بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد هذه مناظرة للإمام جعفر الصادق عليه السلام مع زنديق
عن التوحيد
عن هشام بن الحكم ، قال : كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبد الله الصادق
( عليه السلام ) أشياء ، فخرج إلى المدينة ليناظره ، فلم يصادفه بها ، وقيل : إِنّه خارج بمكّة ، فخرج إلى مكّة ونحن مع أبي عبد الله (عليه السلام ) ، فصادفنا ونحن في الطواف ، وكان اسمه عبد الملك ، وكنيته أبو عبد الله .
فضرب كتفه كتف الإمام (عليه السلام ) ، فقال له : ( ما اسمك ؟ )
قال : عبد الملك ،
قال : ( فما كنيتك ؟ )
قال : أبو عبد الله ،
فقال (عليه السلام ) :
( فمن هذا الملك الذي أنت عبده ؟ أمن ملوك الأرض أم ملوك السماء ؟ وأخبرني عن ابنك عبد إِله السماء أم عبد إِله الأرض ؟ قل ما شئت تخصم ) ،
فلم يحر جواباً .
ثمّ أنّ الإمام الصادق (عليه السلام ) قال له : ( إذا فرغت من الطواف فأتنا ) ،
فلمّا فرغ (عليه السلام ) أتاه الزنديق ، فقعد بين يديه ونحن مجتمعون عنده
(عليه السلام ) ،
فقال أبو عبد الله للزنديق : ( أتعلم أنّ للأرض تحتاً وفوقاً ؟ ) .
قال : نعم ،
قال : ( فدخلت تحتها ؟ )
قال : لا ،
قال : ( فما يدريك ما تحتها ؟ )
قال : لا أدري إِلاّ أنّي أظن أن ليس تحتها شيء ،
فقال (عليه السلام ) : ( فالظنّ عجز فلِم لا تستيقن ) ، ثمّ قال (عليه السلام ) :
( أفصعدت إلى السماء ؟ )
قال : لا ،
قال : ( أفتدري ما فيها ؟ )
قال : لا .
قال : ( عجباً لك لم تبلغ المشرق ، ولم تبلغ المغرب ، ولم تنزل إلى الأرض ، ولم تصعد إلى السماء ، ولم تجز هناك فتعرف ما خلفهنّ ، وأنت جاحد بما فيهنّ ، فهل يجحد العاقل ما لا يعرف ؟ ) ،
قال الزنديق : ما كلّمني بها أحد غيرك ،
فقال (عليه السلام ) : ( فأنت من ذلك في شكّ فلعلّه هو ، ولعلّه ليس هو ) ،
فقال الزنديق : ولعلّ ذلك .
فقال (عليه السلام ) : ( أيّها الرجل ليس لمن لا يعلم حجّة على من يعلم ، ولا حجّة للجاهل ، يا أخا أهل مصر تفهم عنّي ، فإنّا لا نشكّ في الله أبداً ، أمّا ترى الشمس والقمر والليل والنهار يلجان فلا يشتبهان ويرجعان ، قد اضطرّا ليس لهما مكان إِلاّ مكانهما ، فإنّ كانا يقدران على أن يذهبا فلِم يرجعان ؟ وإن كانا غير مضطرّين ، فلِم لا يصير الليل نهاراً والنهار ليلاً ؟ اضطرّا والله يا أخا أهل مصر إلى دوامهما ، والذي اضطرّهما أحكم منهما وأكبر ) .
فقال الزنديق : صدقت ،
ثمّ قال (عليه السلام ) : ( يا أخا أهل مصر إِنّ الذي تذهبون إليه وتظنّون أنّه الدهر ، إِن كان الدهر يذهب بهم فلِم لا يردّهم ؟ وإِن كان يردّهم لِم لا يذهب بهم ؟ القوم مضطرّون يا أخا أهل مصر ، لِم السماء مرفوعة والأرض موضوعة ؟ لِم لا تنحدر السماء على الأرض ؟ لِم لا تنحدر الأرض فوق طباقها ؟ ولا يتماسكان ولا يتماسك مَن عليها ؟ ) .
قال الزنديق : أمسكهما الله ربّهما سيّدهما ،
قال : فآمن الزنديق على يدي الإمام (عليه السلام ) ،
فقال حمران بن أعين : جعلت فداك إِن آمنت الزنادقة على يدك فقد آمن الكفّار على يد أبيك ،
فقال المؤمن الذي آمن على يدي الإمام (عليه السلام ) : اجعلني من تلامذتك .
فقال (عليه السلام ) : ( يا هشام بن الحكم خذه إليك ) ، فعلّمه هشام ، وكان معلّم أهل الشام وأهل مصر الإيمان ، وحسنت طهارته حتّى رضي بها (عليه السلام ) .
والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد هذه مناظرة للإمام جعفر الصادق عليه السلام مع زنديق
عن التوحيد
عن هشام بن الحكم ، قال : كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبد الله الصادق
( عليه السلام ) أشياء ، فخرج إلى المدينة ليناظره ، فلم يصادفه بها ، وقيل : إِنّه خارج بمكّة ، فخرج إلى مكّة ونحن مع أبي عبد الله (عليه السلام ) ، فصادفنا ونحن في الطواف ، وكان اسمه عبد الملك ، وكنيته أبو عبد الله .
فضرب كتفه كتف الإمام (عليه السلام ) ، فقال له : ( ما اسمك ؟ )
قال : عبد الملك ،
قال : ( فما كنيتك ؟ )
قال : أبو عبد الله ،
فقال (عليه السلام ) :
( فمن هذا الملك الذي أنت عبده ؟ أمن ملوك الأرض أم ملوك السماء ؟ وأخبرني عن ابنك عبد إِله السماء أم عبد إِله الأرض ؟ قل ما شئت تخصم ) ،
فلم يحر جواباً .
ثمّ أنّ الإمام الصادق (عليه السلام ) قال له : ( إذا فرغت من الطواف فأتنا ) ،
فلمّا فرغ (عليه السلام ) أتاه الزنديق ، فقعد بين يديه ونحن مجتمعون عنده
(عليه السلام ) ،
فقال أبو عبد الله للزنديق : ( أتعلم أنّ للأرض تحتاً وفوقاً ؟ ) .
قال : نعم ،
قال : ( فدخلت تحتها ؟ )
قال : لا ،
قال : ( فما يدريك ما تحتها ؟ )
قال : لا أدري إِلاّ أنّي أظن أن ليس تحتها شيء ،
فقال (عليه السلام ) : ( فالظنّ عجز فلِم لا تستيقن ) ، ثمّ قال (عليه السلام ) :
( أفصعدت إلى السماء ؟ )
قال : لا ،
قال : ( أفتدري ما فيها ؟ )
قال : لا .
قال : ( عجباً لك لم تبلغ المشرق ، ولم تبلغ المغرب ، ولم تنزل إلى الأرض ، ولم تصعد إلى السماء ، ولم تجز هناك فتعرف ما خلفهنّ ، وأنت جاحد بما فيهنّ ، فهل يجحد العاقل ما لا يعرف ؟ ) ،
قال الزنديق : ما كلّمني بها أحد غيرك ،
فقال (عليه السلام ) : ( فأنت من ذلك في شكّ فلعلّه هو ، ولعلّه ليس هو ) ،
فقال الزنديق : ولعلّ ذلك .
فقال (عليه السلام ) : ( أيّها الرجل ليس لمن لا يعلم حجّة على من يعلم ، ولا حجّة للجاهل ، يا أخا أهل مصر تفهم عنّي ، فإنّا لا نشكّ في الله أبداً ، أمّا ترى الشمس والقمر والليل والنهار يلجان فلا يشتبهان ويرجعان ، قد اضطرّا ليس لهما مكان إِلاّ مكانهما ، فإنّ كانا يقدران على أن يذهبا فلِم يرجعان ؟ وإن كانا غير مضطرّين ، فلِم لا يصير الليل نهاراً والنهار ليلاً ؟ اضطرّا والله يا أخا أهل مصر إلى دوامهما ، والذي اضطرّهما أحكم منهما وأكبر ) .
فقال الزنديق : صدقت ،
ثمّ قال (عليه السلام ) : ( يا أخا أهل مصر إِنّ الذي تذهبون إليه وتظنّون أنّه الدهر ، إِن كان الدهر يذهب بهم فلِم لا يردّهم ؟ وإِن كان يردّهم لِم لا يذهب بهم ؟ القوم مضطرّون يا أخا أهل مصر ، لِم السماء مرفوعة والأرض موضوعة ؟ لِم لا تنحدر السماء على الأرض ؟ لِم لا تنحدر الأرض فوق طباقها ؟ ولا يتماسكان ولا يتماسك مَن عليها ؟ ) .
قال الزنديق : أمسكهما الله ربّهما سيّدهما ،
قال : فآمن الزنديق على يدي الإمام (عليه السلام ) ،
فقال حمران بن أعين : جعلت فداك إِن آمنت الزنادقة على يدك فقد آمن الكفّار على يد أبيك ،
فقال المؤمن الذي آمن على يدي الإمام (عليه السلام ) : اجعلني من تلامذتك .
فقال (عليه السلام ) : ( يا هشام بن الحكم خذه إليك ) ، فعلّمه هشام ، وكان معلّم أهل الشام وأهل مصر الإيمان ، وحسنت طهارته حتّى رضي بها (عليه السلام ) .
تعليق