بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمةٌ من الله و بركات
عنوان الموضوع هو مطلع لأحدى قصائد النواصب و هم يسفرون فيها عن حقدهم الأعمى علينا شيعة اهل البيت عليهم السلام ، و يبدو انها قد نالت اعجابهم و استهوت قلوبهم و قد أكثروا من تناقلها و ترديدها ، و على الرغم من كونها كلاماً انشائياً ادبياً عارٍ عن الدليل و البرهان العلمي الا انني احببت الردَّ على ما جاء في أبياتها التي اطربتهم ، لأنها -و كما يتضح لقارئها- تمثل عصارة أفكار القوم و معتقداتهم التي يتمسكون بها من خلال سوق بعض الشبهات التي يعتبرونها دليلاً ، و لذا احببت ان اتناول بعض ما جاء في ابيات هذه القصيده و أعرض دليلهم على هذا المعتقد ثم بحول الله تعالى أنقضه بالدليل الأدمغ و البرهان الأسطع ....
و القصيده ها هي :
لا تعتقد دين الروافض إنهم *** أهل المحال وحـــزبة الشيطانِ
جعلوا الشهور على قياس حسابهم *** ولربما كملا لنا شهرانِ
ولربما نقص الذي هو عندهم *** واف وأوفى صاحب النقصانِ
إن الروافض شر من وطئ الحصى *** من كل إنس ناطق أو جانِ
مدحوا النبي وخونوا أصحابه *** ورموهم بالظلم والعدوانِ
حبوا قرابته وسبوا صحبه *** جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه *** روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد *** أبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى *** وهما بدين الله قائمتان
قل إن خير الأنبياء محمد *** وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد *** وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد *** بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا ***في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا *** وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد *** يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما *** لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه *** وبقربه في القبر مضطجعان
كانا على الإسلام أشفق أهله *** وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما *** أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما *** أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي *** هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف *** من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم *** وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها *** قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة *** بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره *** وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه *** هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها *** وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه *** دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة *** بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه *** ومحا الظلام وباح بالكتمان
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم *** في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة *** وترا فيكمل ختمة القرآن
ولي الخلافة صهر أحمد بعده*** أعني علي العالم الرباني
زوج البتول أخا الرسول وركنه *** ليث الحروب منازل الأقران
سبحان من جعل الخلافة رتبة*** وبنى الإمامة أيما بنيان
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي *** من بعد أحمد في النبوة ثاني
أكرم بفاطمة البتول وبعلها *** وبمن هما لمحمد سبطان
غصنان أصلهما بروضة أحمد *** لله در الأصل والغصنان
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم *** وسعيدهم وبعابد الرحمن
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى *** وامدح جماعة بيعة الرضوان
قل خير قول في صحابة أحمد *** وامدح جميع الآل والنسوان
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى *** بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم *** وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما *** تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا *** إلى عثمان فاجتمعوا على العصيان
ويل لمن قتل الحسين فإنه *** قد باء من مولاه بالخسران
لسنا نكفر مسلما بكبيرة *** فالله ذو عفو وذو غفران
لا تقبلن من التوارخ كلما *** جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله *** سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك *** والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد *** فمكانه فيها أجل مكان
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم *** واعرف عليا أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره *** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة *** وتنصه الأخرى آلها ثاني
والعن زنادقة الجهالة إنهم *** أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا *** بفساد ملة صاحب الإيوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم *** شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد *** وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة ***ألقى بها ربي إذا أحياني
إحذر عقاب الله و ارجُ ثوابه *** حتى تكون كمن له قلبان
نبدأ بحول الله بأول بيت في القصيده :
((لا تعتقد دين الروافض إنهم *** أهل المحال وحـــزبة الشيطانِ))
لقد غفل الناظم انه بتسميتنا "الروافض" يدخل السرور على قلوبنا و يرسم البسمة على شفاهنا ، فهذا الإسم من أحب الاسماء الينا و نحن نفتخر و نتباهى بهذا الإسم الذي وَسًمنا به ربُّ العزة تعالى لمّا رفضنا الظالمين و الغاصبين و المعتدين على أسيادهم و أئمتهم و خلفائهم من اهل بيت نبيهم عليه و عليهم الصلاة و السلام ، و قد نسب مولانا و مقتدانا الامام الباقر (عليه السلام) نفسه الى الرافضه :
عن ابن يزيد ، عن صفوان ، عن زيد الشحام ، عن أبي الجارود قال : أصم الله أذنيه كما أعمى عينيه إن لم يكن سمع أبا جعفر عليه السلام و رجل يقول : إن فلانا سمانا باسم ، قال : وما ذاك الاسم؟ قال : سمانا الرافضة ، فقال أبو جعفر عليه السلام [ و ضمَّ ] بيده إلى صدره : وأنا من الرافضة وهو مني قالها ثلاثها " ( المحاسن ص 157.)
و عن علي بن أسباط ، عن عتيبة بياع القصب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : والله لنعم الاسم الذي منحكم الله مادمتم تأخذون بقولنا ، ولا تكذبون علينا قال : وقال لي أبوعبدالله عليهالسلام : هذا القول ، أني كنت خبرته أن رجلا قال لي : إياك أن تكون رافضيا " ( المحاسن ص 157 )
و قد عقد العلامة المجلسي باباً في كتاب بحار الأنوار أسماه ( فضل الرافضه و مدح التسمية بها ) ،
فليراجع : (( بحار الأنوار : ج 68 / ص 96 /
لذلك فنحن ما ان نرى او نسمع هذا الإسم المقدس يطلق علينا حتى ترتفع جباهنا فخراً و عزا ، إذ اننا نفخر بما خصنا الله به من الرفض و البراءة من الذين اغضبوا اهل البيت (ع) و غصبوا مراتبهم و كلما لاح هذا الإسم في الوجدان تبادر إلى الأذهان ذلك الولاء الخالص لأهل البيت صلوات الله عليهم الذي جعل الموالي يرفض كل من قدَّم نفسه عليهم (ع) ، و طبعاً و لهذا السبب اراد المخالفون ان يحرفّوا علة اطلاق هذا الإسم علينا كي يسلبوا منا الفرحة و البهجه حين نسمعهم ينعتوننا بهم ، فجعلوا السبب من وراء ظهور هذا الإسم هو إطلاق زيد الشهيد (ع) هذا الإسم على جماعةٍ من أنصاره رفضت الإنقياد تحت أمره لأنه لم يتبرأ من الشيخين ، فعرفت تلك الجماعه بعدئذٍ بالـ"رافضه" ، و هذا ما تبناه إبن تيميه : (( قلت: الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشام بن عبد الملك )) ( منهاج السنة: 2/130 ) .
غير ان هذا إفتراء لا دليل عليه ، حتى ان الرواية التي إعتمدوا عليها في هذا الشأن لا سند صحيح لها كي يحتجوا بها !!!! ، لكن حين يصل الأمر الى اهل البيت و شيعتهم يهون السند و يلغى دوره ، فهم في سبيل الإنتقاص من الشيعه يلغون كل الأعراف و القوانين ! ، و الاّ فمن الواضح ان سبب تسميتنا بالروافض هو لرفضنا خلافة من تقدم على أمير المؤمنين صلوات الله عليه و هذا امر بديهي جداً! ، و الا لو تولينا زيداً (ع) و إنقدنا لأوامره مع رفض لمن تقدم على علي (ع) فهل سوف يلغى إسم الرافضه عنا !؟؟ ، فرفضنا لأبي بكر و عمر و عثمان هو سبب تسميتنا بالروافض و هذا من أوضح الواضحات العقليه !! ...
يقول أبو الحسن الأشعري: ((وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر)) ( مقالات الإسلاميين: 1/89 )
و يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء (16 / 457 و 458 ) :
(( قلت : ليس تفضيل علي برفض ولا هو ببدعة ، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين ، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد ، وهما [ ص: 458 ] متقاربان في العلم والجلالة ، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة ، وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهما ، ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام علي وإليه نذهب . والخطب في ذلك يسير ، والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر ، من خالف في ذا فهو شيعي جلد ، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت ، ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة ، أبعدهم الله ))
فالذهبي هنا جعل المعيار الوحيد للرفض هو رفض أبي بكر و عمر فقط و لم يتطرق لشأنٍ آخر ،
أما هذه القصة المفتراة على زيد الشهيد الرافضي سلام الله عليه فهي محض فريه لا تصح امام المعايير العلميه ، على انه حتى لو كانت حقيقه (و حاشا زيد) فإن الأمر باقٍ على ما هو عليه و لا تغير صحة الحادثه منه شيئاً ، لأننا حتى لو رفضنا ان اول من سمي بالرافضه هم من رفضوا زيداً (ع) فكان رفضهم لزيد (ع) بالتحديد هو سبب تسميتهم بهذا الاسم ، الا ان ذلك لا يشملنا نحن ، لأنه و كما هو معلوم يكاد الإمامية أن يجمعوا على جلالة زيد (ع) و رفعة شأنه و انه من اهل الجنان و ان نصرته وقت قيامه ان لم تكن واجبه فهي لا بأس فيها اطلاقاً ، و مع هذا فإن اسم الرافضه ما زال يطلق علينا على الرغم من اننا لم نرفض زيداً (ع) !! ،
فهل ادل من هذا على ان هذا الاسم ما اطلق علينا الا بسبب رفضنا لخلافة من قدّموا أنفسهم على من قال فيه رسول الله (ص) يوم الغدير (( من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه )) !!؟؟ ، و لكن القوم لهم دهاء عمري و هم يدركون اننا نفتخر بهذا الاسم و برفضنا للشيخين ، فحرفوا معناه و صوروا ان المتصفين به هم من رفضوا زيداً الفاطمي العلوي الثائر الشهيد الذي هو من صميم البيت المحمدي و النسل الفاطمي !! ، مع انه لا علاقة و لا تلازم بين الأمرين إطلاقاً ! ...
السلام عليكم و رحمةٌ من الله و بركات
عنوان الموضوع هو مطلع لأحدى قصائد النواصب و هم يسفرون فيها عن حقدهم الأعمى علينا شيعة اهل البيت عليهم السلام ، و يبدو انها قد نالت اعجابهم و استهوت قلوبهم و قد أكثروا من تناقلها و ترديدها ، و على الرغم من كونها كلاماً انشائياً ادبياً عارٍ عن الدليل و البرهان العلمي الا انني احببت الردَّ على ما جاء في أبياتها التي اطربتهم ، لأنها -و كما يتضح لقارئها- تمثل عصارة أفكار القوم و معتقداتهم التي يتمسكون بها من خلال سوق بعض الشبهات التي يعتبرونها دليلاً ، و لذا احببت ان اتناول بعض ما جاء في ابيات هذه القصيده و أعرض دليلهم على هذا المعتقد ثم بحول الله تعالى أنقضه بالدليل الأدمغ و البرهان الأسطع ....
و القصيده ها هي :
لا تعتقد دين الروافض إنهم *** أهل المحال وحـــزبة الشيطانِ
جعلوا الشهور على قياس حسابهم *** ولربما كملا لنا شهرانِ
ولربما نقص الذي هو عندهم *** واف وأوفى صاحب النقصانِ
إن الروافض شر من وطئ الحصى *** من كل إنس ناطق أو جانِ
مدحوا النبي وخونوا أصحابه *** ورموهم بالظلم والعدوانِ
حبوا قرابته وسبوا صحبه *** جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه *** روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد *** أبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى *** وهما بدين الله قائمتان
قل إن خير الأنبياء محمد *** وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد *** وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد *** بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا ***في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا *** وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد *** يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما *** لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه *** وبقربه في القبر مضطجعان
كانا على الإسلام أشفق أهله *** وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما *** أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما *** أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي *** هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف *** من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم *** وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها *** قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة *** بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره *** وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه *** هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها *** وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه *** دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة *** بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه *** ومحا الظلام وباح بالكتمان
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم *** في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة *** وترا فيكمل ختمة القرآن
ولي الخلافة صهر أحمد بعده*** أعني علي العالم الرباني
زوج البتول أخا الرسول وركنه *** ليث الحروب منازل الأقران
سبحان من جعل الخلافة رتبة*** وبنى الإمامة أيما بنيان
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي *** من بعد أحمد في النبوة ثاني
أكرم بفاطمة البتول وبعلها *** وبمن هما لمحمد سبطان
غصنان أصلهما بروضة أحمد *** لله در الأصل والغصنان
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم *** وسعيدهم وبعابد الرحمن
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى *** وامدح جماعة بيعة الرضوان
قل خير قول في صحابة أحمد *** وامدح جميع الآل والنسوان
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى *** بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم *** وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما *** تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا *** إلى عثمان فاجتمعوا على العصيان
ويل لمن قتل الحسين فإنه *** قد باء من مولاه بالخسران
لسنا نكفر مسلما بكبيرة *** فالله ذو عفو وذو غفران
لا تقبلن من التوارخ كلما *** جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله *** سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك *** والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد *** فمكانه فيها أجل مكان
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم *** واعرف عليا أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره *** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة *** وتنصه الأخرى آلها ثاني
والعن زنادقة الجهالة إنهم *** أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا *** بفساد ملة صاحب الإيوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم *** شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد *** وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة ***ألقى بها ربي إذا أحياني
إحذر عقاب الله و ارجُ ثوابه *** حتى تكون كمن له قلبان
نبدأ بحول الله بأول بيت في القصيده :
((لا تعتقد دين الروافض إنهم *** أهل المحال وحـــزبة الشيطانِ))
لقد غفل الناظم انه بتسميتنا "الروافض" يدخل السرور على قلوبنا و يرسم البسمة على شفاهنا ، فهذا الإسم من أحب الاسماء الينا و نحن نفتخر و نتباهى بهذا الإسم الذي وَسًمنا به ربُّ العزة تعالى لمّا رفضنا الظالمين و الغاصبين و المعتدين على أسيادهم و أئمتهم و خلفائهم من اهل بيت نبيهم عليه و عليهم الصلاة و السلام ، و قد نسب مولانا و مقتدانا الامام الباقر (عليه السلام) نفسه الى الرافضه :
عن ابن يزيد ، عن صفوان ، عن زيد الشحام ، عن أبي الجارود قال : أصم الله أذنيه كما أعمى عينيه إن لم يكن سمع أبا جعفر عليه السلام و رجل يقول : إن فلانا سمانا باسم ، قال : وما ذاك الاسم؟ قال : سمانا الرافضة ، فقال أبو جعفر عليه السلام [ و ضمَّ ] بيده إلى صدره : وأنا من الرافضة وهو مني قالها ثلاثها " ( المحاسن ص 157.)
و عن علي بن أسباط ، عن عتيبة بياع القصب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : والله لنعم الاسم الذي منحكم الله مادمتم تأخذون بقولنا ، ولا تكذبون علينا قال : وقال لي أبوعبدالله عليهالسلام : هذا القول ، أني كنت خبرته أن رجلا قال لي : إياك أن تكون رافضيا " ( المحاسن ص 157 )
و قد عقد العلامة المجلسي باباً في كتاب بحار الأنوار أسماه ( فضل الرافضه و مدح التسمية بها ) ،
فليراجع : (( بحار الأنوار : ج 68 / ص 96 /
* « ( باب ) » * 17* « ( فضل الرافضة ومدح التسمية بها ) » * ))
لذلك فنحن ما ان نرى او نسمع هذا الإسم المقدس يطلق علينا حتى ترتفع جباهنا فخراً و عزا ، إذ اننا نفخر بما خصنا الله به من الرفض و البراءة من الذين اغضبوا اهل البيت (ع) و غصبوا مراتبهم و كلما لاح هذا الإسم في الوجدان تبادر إلى الأذهان ذلك الولاء الخالص لأهل البيت صلوات الله عليهم الذي جعل الموالي يرفض كل من قدَّم نفسه عليهم (ع) ، و طبعاً و لهذا السبب اراد المخالفون ان يحرفّوا علة اطلاق هذا الإسم علينا كي يسلبوا منا الفرحة و البهجه حين نسمعهم ينعتوننا بهم ، فجعلوا السبب من وراء ظهور هذا الإسم هو إطلاق زيد الشهيد (ع) هذا الإسم على جماعةٍ من أنصاره رفضت الإنقياد تحت أمره لأنه لم يتبرأ من الشيخين ، فعرفت تلك الجماعه بعدئذٍ بالـ"رافضه" ، و هذا ما تبناه إبن تيميه : (( قلت: الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشام بن عبد الملك )) ( منهاج السنة: 2/130 ) .
غير ان هذا إفتراء لا دليل عليه ، حتى ان الرواية التي إعتمدوا عليها في هذا الشأن لا سند صحيح لها كي يحتجوا بها !!!! ، لكن حين يصل الأمر الى اهل البيت و شيعتهم يهون السند و يلغى دوره ، فهم في سبيل الإنتقاص من الشيعه يلغون كل الأعراف و القوانين ! ، و الاّ فمن الواضح ان سبب تسميتنا بالروافض هو لرفضنا خلافة من تقدم على أمير المؤمنين صلوات الله عليه و هذا امر بديهي جداً! ، و الا لو تولينا زيداً (ع) و إنقدنا لأوامره مع رفض لمن تقدم على علي (ع) فهل سوف يلغى إسم الرافضه عنا !؟؟ ، فرفضنا لأبي بكر و عمر و عثمان هو سبب تسميتنا بالروافض و هذا من أوضح الواضحات العقليه !! ...
يقول أبو الحسن الأشعري: ((وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر)) ( مقالات الإسلاميين: 1/89 )
و يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء (16 / 457 و 458 ) :
(( قلت : ليس تفضيل علي برفض ولا هو ببدعة ، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين ، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد ، وهما [ ص: 458 ] متقاربان في العلم والجلالة ، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة ، وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهما ، ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام علي وإليه نذهب . والخطب في ذلك يسير ، والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر ، من خالف في ذا فهو شيعي جلد ، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت ، ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة ، أبعدهم الله ))
فالذهبي هنا جعل المعيار الوحيد للرفض هو رفض أبي بكر و عمر فقط و لم يتطرق لشأنٍ آخر ،
أما هذه القصة المفتراة على زيد الشهيد الرافضي سلام الله عليه فهي محض فريه لا تصح امام المعايير العلميه ، على انه حتى لو كانت حقيقه (و حاشا زيد) فإن الأمر باقٍ على ما هو عليه و لا تغير صحة الحادثه منه شيئاً ، لأننا حتى لو رفضنا ان اول من سمي بالرافضه هم من رفضوا زيداً (ع) فكان رفضهم لزيد (ع) بالتحديد هو سبب تسميتهم بهذا الاسم ، الا ان ذلك لا يشملنا نحن ، لأنه و كما هو معلوم يكاد الإمامية أن يجمعوا على جلالة زيد (ع) و رفعة شأنه و انه من اهل الجنان و ان نصرته وقت قيامه ان لم تكن واجبه فهي لا بأس فيها اطلاقاً ، و مع هذا فإن اسم الرافضه ما زال يطلق علينا على الرغم من اننا لم نرفض زيداً (ع) !! ،
فهل ادل من هذا على ان هذا الاسم ما اطلق علينا الا بسبب رفضنا لخلافة من قدّموا أنفسهم على من قال فيه رسول الله (ص) يوم الغدير (( من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه )) !!؟؟ ، و لكن القوم لهم دهاء عمري و هم يدركون اننا نفتخر بهذا الاسم و برفضنا للشيخين ، فحرفوا معناه و صوروا ان المتصفين به هم من رفضوا زيداً الفاطمي العلوي الثائر الشهيد الذي هو من صميم البيت المحمدي و النسل الفاطمي !! ، مع انه لا علاقة و لا تلازم بين الأمرين إطلاقاً ! ...
تعليق