاً).
وقال الشيخ علي محمد علي دخيل: (جلالة الرجل وعدالته وقوة إيمانه وشدة تقواه مما تكل الأقلام عن تحريرها وتعجز الألسن عن تقريرها ولو لم يكن في حقه إلا ما تضمنته زيارة الناحية المقدسة لكفاه).
وقال الشيخ عبد الواحد المظفر: (فإذا كانت البطولة عنوان المحاسن ومجمع الكمالات ومحور الفضائل فلا شك أن مسلم بن عوسجة الأسدي من أتم الرجال في المحاسن التي يتفاخر بأقلها عظماء الرجال ويتمادح ببعضها الوجوه والأعيان ويتفاخر بفضيلة منها سائر أهل الكمال نحو العلم والتقوى وشدة البأس والشجاعة والفصاحة والوفاء والإيثار مع ماله من فضيلة الصحبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والاختصاص بعلي أمير المؤمنين (عليه السلام).
ونختم هذه الأقوال لهؤلاء الأعلام بأشرفها وهو سلام الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) على مسلم بن عوسجة كما جاء في زيارة الناحية المقدسة وهو أرفع وسام شرف على صدر هذا البطل المجاهد قال الإمام المهدي في زيارة الناحية المقدسة: (السلام على مسلم بن عوسجة الأسدي القائل للحسين (عليه السلام) وقد أذن له في الإنصراف : أنحن نخلي عنك؟ وبم نعتذر عندالله من إداء حقك؟ لا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي هذا وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك حتى أموت معك وكنت أول من شرى نفسه وأول شهيد من شهداء الله قضى نحبه ففزت ورب الكعبة وشكر الله لك استقدامك ومواساتك امامك إذ مشى إليك وأنت صريع فقال يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة وقرأ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا لعن الله المشتركين في قتلك عبد الله الضبابي وعبد الله بن خشكارة البجلي ومسلم بن عبد الله الضبابي).
أجل لقد استحق مسلم بن عوسجة بكل جدارة هذا التبجيل والتقدير من الامام المهدي لأنه أخلص في طاعته لله بحب أهل بيت النبي (عليهم السلام) كان مسلم متشوقاً للقاء ربه وهو مخضب بدم الشهادة وتدلنا على ذلك كلماته للإمام الحسين (عليه السلام) عندما أذن لهم بالإنصراف والتي جاءت في زيارة الناحية المقدسة كان جوابه جواب الموطن نفسه على الموت الذائد بروحه عن مبادئ الإسلام التي حملها الإمام الحسين ويقول في موضع آخر أذن الحسين لأصحابه بالإنصراف:
(أما والله لو قد علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى ثم يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا).
أجل إنها الكرامة في الدنيا والآخرة وأي كرامة أكرم من الشهادة بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام) التحق مسلم بن عوسجة بالإمام الحسين ليلة السابع من محرم وقد ذكرنا ان مسلم كان يأخذ البيعة للإمام الحسين في الكوفة مع ابن عمه حبيب بن مظاهر الأسدي ولما قتل مسلم بن عقيل اختفيا لأنهما كانا مطلوبين من قبل ابن زياد ولما بلغهما نزول الحسين (عليه السلام) في كربلاء خرجا من الكوفة متخفيين وتوجها إلى كربلاء يسيران في الليل ويكمنان في النهار حتى وصلا إلى كربلاء.
في اليوم العاشر كان مسلم أول من خرج للمبارزة بعد الحملة الأولى لأصحاب الحسين والتي استشهد فيها خمسون رجلا خرج مسلم وهو يرتجز :
إن تسألوا عني فإني ذو لبد***من فرع قوم من ذرى بني أسد
فمن بغاني حائد عن الرشد***وكافر بدين جبار صمد
فقاتل قتال الفرسان حتى سقط صريعاً وكان به رمق فمشى إليه الحسين (عليه السلام) ومعه حبيب بن مظاهر، وقف الحسين على رأسه وقال: (رحمك الله يا مسلم ثم قرأ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) فدنا حبيب من ابن عمه مسلم وقال له:
(عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة) فقال مسلم وهو يجود بنفسه: (بشرك الله بخير يا حبيب) فقال حبيب: (لو لم أعلم أني بالأثر لاحببت أن توصيني) فقال له مسلم: (أوصيك بهذا) وأشار إلى الحسين (أن تموت دونه) فقال حبيب: (أفعل ورب الكعبة) وفاضت روحه الطاهرة.
يقول الشيخ باقر شريف القرشي عند ذكره لهذه الحادثة: (كانت هذه هي العظمة حقاً بما تحمل من معاني السمو والشرف لدى أصحاب الإمام الحسين لقد كان كل واحد منهم يمثل شرف الإنسانية في جميع عصورها ومواطنها أنه الوفاء الذي ينبض بالإيمان الذي لا حد له فلم يفكر في تلك اللحظة من حياته بأهله أو بأي شأن من شؤون الدنيا وإنما استوعب فكره الحسين فقد أخلص في حبه حتى النفس الأخير من حياته) هكذا انتهت حياة هذا المجاهد بأشرف خاتمة فكان مصداقا لقوله تعالى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً
ان طليعة هؤلاء الأبطال الصحابي الشهيد مسلم بن عوسجة الأسدي (رضوان الله عليه) فهو ممن رأى النبي (صلى الله عليه وآله) وسمع حديثه وروي عنه.
كان مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة من أبطال الإسلام وله مواقف بطولية في الفتوح الإسلامية ومن خواص الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) شهد معه معارك الجمل وصفين والنهروان كما شهد له التاريخ مواقف في الفتوحات ومنها موقفه يوم آذربيجان وقد قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين كما كان من طليعة فرسان أهل الكوفة ومن عيون أنصار الإمام الحسين والمستشهدين بين يديه ومن الدعاة إلى نهضته المباركة حيث كان يأخذ البيعة للحسين في الكوفة مع ابن عمه الصحابي الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) وقد عقد له مسلم بن عقيل على ربع مذحج وأسد حين بدأ تحركه في الكوفة قبل دخول ابن زياد إليها.
وإضافة إلى ما تحلى به من شجاعة وبطولة فقد كان شخصية أسدية بارزة وكبرى ويعد من عباد أهل الكوفة وزهادها، وملازمي جامعها الأعظم، وهذه أقوال بعض من ترجم له:
قال ابن حجر العسقلاني: (انه كان رجلاً، شريفاً، سرياً، عابداً، قارئاً للقرآن، متنسكاً استشهد مع الحسين عليه السلام بطف كربلا).
وقال محمد بن سعد: (كان صحابياً ممن رأى النبي صلى الله عليه وآله وروى عنه الشعبي وكان فارساً شجاعاً له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية).
وقال أبو القاسم النراقي: (مسلم بن عوسجة من حواري أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قتل معه بكربلاء).
وقال الشيخ عبد الله المامقاني: (وكان صحابياً ممن رأى النبي صلى الله عليه وآله وكان شجاعاً له ذكر في المغازي والفتوح الإسلامية مضى على ذلك ابن سعد في محكي طبقاته).
وقال عنه خير الدين الزركلي في الأعلام: (مسلم بن عوسجة الأسدي من أبطال العرب في صدر الإسلام شهد يوم آذربيجان وغيره من الفتوح وكان مع الحسين بن علي في قصده الكوفة فقتل وهو يناضل عنه).
وقال الشيخ ذبيح الله المحلاتي: (رجل شريف حي قارئ للقرآن وأسد مفترس في الشجاعة في حرب الكفار وفي الفتوحات ومن خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان ملازماً له في الجمل والنهروان وصفين).
وقال الشيخ المحقق محمد السماوي: (كان رجلاً شريفاً سرياً عابداً متنسكاً).
وقال الشيخ علي محمد علي دخيل: (جلالة الرجل وعدالته وقوة إيمانه وشدة تقواه مما تكل الأقلام عن تحريرها وتعجز الألسن عن تقريرها ولو لم يكن في حقه إلا ما تضمنته زيارة الناحية المقدسة لكفاه).
وقال الشيخ عبد الواحد المظفر: (فإذا كانت البطولة عنوان المحاسن ومجمع الكمالات ومحور الفضائل فلا شك أن مسلم بن عوسجة الأسدي من أتم الرجال في المحاسن التي يتفاخر بأقلها عظماء الرجال ويتمادح ببعضها الوجوه والأعيان ويتفاخر بفضيلة منها سائر أهل الكمال نحو العلم والتقوى وشدة البأس والشجاعة والفصاحة والوفاء والإيثار مع ماله من فضيلة الصحبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والاختصاص بعلي أمير المؤمنين (عليه السلام).
ونختم هذه الأقوال لهؤلاء الأعلام بأشرفها وهو سلام الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) على مسلم بن عوسجة كما جاء في زيارة الناحية المقدسة وهو أرفع وسام شرف على صدر هذا البطل المجاهد قال الإمام المهدي في زيارة الناحية المقدسة: (السلام على مسلم بن عوسجة الأسدي القائل للحسين (عليه السلام) وقد أذن له في الإنصراف : أنحن نخلي عنك؟ وبم نعتذر عندالله من إداء حقك؟ لا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي هذا وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك حتى أموت معك وكنت أول من شرى نفسه وأول شهيد من شهداء الله قضى نحبه ففزت ورب الكعبة وشكر الله لك استقدامك ومواساتك امامك إذ مشى إليك وأنت صريع فقال يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة وقرأ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا لعن الله المشتركين في قتلك عبد الله الضبابي وعبد الله بن خشكارة البجلي ومسلم بن عبد الله الضبابي).
أجل لقد استحق مسلم بن عوسجة بكل جدارة هذا التبجيل والتقدير من الامام المهدي لأنه أخلص في طاعته لله بحب أهل بيت النبي (عليهم السلام) كان مسلم متشوقاً للقاء ربه وهو مخضب بدم الشهادة وتدلنا على ذلك كلماته للإمام الحسين (عليه السلام) عندما أذن لهم بالإنصراف والتي جاءت في زيارة الناحية المقدسة كان جوابه جواب الموطن نفسه على الموت الذائد بروحه عن مبادئ الإسلام التي حملها الإمام الحسين ويقول في موضع آخر أذن الحسين لأصحابه بالإنصراف:
(أما والله لو قد علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى ثم يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا).
أجل إنها الكرامة في الدنيا والآخرة وأي كرامة أكرم من الشهادة بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام) التحق مسلم بن عوسجة بالإمام الحسين ليلة السابع من محرم وقد ذكرنا ان مسلم كان يأخذ البيعة للإمام الحسين في الكوفة مع ابن عمه حبيب بن مظاهر الأسدي ولما قتل مسلم بن عقيل اختفيا لأنهما كانا مطلوبين من قبل ابن زياد ولما بلغهما نزول الحسين (عليه السلام) في كربلاء خرجا من الكوفة متخفيين وتوجها إلى كربلاء يسيران في الليل ويكمنان في النهار حتى وصلا إلى كربلاء.
في اليوم العاشر كان مسلم أول من خرج للمبارزة بعد الحملة الأولى لأصحاب الحسين والتي استشهد فيها خمسون رجلا خرج مسلم وهو يرتجز :
إن تسألوا عني فإني ذو لبد***من فرع قوم من ذرى بني أسد
فمن بغاني حائد عن الرشد***وكافر بدين جبار صمد
فقاتل قتال الفرسان حتى سقط صريعاً وكان به رمق فمشى إليه الحسين (عليه السلام) ومعه حبيب بن مظاهر، وقف الحسين على رأسه وقال: (رحمك الله يا مسلم ثم قرأ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) فدنا حبيب من ابن عمه مسلم وقال له:
(عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة) فقال مسلم وهو يجود بنفسه: (بشرك الله بخير يا حبيب) فقال حبيب: (لو لم أعلم أني بالأثر لاحببت أن توصيني) فقال له مسلم: (أوصيك بهذا) وأشار إلى الحسين (أن تموت دونه) فقال حبيب: (أفعل ورب الكعبة) وفاضت روحه الطاهرة.
يقول الشيخ باقر شريف القرشي عند ذكره لهذه الحادثة: (كانت هذه هي العظمة حقاً بما تحمل من معاني السمو والشرف لدى أصحاب الإمام الحسين لقد كان كل واحد منهم يمثل شرف الإنسانية في جميع عصورها ومواطنها أنه الوفاء الذي ينبض بالإيمان الذي لا حد له فلم يفكر في تلك اللحظة من حياته بأهله أو بأي شأن من شؤون الدنيا وإنما استوعب فكره الحسين فقد أخلص في حبه حتى النفس الأخير من حياته) هكذا انتهت حياة هذا المجاهد بأشرف خاتمة فكان مصداقا لقوله تعالى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً