بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه ياالله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
بعد ان تحقق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من دنو أجله قدَّم الذكرَ به لأمته، فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذِّرهم الفتنة بعده والخلاف عليه ويؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته والاجماع عليها والوفاق، ويحثَّهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد.
وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة من الاتفاق والاجتماع من قوله صلى الله عليه وآله: «ايها الناس أني فرطكم وانتم واردون عليَّ الحوض، ألا وأنّي سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتى يلقاني وسألت ربّي ذلك فأعطانيه.
ألا وانّي قد تركتمها فيكم، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولا تسبقوهم فتفرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم.
ايها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبةٍ كبحر السيل الجرار الا وانّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»، وكان صلى الله عليه وآله يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه.
فلما أحسَّ بالمرض الذي عراه أخذ بيد عليّ عليه السلام واتبعه جماعة من الناس وتوجه الى البقيع، فقال لمن اتبعه: أنّي قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال:السلام عليكم يا أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه، مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها.
ثم استغفر لأهل البقيع طويلاً وأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: انّ جبرئيل عليه السلام كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرّة وقد عرضه عليّ العام مرتين ولا أراه الّا لحضور أجلي.
ثم قال: «ياعلي انّي خيرت بين خزاين الدنيا والخلود فيها أو الجنة فاخترت لقاء ربي والجنة».
فاذا أنا متّ فاغسلني واستر عورتي فانّه لا يراها أحدٌ الّا أكمه، ثم عاد الى منزله فمكث ثلاثة ايام موعوكاً، ثم خرج الى المسجد معصوب الرأس معتمداً على أمير المؤمنين عليه السلام بيمنى يديه، وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه، ثم قال: «معاشر الناس قد حان مني خفوق من بين أظهركم فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه أياها ومن كان له عليّ دين فليخبرني به.
معاشر الناس ليس بين الله، وبين أحدٍ شيء يعطيه به خيراً أويصرف عنه به شراً الا العمل، ايها الناس لا يدَّعي مدَّع ولا يتمنى متمن والذي بعثني بالحق نبياً لا ينجّي الا عمل مع رحمةٍ ولو عصيت لهويت. اللهم هل بلّغت؟» ثم نزل فصلّى بالناس صلاة خفيفة ودخل بيته وكان اذ ذاك في بيت أم سلمة رضي الله عنها فأقام به يوماً أو يومين.
فجاءت الرواية انّه قيل لفاطمة عليها السلام ما الذي أسرّ إليك رسول الله صلى الله عليه وآله فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته؟ قالت: انّه أخبرني انني أول أهل بيته لحوقاً به، وانّه لن تطول المدة بي بعده حتى أدركه فسرى ذلك عنّي اعلام الورى /ص 82
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه ياالله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
بعد ان تحقق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من دنو أجله قدَّم الذكرَ به لأمته، فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذِّرهم الفتنة بعده والخلاف عليه ويؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته والاجماع عليها والوفاق، ويحثَّهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد.
وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة من الاتفاق والاجتماع من قوله صلى الله عليه وآله: «ايها الناس أني فرطكم وانتم واردون عليَّ الحوض، ألا وأنّي سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتى يلقاني وسألت ربّي ذلك فأعطانيه.
ألا وانّي قد تركتمها فيكم، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولا تسبقوهم فتفرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم.
ايها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبةٍ كبحر السيل الجرار الا وانّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»، وكان صلى الله عليه وآله يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه.
فلما أحسَّ بالمرض الذي عراه أخذ بيد عليّ عليه السلام واتبعه جماعة من الناس وتوجه الى البقيع، فقال لمن اتبعه: أنّي قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال:السلام عليكم يا أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه، مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها.
ثم استغفر لأهل البقيع طويلاً وأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: انّ جبرئيل عليه السلام كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرّة وقد عرضه عليّ العام مرتين ولا أراه الّا لحضور أجلي.
ثم قال: «ياعلي انّي خيرت بين خزاين الدنيا والخلود فيها أو الجنة فاخترت لقاء ربي والجنة».
فاذا أنا متّ فاغسلني واستر عورتي فانّه لا يراها أحدٌ الّا أكمه، ثم عاد الى منزله فمكث ثلاثة ايام موعوكاً، ثم خرج الى المسجد معصوب الرأس معتمداً على أمير المؤمنين عليه السلام بيمنى يديه، وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه، ثم قال: «معاشر الناس قد حان مني خفوق من بين أظهركم فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه أياها ومن كان له عليّ دين فليخبرني به.
معاشر الناس ليس بين الله، وبين أحدٍ شيء يعطيه به خيراً أويصرف عنه به شراً الا العمل، ايها الناس لا يدَّعي مدَّع ولا يتمنى متمن والذي بعثني بالحق نبياً لا ينجّي الا عمل مع رحمةٍ ولو عصيت لهويت. اللهم هل بلّغت؟» ثم نزل فصلّى بالناس صلاة خفيفة ودخل بيته وكان اذ ذاك في بيت أم سلمة رضي الله عنها فأقام به يوماً أو يومين.
فجاءت الرواية انّه قيل لفاطمة عليها السلام ما الذي أسرّ إليك رسول الله صلى الله عليه وآله فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته؟ قالت: انّه أخبرني انني أول أهل بيته لحوقاً به، وانّه لن تطول المدة بي بعده حتى أدركه فسرى ذلك عنّي اعلام الورى /ص 82
تعليق