بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من عادة الناس المجاهرة بعناد الحق حتى ولو كانوا على خلافه، وهذا هو درس إبليس اللعين حينما تصدى لغواية الناس، فقد سلك مسلك التزيين والإغواء.. ولكنك كثيراً ما ترى وتسمع التوجيهات العملية والنظرية للسـلوكيات المجانبة للحق، وبهذا يتضـح أن الخلل في غالبية
الأحيان ليس نابعا عن الجهل بالحق أو الجهل بطرق الوصول إليه.. نعم كثيراً ما يكون الإنسان عاميا أو أميا أو جاهلا بالحق وحيثياته في هذا الحقل أو ذاك، ولكنه مع هذا يدرك أنه لو أراد الحق لعرفه ولوصل إليه.
الحق صعب مستصعب
جاء في خطبة لأمير المؤمنين(ع) خطبها بصفين: (أما بعد فقد جعل الله لي عليكم حقا بولاية أمركم ، ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم ، فالحق أوسع الأشياء في التواصف، وأضيقها في التناصف)([5]).. إن حال الناس حينما يراد منهم أن يصفوا الحق هو حال اليسر، بإمكان مثلي وأمثالي أن نؤلف ونكتب حول الحق، وترى غالب الناس حاضرين خطباء يخطبون في تعريف الحق والحض عليه، فهو أوسع الأشياء في التواصف، ولكن الحال يضيق عند تطبيق الحق على النفس والانتصاف للآخرين منها، فهو أضيق الأشياء حال التناصف.
هذا الحق الصعب المستصعب كيف لنا أن نقبل به؟ وكيف لنفوسنا أن تذعن له؟! من الواضح أن معرفة الحق لوحدها لا تكفي، وإلا فما هو الفارق بين الحر بن يزيد الرياحي وبين عمر بن سعد؟ أليس الحر هو ذلك الفارس المهيب القوي العزيز في قومه؟ وهو مع هذه الموقعية اختار أن ينكس رأسه إلى الأرض خضوعاً إلى الحسين(ع) وأقبل إليه خالعاً عنه ثوب العز الظاهري، ثم أليس عمر بن سعد هو العالم بالجنة والنار والثواب والعقاب؟ وبأن الله لديه ما تشتهيه النفس وتطيب بنيله؟ وهو القائل بيانا لتردده وكشفاً عن معرفته أو احتماله لكل ذلك:
فوالله ما أدري وأني لحائر
أفكر في أمري على خطرين
أأترك ملك الري والري منيتي
أم أرجع مأثوما بقتل حسين
حسين ابن عمي والحوادث جمة
لعمري ولي في الري قرة عين
ألا إنما الدنيا بخير معجل
فما عاقل باع الوجود بدين
وأن إله العرش يغفر زلتي
ولو كنت فيها أظلم الثقلين
يقولون إن الله خالق جنة
ونار وتعذيب وغل يدين
فإن صدقوا فيما يقولون أنني
أتوب إلى الرحمان من سنتين
وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة
وملك عقيم دائم الحجلين
مع ذلك اختار عمر بن سعد الشقاء الأبدي والإعراض عن الحق، فلو كانت معرفة الحق كافية لما آل إلى تلك العاقبة.. كثيرا ما نرى الحق ولكننا نضعف حال التطبيق، فتحصل أنه لا بد لنا من الوقوف على الطريق المؤدي إلى اتباع الحق، لا إلى مجرد معرفة الحق، فمن يعرف الحق كثير، ومن يتبع الحق قليل.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من عادة الناس المجاهرة بعناد الحق حتى ولو كانوا على خلافه، وهذا هو درس إبليس اللعين حينما تصدى لغواية الناس، فقد سلك مسلك التزيين والإغواء.. ولكنك كثيراً ما ترى وتسمع التوجيهات العملية والنظرية للسـلوكيات المجانبة للحق، وبهذا يتضـح أن الخلل في غالبية
الأحيان ليس نابعا عن الجهل بالحق أو الجهل بطرق الوصول إليه.. نعم كثيراً ما يكون الإنسان عاميا أو أميا أو جاهلا بالحق وحيثياته في هذا الحقل أو ذاك، ولكنه مع هذا يدرك أنه لو أراد الحق لعرفه ولوصل إليه.
الحق صعب مستصعب
جاء في خطبة لأمير المؤمنين(ع) خطبها بصفين: (أما بعد فقد جعل الله لي عليكم حقا بولاية أمركم ، ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم ، فالحق أوسع الأشياء في التواصف، وأضيقها في التناصف)([5]).. إن حال الناس حينما يراد منهم أن يصفوا الحق هو حال اليسر، بإمكان مثلي وأمثالي أن نؤلف ونكتب حول الحق، وترى غالب الناس حاضرين خطباء يخطبون في تعريف الحق والحض عليه، فهو أوسع الأشياء في التواصف، ولكن الحال يضيق عند تطبيق الحق على النفس والانتصاف للآخرين منها، فهو أضيق الأشياء حال التناصف.
هذا الحق الصعب المستصعب كيف لنا أن نقبل به؟ وكيف لنفوسنا أن تذعن له؟! من الواضح أن معرفة الحق لوحدها لا تكفي، وإلا فما هو الفارق بين الحر بن يزيد الرياحي وبين عمر بن سعد؟ أليس الحر هو ذلك الفارس المهيب القوي العزيز في قومه؟ وهو مع هذه الموقعية اختار أن ينكس رأسه إلى الأرض خضوعاً إلى الحسين(ع) وأقبل إليه خالعاً عنه ثوب العز الظاهري، ثم أليس عمر بن سعد هو العالم بالجنة والنار والثواب والعقاب؟ وبأن الله لديه ما تشتهيه النفس وتطيب بنيله؟ وهو القائل بيانا لتردده وكشفاً عن معرفته أو احتماله لكل ذلك:
فوالله ما أدري وأني لحائر
أفكر في أمري على خطرين
أأترك ملك الري والري منيتي
أم أرجع مأثوما بقتل حسين
حسين ابن عمي والحوادث جمة
لعمري ولي في الري قرة عين
ألا إنما الدنيا بخير معجل
فما عاقل باع الوجود بدين
وأن إله العرش يغفر زلتي
ولو كنت فيها أظلم الثقلين
يقولون إن الله خالق جنة
ونار وتعذيب وغل يدين
فإن صدقوا فيما يقولون أنني
أتوب إلى الرحمان من سنتين
وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة
وملك عقيم دائم الحجلين
مع ذلك اختار عمر بن سعد الشقاء الأبدي والإعراض عن الحق، فلو كانت معرفة الحق كافية لما آل إلى تلك العاقبة.. كثيرا ما نرى الحق ولكننا نضعف حال التطبيق، فتحصل أنه لا بد لنا من الوقوف على الطريق المؤدي إلى اتباع الحق، لا إلى مجرد معرفة الحق، فمن يعرف الحق كثير، ومن يتبع الحق قليل.
---------------------------------------
([5]) البحار، ج27، ص251.
([5]) البحار، ج27، ص251.