زهير بن القين في ميدان الخلد
بقلم : حسين الشامي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهير ذاك الرجل الشريف في قومه حيث كان اغناهم واشجعهم شارك في العديد من المعارك والمغازي وكان تاجرأً غنياً فاهماً في شؤونه وأفعاله ؛ لكن كان في أحواله عثماني الهوى ولا يرضى بقتال المسلم أخيه المسلم حسب معتقده الاول الذي كان يدور في مفاهيم نفسه حيث قال محسن الأمين: كان زهير أوّلاً عثمانياً ـ أي أنّه يميل إلى عثمان بن عفّان ويدافع عن مظلوميته وكان قد حجّ في السنة التي خرج فيها الحسين إلى العراق، فلمّا رجع من الحجّ جمعه الطريق مع الحسين، فأرسل إليه الحسين وكلّمه، فانتقل علوياً ؛ ولهذا الرجل الموقف تلوا الموقف البطولي مع أمامِ عصره فالموقف الاول العظيم له كان ليلة عاشوراء حين وقف الامام ليغربل أصحابه وينتجب منهم الخُلص وكان منهم من ترك الفوز بنعمة الشهادة مع أمام عصره الا ان هذا الصنديد وقف ليظهر موقفه الابدي مع ابي عبدالله الحسين (عليه السلام) بعدما خطب الإمام الحسين فيهم وأذن لهم في الانصراف حتى ينجوا من القتل، أجابه أصحابه بما أجابوه، وكان ممّن أجابه زهير رافضا ترك الحسين فقال: والله لوددت أنّي قُتلت ثمّ نُشرت ثمّ قُتلت حتّى أُقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك ؛ وهذه هي حقيقة كمنة في صدر زهير الفضي ببياضه الناصع بنوره ولم يكن فيه تردد فقد أثبته في يوم العاشر بعدما خرج ليختم حياته(رضوان الله عليه) بريحانة الشهادة والموت بين يدي المولى ابي عبد الله الحسين حيث برز لهم مخاطباً اياهم لان اصحاب الحسين كانوا يحاولون النصح للجيش القادم لقاتل الحسين وبنفس الوقت يلقون الحجة عليهم فهم المبشرين والمنذرين بالحال ذاته فخاطبهم قائلا :يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب الله نذار، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن أخوة، وعلى دين واحد، وملّة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أُمّة وأنتم أُمّة، إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرّية نبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله) لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد فلم يستجيبوا له, ,وقال له شمربن الجوشن : إنّ الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.
فرد عليه زهير: أفبالموت تخوّفني؟ فوالله، للموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم؛ ثم حمل على جيش عمر بن سعد، وهو يرتجز ويقول:
أنا زهير وأنا ابن القين أذودكم بالسيف عن حسين
إنّ حسيناً أحد السبطين من عترة البرّ التقيّ الزين
ذاك رسول الله غير المين أضربكم ولا أرى من شين
وقال محمّد بن أبي طالب: فقاتل حتّى قتل مائة وعشرين رجلاً ثمّ رجع فوقف أمام الحسين فكأنّه ودّعه وعاد يقاتل، فشدّ عليه كثير بن عبد الله الشعبي، ومهاجر بن أوس التميمي فقتلاه، ولمّا صرع وقف عليه الحسين(عليه السلام) فقال: لا يُبعدنّك الله يا زهير، ولعن الله قاتلك لعن الذين مسخوا قردةً وخنازير ؛هذا حقيقة ما جرى مع زهير (رحمه الله)وصورة واضحة من صور التضحية التي حَمَلت في عاشوراء أهدافاً وحقائق حاول الحسين وأصحابه ان يوصلوها الى المقابل ولكن لا حياة لمن تنادي .
نقطة نظام : لابد للقارئ الكريم ان يعرف ان الانسان مهما حمل من افكار وأثقل بالخطايا لا يمكن للمقابل ان يأخذه بجريرة أعماله السابقة لكن لابد من المحاولة لنصحه وكسبه لجانب الحق والحقيقة وهذا ما فعله الحسين (عليه السلام)مع زهيراً وكان ماكان لزهير.
بقلم : حسين الشامي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهير ذاك الرجل الشريف في قومه حيث كان اغناهم واشجعهم شارك في العديد من المعارك والمغازي وكان تاجرأً غنياً فاهماً في شؤونه وأفعاله ؛ لكن كان في أحواله عثماني الهوى ولا يرضى بقتال المسلم أخيه المسلم حسب معتقده الاول الذي كان يدور في مفاهيم نفسه حيث قال محسن الأمين: كان زهير أوّلاً عثمانياً ـ أي أنّه يميل إلى عثمان بن عفّان ويدافع عن مظلوميته وكان قد حجّ في السنة التي خرج فيها الحسين إلى العراق، فلمّا رجع من الحجّ جمعه الطريق مع الحسين، فأرسل إليه الحسين وكلّمه، فانتقل علوياً ؛ ولهذا الرجل الموقف تلوا الموقف البطولي مع أمامِ عصره فالموقف الاول العظيم له كان ليلة عاشوراء حين وقف الامام ليغربل أصحابه وينتجب منهم الخُلص وكان منهم من ترك الفوز بنعمة الشهادة مع أمام عصره الا ان هذا الصنديد وقف ليظهر موقفه الابدي مع ابي عبدالله الحسين (عليه السلام) بعدما خطب الإمام الحسين فيهم وأذن لهم في الانصراف حتى ينجوا من القتل، أجابه أصحابه بما أجابوه، وكان ممّن أجابه زهير رافضا ترك الحسين فقال: والله لوددت أنّي قُتلت ثمّ نُشرت ثمّ قُتلت حتّى أُقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك ؛ وهذه هي حقيقة كمنة في صدر زهير الفضي ببياضه الناصع بنوره ولم يكن فيه تردد فقد أثبته في يوم العاشر بعدما خرج ليختم حياته(رضوان الله عليه) بريحانة الشهادة والموت بين يدي المولى ابي عبد الله الحسين حيث برز لهم مخاطباً اياهم لان اصحاب الحسين كانوا يحاولون النصح للجيش القادم لقاتل الحسين وبنفس الوقت يلقون الحجة عليهم فهم المبشرين والمنذرين بالحال ذاته فخاطبهم قائلا :يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب الله نذار، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن أخوة، وعلى دين واحد، وملّة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أُمّة وأنتم أُمّة، إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرّية نبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله) لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد فلم يستجيبوا له, ,وقال له شمربن الجوشن : إنّ الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.
فرد عليه زهير: أفبالموت تخوّفني؟ فوالله، للموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم؛ ثم حمل على جيش عمر بن سعد، وهو يرتجز ويقول:
أنا زهير وأنا ابن القين أذودكم بالسيف عن حسين
إنّ حسيناً أحد السبطين من عترة البرّ التقيّ الزين
ذاك رسول الله غير المين أضربكم ولا أرى من شين
وقال محمّد بن أبي طالب: فقاتل حتّى قتل مائة وعشرين رجلاً ثمّ رجع فوقف أمام الحسين فكأنّه ودّعه وعاد يقاتل، فشدّ عليه كثير بن عبد الله الشعبي، ومهاجر بن أوس التميمي فقتلاه، ولمّا صرع وقف عليه الحسين(عليه السلام) فقال: لا يُبعدنّك الله يا زهير، ولعن الله قاتلك لعن الذين مسخوا قردةً وخنازير ؛هذا حقيقة ما جرى مع زهير (رحمه الله)وصورة واضحة من صور التضحية التي حَمَلت في عاشوراء أهدافاً وحقائق حاول الحسين وأصحابه ان يوصلوها الى المقابل ولكن لا حياة لمن تنادي .
نقطة نظام : لابد للقارئ الكريم ان يعرف ان الانسان مهما حمل من افكار وأثقل بالخطايا لا يمكن للمقابل ان يأخذه بجريرة أعماله السابقة لكن لابد من المحاولة لنصحه وكسبه لجانب الحق والحقيقة وهذا ما فعله الحسين (عليه السلام)مع زهيراً وكان ماكان لزهير.
تعليق