بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين
اما بعد،
ياترى هل من احد منا تسائل عن تاويل عباداته التي يؤديها من الصوم والصلاة والحج والزكاة وغيرها من العبادات.واعتقد ان الجواب لمعظمنا سيكون بان الله ورسوله اعلم. في هذه الكلمات سوف نرى تاويل واحدة من هذه العبادات التي تعتبر من اعمدة الدين واركانه الا وهي الصلاة والتي قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيها " إنَّ عَمودَ الدّينِ الصَّلاةُ ، وهيَ أوَّلُ ما يُنظَرُ فيهِ مِن عَمَلِ ابنِ آدَمَ ، فَإِن صَحَّت نُظِرَ في عَمَلِهِ ، وإن لَم تَصِحَّ لَم يُنظَر في بَقيَّةِ عَمَلِهِ" .
وعنه صلّى الله عليه و آله : إنَّ لِكُلِّ شَي ءٍ زينَةً وزينَةُ الإِسلامِ الصَّلَواتُ الخَمسُ ، ولِكُلِّ شَي ءٍ رُكنٌ ورُكنُ المُؤمِنِ الصَّلاةُ ، ولِكُلِّ شَي ءٍ سِراجٌ وسِراجُ قَلبِ المُؤمِنِ الصَّلَواتُ الخَمسُ .
ولهذا ناتي الى تفسير وتاوبل هذه الصلاة التي نؤديها حسب روايات اهل البيت عليهم السلام:
فعن جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنصاريّ : كُنتُ مَعَ مولانا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام فَرأى رَجُلًا قائمًا يُصَلّي فَقالَ لَهُ : يا هذا ، أتَعرِفُ تَأويلَ الصَّلاةِ ؟ فَقالَ : يا مَولايَ ، وهَل لِلصَّلاةِ تَأويلٌ غَيرَ العِبادَةِ ؟ فَقالَ : إي والَّذي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالنُّبُوَّةِ ، وما بَعَثَ اللهُ نَبيَّهُ بِأَمرٍ مِنَ الاُمورِ إلّا ولَهُ تَشابُهٌ وتَأويلٌ وتَنزيلٌ ، وكُلُّ ذلِكَ يَدُلُّ عَلَى التَّعَبُّدِ ، فَقالَ لَهُ : عَلِّمني ما هُوَ يا مَولايَ ؟
فَقالَ عليه السّلام : تأويلُ تَكبيرَتِكَ الاُولى إلى إحرامِكَ أن تُخطِرَ في نَفسِكَ إذا قُلتَ : اللهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ بِقيامٍ أو قُعودٍ ، وفِي الثّانيَةِ : أن يوصَفَ بِحَرَكَةٍ أو جُمودٍ ، وفِي الثّالِثَةِ : أن يوصَفَ بِجِسمٍ أو يُشَبَّهَ بِشَبَهٍ أو يُقاسَ بِقياسٍ ، وتُخطِرَ فِي الرّابِعَةِ : أن تَحِلَّهُ الأَعراضُ أو تولِمَهُ الأَمراضُ ، وتُخطِرَ فِي الخامِسَةِ : أن يوصَفَ بِجَوهَرٍ أو بِعَرَضٍ أو يَحِلَّ شَيئًا أو يَحِلَّ فيهِ شَي ءٌ ، وتُخطِرَ فِي السّادِسَةِ : أن يَجوزَ عَلَيهِ ما يَجوز عَلَى المُحدَثينَ مِنَ الزَّوالِ والاِنتِقالِ والتَّغَيُّرِ مِن حالٍ إلى حالٍ ، وتُخطِرَ في السّابِعَةِ : أن تَحِلَّهُ الحَواسُّ الخَمسُ .
ثُمَّ تَأويلُ مَدِّ عُنُقِكَ فِي الرُّكوعِ تُخطِرُ في نَفسِكَ : آمَنتُ بِكَ ولَو ضُرِبَت عُنُقي .
ثُمَّ تَأويلُ رَفعِ رَأسِكَ مِنَ الرُّكوعِ إذا قُلتَ «سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ ، الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ» تَأويلُهُ : الَّذي أخرَجَني مِنَ العَدَمِ إلَى الوُجودِ ، وتَأويلُ السَّجدَةِ الاُولى أن تُخطِرَ في نَفسِكَ وأنتَ ساجِدٌ: مِنها خَلَقتَني، ورَفعُ رَأسِكَ تَأويلُهُ: ومِنها أخرَجتَني ، والسَّجدَةُ الثّانيَةُ : وفيها تُعيدُني ، ورَفعُ رَأسِكَ تُخطِرُ بِقَلبِكَ : ومِنها تُخرِجُني تارَةً اُخرى .
وتَأويلُ قُعودِكَ عَلى جانِبِكَ الأَيسَرِ ورَفعِ رِجلِكَ اليُمنى وطَرحِكَ عَلَى اليُسرى تُخطِرُ بِقَلبِكَ : اللّهُمَّ إنّي أقَمتُ الحَقَّ وأمَتُّ الباطِلَ . وتَأويلُ تَشَهُّدِكَ : تَجديدُ الإِيمانِ ومُعاوَدَةُ الإِسلامِ والإِقرارُ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ ، وتَأويلُ قِراءَةِ التَّحيّاتِ : تَمجيدُ الرَّبِّ سُبحانَهُ ، وتَعظيمُهُ عَمّا قالَ الظّالِمونَ ونَعَتَهُ المُلحِدونَ ، وتَأويلُ قَولِكَ «السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ» تَرَحُّمٌ عَنِ اللهِ سُبحانَهُ ، فَمَعناها : هذِهِ أمانٌ لَكُم مِن عَذابِ يَومِ القيامَةِ .
ثُمَّ قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام : مَن لَم يَعلَم تأويلَ صَلاتِهِ هكَذا فَهيَ خِداجٌ ـ أي ناقِصَةٌ ـ
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
ونسالكم الدعاء
هاشم الحسيني الحلي
اما بعد،
ياترى هل من احد منا تسائل عن تاويل عباداته التي يؤديها من الصوم والصلاة والحج والزكاة وغيرها من العبادات.واعتقد ان الجواب لمعظمنا سيكون بان الله ورسوله اعلم. في هذه الكلمات سوف نرى تاويل واحدة من هذه العبادات التي تعتبر من اعمدة الدين واركانه الا وهي الصلاة والتي قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيها " إنَّ عَمودَ الدّينِ الصَّلاةُ ، وهيَ أوَّلُ ما يُنظَرُ فيهِ مِن عَمَلِ ابنِ آدَمَ ، فَإِن صَحَّت نُظِرَ في عَمَلِهِ ، وإن لَم تَصِحَّ لَم يُنظَر في بَقيَّةِ عَمَلِهِ" .
وعنه صلّى الله عليه و آله : إنَّ لِكُلِّ شَي ءٍ زينَةً وزينَةُ الإِسلامِ الصَّلَواتُ الخَمسُ ، ولِكُلِّ شَي ءٍ رُكنٌ ورُكنُ المُؤمِنِ الصَّلاةُ ، ولِكُلِّ شَي ءٍ سِراجٌ وسِراجُ قَلبِ المُؤمِنِ الصَّلَواتُ الخَمسُ .
ولهذا ناتي الى تفسير وتاوبل هذه الصلاة التي نؤديها حسب روايات اهل البيت عليهم السلام:
فعن جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنصاريّ : كُنتُ مَعَ مولانا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام فَرأى رَجُلًا قائمًا يُصَلّي فَقالَ لَهُ : يا هذا ، أتَعرِفُ تَأويلَ الصَّلاةِ ؟ فَقالَ : يا مَولايَ ، وهَل لِلصَّلاةِ تَأويلٌ غَيرَ العِبادَةِ ؟ فَقالَ : إي والَّذي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالنُّبُوَّةِ ، وما بَعَثَ اللهُ نَبيَّهُ بِأَمرٍ مِنَ الاُمورِ إلّا ولَهُ تَشابُهٌ وتَأويلٌ وتَنزيلٌ ، وكُلُّ ذلِكَ يَدُلُّ عَلَى التَّعَبُّدِ ، فَقالَ لَهُ : عَلِّمني ما هُوَ يا مَولايَ ؟
فَقالَ عليه السّلام : تأويلُ تَكبيرَتِكَ الاُولى إلى إحرامِكَ أن تُخطِرَ في نَفسِكَ إذا قُلتَ : اللهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ بِقيامٍ أو قُعودٍ ، وفِي الثّانيَةِ : أن يوصَفَ بِحَرَكَةٍ أو جُمودٍ ، وفِي الثّالِثَةِ : أن يوصَفَ بِجِسمٍ أو يُشَبَّهَ بِشَبَهٍ أو يُقاسَ بِقياسٍ ، وتُخطِرَ فِي الرّابِعَةِ : أن تَحِلَّهُ الأَعراضُ أو تولِمَهُ الأَمراضُ ، وتُخطِرَ فِي الخامِسَةِ : أن يوصَفَ بِجَوهَرٍ أو بِعَرَضٍ أو يَحِلَّ شَيئًا أو يَحِلَّ فيهِ شَي ءٌ ، وتُخطِرَ فِي السّادِسَةِ : أن يَجوزَ عَلَيهِ ما يَجوز عَلَى المُحدَثينَ مِنَ الزَّوالِ والاِنتِقالِ والتَّغَيُّرِ مِن حالٍ إلى حالٍ ، وتُخطِرَ في السّابِعَةِ : أن تَحِلَّهُ الحَواسُّ الخَمسُ .
ثُمَّ تَأويلُ مَدِّ عُنُقِكَ فِي الرُّكوعِ تُخطِرُ في نَفسِكَ : آمَنتُ بِكَ ولَو ضُرِبَت عُنُقي .
ثُمَّ تَأويلُ رَفعِ رَأسِكَ مِنَ الرُّكوعِ إذا قُلتَ «سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ ، الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ» تَأويلُهُ : الَّذي أخرَجَني مِنَ العَدَمِ إلَى الوُجودِ ، وتَأويلُ السَّجدَةِ الاُولى أن تُخطِرَ في نَفسِكَ وأنتَ ساجِدٌ: مِنها خَلَقتَني، ورَفعُ رَأسِكَ تَأويلُهُ: ومِنها أخرَجتَني ، والسَّجدَةُ الثّانيَةُ : وفيها تُعيدُني ، ورَفعُ رَأسِكَ تُخطِرُ بِقَلبِكَ : ومِنها تُخرِجُني تارَةً اُخرى .
وتَأويلُ قُعودِكَ عَلى جانِبِكَ الأَيسَرِ ورَفعِ رِجلِكَ اليُمنى وطَرحِكَ عَلَى اليُسرى تُخطِرُ بِقَلبِكَ : اللّهُمَّ إنّي أقَمتُ الحَقَّ وأمَتُّ الباطِلَ . وتَأويلُ تَشَهُّدِكَ : تَجديدُ الإِيمانِ ومُعاوَدَةُ الإِسلامِ والإِقرارُ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ ، وتَأويلُ قِراءَةِ التَّحيّاتِ : تَمجيدُ الرَّبِّ سُبحانَهُ ، وتَعظيمُهُ عَمّا قالَ الظّالِمونَ ونَعَتَهُ المُلحِدونَ ، وتَأويلُ قَولِكَ «السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ» تَرَحُّمٌ عَنِ اللهِ سُبحانَهُ ، فَمَعناها : هذِهِ أمانٌ لَكُم مِن عَذابِ يَومِ القيامَةِ .
ثُمَّ قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام : مَن لَم يَعلَم تأويلَ صَلاتِهِ هكَذا فَهيَ خِداجٌ ـ أي ناقِصَةٌ ـ
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
ونسالكم الدعاء
هاشم الحسيني الحلي
تعليق