بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين
ان ظاهرة صدور التوقيع من الإمام على أمر من الامور ـ بمعنى ارسال رسالة من الإمام الى من يهمّه الأمر من وكيل او تابع خاص مزوّدة بتوقيعه ومشتملة على خطّه (عليه السلام) ـ قد مهّد بها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لفترة الغيبة ، كما مهّد كل من الامامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) بكثرة احتجابهما للغيبة المتوقّعة للامام المهدي (عليه السلام) .
ومن هنا نجد أن الأصحاب والوكلاء الذين ألفوا هذه الظاهرة كانوا يسألون الإمام (عليه السلام) عن الملابسات المحتملة في المستقبل فيطلبون منه التعرّف على نوع الخط كما يطلبون منه كيفية التعرّف على توقيعاته فيما اذا احتمل تبدّل الخط .
قال أحمد بن اسحاق : دخلت على أبي محمد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطّه فأعرفه اذا ورد . فقال : نعم ، ثم قال : ياأحمد إن الخطّ سيختلف عليك من بين القلم الغليظ الى القلم الدقيق فلا تشكّنَّ ، ثم دعا بالدواة فكتب وجعل يستمدّ الى مجرى الدواة ، فقلت في نفسي وهو يكتب : استوهبه القلم الذي كتب به . فلمّا فرغ من الكتابة أقبل يحدّثني وهو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعةً ثم قال : هاك ياأحمد فناولنيه( مسند الإمام الحسن العسكري : 87 ، عن الكافي : 1 / 513 ح 27 .)
وتكشف رسائله أيضاً عن طبيعة الظروف التي كان يعايشها الإمام(عليه السلام) وشيعته فيما يرتبط بالوضع السياسي أو العقائدي والفكري خارج دائرة الجماعة الصالحة أو داخل دائرة الجماعة الصالحة وهي شيعة أهل البيت أنفسهم .
وإليك بعض رسائل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) :
ـ رسالته إلى إسحاق النيسابوري : أرسل الإمام أبو محمد (عليه السلام) إلى إسحاق ابن إسماعيل النيسابوري هذه الرسالة ، وهي من غرر الرسائل ، وقد استهدفت الوعظ ، والإصلاح الشامل ، وهذا نصها :
«سترنا الله وإياك بستره ، وتولاك في جميع اُمورك بصنعه ، قد فهمت كتابك رحمك الله ، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرقُّ على موالينا، ونسرُّ بتتابع إحسان الله إليهم ، وفضله لديهم ، ونعتدُّ بكلِّ نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم ، فأتم الله عليك بالحقِّ ومن كان مثلك ممّن قد رحمه وبصّره بصيرتك، ونزع عن الباطل، ولم يعم في طغيانه بعمه، فإنّ تمام النعمة دخولك الجنّة، وليس من نعمة وإن جلّ أمرها وعظم خطرها إلاّ والحمدلله تقدّمت أسماؤه عليها يؤدّي شكرها.
وأنا أقول : الحمد لله مثل ما حمدالله به حامد إلى أبد الأبد، بما منَّ الله عليك من نعمته، ونجّاك من الهلكة ، وسهَّل سبيلك على العقبة ، وأيم الله إنّها لعقبة كؤود ، شديد أمرها ، صعب مسلكها ، عظيم بلاؤها، طويل عذابها، قديم في الزُّبر الأولى ذكرها.
ولقد كانت منكم في اُمور في أيام الماضي(عليه السلام) إلى أن مضى لسبيله صلّى الله على روحه وفي أيامي هذه كنتم فيها غير محمودي الشأن ، ولا مسدَّدي التوفيق . واعلم يقيناً يا إسحاق أنَّ من خرج من هذه الحياة الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلُّ سبيلاً ، إنّها ياابن اسماعيل ليس تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الظالم : ( ربِّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً) قال الله عزّ وجلّ (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )( طه (20): 125 و 126 .)وأي آية يا إسحاق أعظم من حجّة الله عزّ وجلّ على خلقه ، وأمينه في بلاده، وشاهده على عباده ، من بعد ما سلف من آبائه الأوّلين من النبيّين وآبائه الآخرين من الوصيين، عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته.
فأين يتاه بكم ؟ وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم؟ عن الحقِّ تصدفون وبالباطل تؤمنون ، وبنعمة الله تكفرون ؟ أو تكذبون، فمن يؤمن ببعض الكتاب ، ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلاّ خزي في الحياة الدنيا الفانية، وطول عذاب الآخرة الباقية ، وذلك والله الخزي العظيم.
إن الله بفضله ومنِّه لمّا فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم ، بل برحمة منه لا إله إلاّ هو عليكم، ليميز الخبيث من الطيّب ، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحّص ما في قلوبكم ولتألفوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنّته.
ففرض عليكم الحجَّ والعمرة وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزكاة، والصّوم والولاية، وكفا بهم لكم باباً ليفتحوا أبواب الفرائض، ومفتاحاً إلى سبيله ، ولولا محمد(صلى الله عليه وآله) والأوصياء من بعده ، لكنتم حيارى كالبهائم، لا تعرفون فرضاً من الفرائض وهل يدخل قرية إلاّ من بابها .
فلمّا منَّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيّه ، قال الله عزّ وجلّ لنبيّه(صلى الله عليه وآله) : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )(المائدة (5): 3 )وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً أمركم بأدائها إليهم، ليحلَّ لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم ، ويعرِّفكم بذلك النماء والبركة والثروة، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب، قال الله عزّ وجلّ: ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى )(الشورى (42): 23 )واعلموا أن من يبخل فإنّما يبخل عن نفسه ، وأنّ الله الغنيّ وأنتم الفقراء لا إله إلاّ هو .
ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم، ولولا ما يجب من تمام النّعمة من الله عزّ وجلّ عليكم، لما أريتكم منّي خطّاً ولا سمعتم مني حرفاً من بعد الماضي(عليه السلام).
أنتم في غفلة عمّا إليه معادكم ، ومن بعد الثاني رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره إليكم، ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم ابن عبدة، وفّقه الله لمرضاته وأعانه على طاعته، وكتابه الذي حمله محمّد بن موسى النيسابوري والله المستعان على كلِّ حال، وإنّي أراكم مفرطين في جنب الله فتكونون من الخاسرين .
فبُعداً وسحقاً لمن رغب عن طاعة الله ، ولم يقبل مواعظ أوليائه ، وقد أمركم الله عزّوجلّ بطاعته لا إله إلاّ هو، وطاعة رسوله(صلى الله عليه وآله) وبطاعة أولي الأمر(عليهم السلام) ، فرحم الله ضعفكم وقلّة صبركم عمّا أمامكم فما أغرَّ الإنسان بربّه الكريم ، واستجاب الله تعالى دعائي فيكم، وأصلح اُموركم على يدي، فقد قال الله جلّ جلاله: (يوم ندعوا كلّ اُناس بإمامهم)(الإسراء (17): 71 .)وقال جلّ جلاله: (وكذلك جعلناكم اُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرّسول عليكم شهيداً)البقرة (2): 143 وقال الله جلّ جلاله: (كنتم خير اُمّة اُخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر)آل عمران (3): 110 .
فما اُحبُّ أن يدعو الله جلّ جلاله بي ولا بمن هو في أيّامي إلاّ حسب رقّتي عليكم، وما انطوى لكم عليه من حبّ بلوغ الأمل في الدّارين جميعاً، والكينونة معنا في الدّنيا والآخرة.
فقد ـ يا إسحاق! يرحمك الله ويرحم من هو وراءك ـ بيّنت لك بياناً وفسّرت لك تفسيراً، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الأمر قطُّ ولم يدخل فيه طرفة عين، ولو فهمت الصمّ الصّلاب بعض ما في هذا الكتاب، لتصدّعت قلقاً خوفاً من خشية الله ورجوعاً الى طاعة الله عزّ وجلّ، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثمّ تردّون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتّقين والحمدلله كثيراً ربِّ العالمين)
وصلى الله على خير خلقه محمد واله الاطهار
المصدر:اعلام الهداية ا لامام الحسن العسكري عليه السلام
وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين
ان ظاهرة صدور التوقيع من الإمام على أمر من الامور ـ بمعنى ارسال رسالة من الإمام الى من يهمّه الأمر من وكيل او تابع خاص مزوّدة بتوقيعه ومشتملة على خطّه (عليه السلام) ـ قد مهّد بها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لفترة الغيبة ، كما مهّد كل من الامامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) بكثرة احتجابهما للغيبة المتوقّعة للامام المهدي (عليه السلام) .
ومن هنا نجد أن الأصحاب والوكلاء الذين ألفوا هذه الظاهرة كانوا يسألون الإمام (عليه السلام) عن الملابسات المحتملة في المستقبل فيطلبون منه التعرّف على نوع الخط كما يطلبون منه كيفية التعرّف على توقيعاته فيما اذا احتمل تبدّل الخط .
قال أحمد بن اسحاق : دخلت على أبي محمد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطّه فأعرفه اذا ورد . فقال : نعم ، ثم قال : ياأحمد إن الخطّ سيختلف عليك من بين القلم الغليظ الى القلم الدقيق فلا تشكّنَّ ، ثم دعا بالدواة فكتب وجعل يستمدّ الى مجرى الدواة ، فقلت في نفسي وهو يكتب : استوهبه القلم الذي كتب به . فلمّا فرغ من الكتابة أقبل يحدّثني وهو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعةً ثم قال : هاك ياأحمد فناولنيه( مسند الإمام الحسن العسكري : 87 ، عن الكافي : 1 / 513 ح 27 .)
وتكشف رسائله أيضاً عن طبيعة الظروف التي كان يعايشها الإمام(عليه السلام) وشيعته فيما يرتبط بالوضع السياسي أو العقائدي والفكري خارج دائرة الجماعة الصالحة أو داخل دائرة الجماعة الصالحة وهي شيعة أهل البيت أنفسهم .
وإليك بعض رسائل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) :
ـ رسالته إلى إسحاق النيسابوري : أرسل الإمام أبو محمد (عليه السلام) إلى إسحاق ابن إسماعيل النيسابوري هذه الرسالة ، وهي من غرر الرسائل ، وقد استهدفت الوعظ ، والإصلاح الشامل ، وهذا نصها :
«سترنا الله وإياك بستره ، وتولاك في جميع اُمورك بصنعه ، قد فهمت كتابك رحمك الله ، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرقُّ على موالينا، ونسرُّ بتتابع إحسان الله إليهم ، وفضله لديهم ، ونعتدُّ بكلِّ نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم ، فأتم الله عليك بالحقِّ ومن كان مثلك ممّن قد رحمه وبصّره بصيرتك، ونزع عن الباطل، ولم يعم في طغيانه بعمه، فإنّ تمام النعمة دخولك الجنّة، وليس من نعمة وإن جلّ أمرها وعظم خطرها إلاّ والحمدلله تقدّمت أسماؤه عليها يؤدّي شكرها.
وأنا أقول : الحمد لله مثل ما حمدالله به حامد إلى أبد الأبد، بما منَّ الله عليك من نعمته، ونجّاك من الهلكة ، وسهَّل سبيلك على العقبة ، وأيم الله إنّها لعقبة كؤود ، شديد أمرها ، صعب مسلكها ، عظيم بلاؤها، طويل عذابها، قديم في الزُّبر الأولى ذكرها.
ولقد كانت منكم في اُمور في أيام الماضي(عليه السلام) إلى أن مضى لسبيله صلّى الله على روحه وفي أيامي هذه كنتم فيها غير محمودي الشأن ، ولا مسدَّدي التوفيق . واعلم يقيناً يا إسحاق أنَّ من خرج من هذه الحياة الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلُّ سبيلاً ، إنّها ياابن اسماعيل ليس تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الظالم : ( ربِّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً) قال الله عزّ وجلّ (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )( طه (20): 125 و 126 .)وأي آية يا إسحاق أعظم من حجّة الله عزّ وجلّ على خلقه ، وأمينه في بلاده، وشاهده على عباده ، من بعد ما سلف من آبائه الأوّلين من النبيّين وآبائه الآخرين من الوصيين، عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته.
فأين يتاه بكم ؟ وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم؟ عن الحقِّ تصدفون وبالباطل تؤمنون ، وبنعمة الله تكفرون ؟ أو تكذبون، فمن يؤمن ببعض الكتاب ، ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلاّ خزي في الحياة الدنيا الفانية، وطول عذاب الآخرة الباقية ، وذلك والله الخزي العظيم.
إن الله بفضله ومنِّه لمّا فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم ، بل برحمة منه لا إله إلاّ هو عليكم، ليميز الخبيث من الطيّب ، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحّص ما في قلوبكم ولتألفوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنّته.
ففرض عليكم الحجَّ والعمرة وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزكاة، والصّوم والولاية، وكفا بهم لكم باباً ليفتحوا أبواب الفرائض، ومفتاحاً إلى سبيله ، ولولا محمد(صلى الله عليه وآله) والأوصياء من بعده ، لكنتم حيارى كالبهائم، لا تعرفون فرضاً من الفرائض وهل يدخل قرية إلاّ من بابها .
فلمّا منَّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيّه ، قال الله عزّ وجلّ لنبيّه(صلى الله عليه وآله) : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )(المائدة (5): 3 )وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً أمركم بأدائها إليهم، ليحلَّ لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم ، ويعرِّفكم بذلك النماء والبركة والثروة، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب، قال الله عزّ وجلّ: ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى )(الشورى (42): 23 )واعلموا أن من يبخل فإنّما يبخل عن نفسه ، وأنّ الله الغنيّ وأنتم الفقراء لا إله إلاّ هو .
ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم، ولولا ما يجب من تمام النّعمة من الله عزّ وجلّ عليكم، لما أريتكم منّي خطّاً ولا سمعتم مني حرفاً من بعد الماضي(عليه السلام).
أنتم في غفلة عمّا إليه معادكم ، ومن بعد الثاني رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره إليكم، ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم ابن عبدة، وفّقه الله لمرضاته وأعانه على طاعته، وكتابه الذي حمله محمّد بن موسى النيسابوري والله المستعان على كلِّ حال، وإنّي أراكم مفرطين في جنب الله فتكونون من الخاسرين .
فبُعداً وسحقاً لمن رغب عن طاعة الله ، ولم يقبل مواعظ أوليائه ، وقد أمركم الله عزّوجلّ بطاعته لا إله إلاّ هو، وطاعة رسوله(صلى الله عليه وآله) وبطاعة أولي الأمر(عليهم السلام) ، فرحم الله ضعفكم وقلّة صبركم عمّا أمامكم فما أغرَّ الإنسان بربّه الكريم ، واستجاب الله تعالى دعائي فيكم، وأصلح اُموركم على يدي، فقد قال الله جلّ جلاله: (يوم ندعوا كلّ اُناس بإمامهم)(الإسراء (17): 71 .)وقال جلّ جلاله: (وكذلك جعلناكم اُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرّسول عليكم شهيداً)البقرة (2): 143 وقال الله جلّ جلاله: (كنتم خير اُمّة اُخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر)آل عمران (3): 110 .
فما اُحبُّ أن يدعو الله جلّ جلاله بي ولا بمن هو في أيّامي إلاّ حسب رقّتي عليكم، وما انطوى لكم عليه من حبّ بلوغ الأمل في الدّارين جميعاً، والكينونة معنا في الدّنيا والآخرة.
فقد ـ يا إسحاق! يرحمك الله ويرحم من هو وراءك ـ بيّنت لك بياناً وفسّرت لك تفسيراً، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الأمر قطُّ ولم يدخل فيه طرفة عين، ولو فهمت الصمّ الصّلاب بعض ما في هذا الكتاب، لتصدّعت قلقاً خوفاً من خشية الله ورجوعاً الى طاعة الله عزّ وجلّ، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثمّ تردّون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتّقين والحمدلله كثيراً ربِّ العالمين)
وصلى الله على خير خلقه محمد واله الاطهار
المصدر:اعلام الهداية ا لامام الحسن العسكري عليه السلام
تعليق