إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 48

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    المشاركة الأصلية بواسطة مرتضى علي مشاهدة المشاركة
    بداية تقديري لصاحب الموضوع الأخ الفاضل (الدكتور حسين ) وشكري للأخت الفاضلة (مقدمة البرنامج) ووفقكم اللهُ تعالى لكل خير وصلاح

    إنّما يحتاجُ الإنسانُ المُسلّم والمؤمن إلى الصبرِ بفعل ما يواجهه من بلاءآت ومصائب في هذه الحياة الدنيا وهذه البلاءآت أو المصائب قد تتسبب في دخوله في الجزع والإنهيار مما يتطلب منه أن يستعين بالله تعالى ليصبّ عليه الصبر صبّا

    وينبغي بنا أن نعرف مفهوم الصبر حتى نكون من الصابرين حقا فالصبرُ هو منع وحبس النفس عن الجزع والإنهيار في التعاطي مع الأمور الشديدة والشاقة ولايعني الإستسلام أبدا بل هو سنخُ مقاومة وثبات وإصرار في مواجهة البلاء أو المصيبة أو إمتثال الطاعات أوإجتناب المعاصي .

    حتى أنَّ القرآن الكريم جعله سببا من أسباب الفوز الحقيقي في الدنيا والآخرة فضلا عن حثّه على التواصي به عقيدةً ومنهجا وسلوكا
    قال اللهُ تعالى

    وَالْعَصْرِ
    (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر

    وهذه السورة الشريفة وخاصة ذيلها الأخير تؤسس لثقافة التواصي بالصبر لبعضنا البعض تواصي بالصبر على طاعة الله تعالى وتواصي بالصبر عن معصيته وتواصي بالصبر على عباداته وتواصي بالصبر على عدم التعدي على حدوده سبحانه وصور الصبر كثيرة والمهمُ فيها هو عدم الجزع والإنهيار أمام الصعاب والشدائد أيّاً كانت

    وتصبيرُ النفسِ هو من جملة ما تخلّق به الأنبياء والأئمة المعصومون (عليهم السلام) خاصة في جانب العبادة والتكامل في الحراك الخالص نحو الله تعالى

    قال اللهُ تعالى حكايةً عن هذا الشأن العظيم مُخاطباً نبيه الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم )

    ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ))
    (28)الكهف

    وهنا يطرح القرآن الكريم مقولة وثقافة الصبر بلونها العام والمطلق وبنكهة الإخلاص وإرادة وجه الله تعالى حصرا والإبتعاد عن مغريات الحياة الدنيا التي قد يضعف أمامها الإنسان مما يتطلب منه الصبر الواعي والبصير واليقظ تجنبا للوقوع في الغفلة وفي أسر الهوى والتفريط في جنب الله عز وجل

    وأكثر ما يحتاجُ الإنسان من الصبر حال تعلقه بربه وخالقه بالعبادة وإمتثال التكاليف الواجبة فضلاً عن حال الصبر في الإيمان بما يعتقد ويذعن به قلبا وعقلا

    قال الله تعالى

    (( فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ))(65)مريم


    وفي واقعنا المعاصر وخاصة في بعده التقني و الثقافي والفكري الجديد يتعيّن علينا التزود بأكبر طاقة ممكنة من الصبر المنتج والمقاوم خاصة ونحن نعيش في عصر كثرت فيه المغريات والمحرّمات وأُستسهِلَ فيه كل شيء
    وتقرّب كل شيء إلينا بحسنه وبقبحه بحيث أصبح التعايش مع كل تلك المستجدات أمراً عسيرا دون تربية للنفس على التقوى والصبر والخوف من الله تعالى والحذر منه .



    اللهم صل على محمد وال محمد

    ابدأعلى بركة الله وباسمه الذي هو مُفيض الرحمات وخالق الخلق وباسط الرزق ....

    وبودي ان ابارك للجميع شهرنا الكريم اهلهُ الله عليكم بالبركات واليُمن والافراح والمسرات

    وشكري لللاخ الفاضل والواعي برده
    (مرتضى علي )


    اسعدنا تواصلكم مع محور برنامجكم الاسبوعي ورد راقي يجمع الكثير من التفاصيل المهمة التي تزودنا بثقافة المحنة

    وكيفية تخطيها لاني اعبرها ثقافة راقية جدا بان يتحلى الانسان بالجلدوالصبر عند وقوعه بمعترك البلاء

    ليظهر معدنه الاصيل ام الزائف ولي وقفة معكم بردي مع من كنا عن قريب برحابه المبارك

    وهو امامنا ونبض قلوبنا الحسين بن علي عليه السلام

    فكلنا سمع حديثه المبارك الذي يقول فيه

    "الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون".

    وقول الله تعالى :

    (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أمنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب). [آل عمران: 179]


    وعلى هذا نعلم ان الحياة الدنيا هي دار
    ابتلاء وتمييز ولابد من ان نوجد امام كل ابتلاء صبر متوازي معه بالكم والكيف

    وهذا الصبر هو الذي سيميز الانسان المؤمن والملتزم من الانسان الجزوع والكثير الشكوى

    والذي في كثير من الاحيان يخرج من دائرة التوفيقات والعناية الالهية بتذمره على الواقع او الابتلاء الذي وضع به

    ومن كل ذلك نعرف ان للجنان ولرضا الباري ثمن ومن يحدد هذا الثمن هو الله تعالى

    فكل يبتليه بحسبه فهناك من يكون الفقر له ابتلاء وهناك من يكون الغنى له ابتلاء


    وهناك من تكون الصحة له ابتلاء ليرى الباري بماذا يستعمل دقائق عمره

    وهناك من يكون المرض له ابتلاء ليرى الباري جل وعلا هل يشكر ام ينفر .....


    جعلنا الله واياكم من الصابرين الشاكرين بالشدة والرخاء

    بوركتم وشكري مع الامتنان لتواصلكم الطيب .....















    تعليق


    • #12
      المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
      ليس من كلام في فضل الصبر أوضح وأجلى من كلام أمير المؤمنين عليه السلام حينما قال: "الصبر أحسن خلل الإيمان وأشرف خلائق الإنسان"
      فإذا كان الصبر من أشرف الأخلاق الإنسانية فإن معنى ذلك أن الذي يتحلى به هو من أشرف الناس وأعظمهم أخلاقا، وهذا ما نراه جليا في امتحان الأنبياء عليهم السلام فإن إحدى البليات التي يتعرض لها الأنبياء لكي ينالوا مقام الإمامة الإلهية تتطلب الصبر الشديد بحيث لا يستطيع المؤمن العادي تحمله فهذا نبينا إبراهيم عليه السلام قد صبر على طاعة الله عز وجل بعد أن
      أمره بذبح ولده فكاد أن يذبحه لولا الفداء العظيم من الله بعد أن أظهر عليه السلام صبرا على أداء التكليف الإلهي فأعطاه الله مقام الإمامة الإلهية...فالصبر صفة تدل على كمال المرء كما دل الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا ينبغي لمن لم يكن صبورا أن يُعدّ كاملا"
      وقد أمر الله المؤمنين بالصبر كما جاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث عليه منها قوله تعالى: ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَï´¾
      الصبر والإيمان‏
      عن الإمام الرضا عليه السلام: "الإيمان عقد بالقلب، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح".
      إن البعد الحقيقي للإيمان هو أن يتحول هذا الاعتقاد إلى فعل وعمل، لا أن يبقى داخل النفس، فأثر وفعالية هذا الإيمان هو دخوله حيّز الواقع والتطبيق، ودخول
      الإيمان إلى واقع الحياة يحتاج بالدرجة إلى الصبر، لأن الأثر الحقيقي هو طاعة الله عز وجل وعدم الانحراف نحو معصيته، وهذا ما يحتاج إلى الصبر، فبالصبر يمكن أن تواجه كل ما يعترضك في سبيل أن يكون إيمانك ذا أثر وفعالية.ومن هنا وردت الروايات التي تعتبر الصبر هو الأساس في الإيمان أو الدين،
      عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان".
      كما ورد عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: "أيها الناس عليكم بالصبر فإنه لا دين لمن لا صبر له".
      كيف يكون الصبر؟
      سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام: "يا جبرائيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما
      تصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء".وقد يقال للصابر صابراً أو متصبراً ولكلا الكلمتين معنى مختلفا عن الآخر حسب الرواية المروية عن إمامنا الصادق عليه السلام لما سئل عن الصابرين المتصبرين قال: "الصابرون على أداء الفرائض، والمتصبرون على اجتناب المحارم".
      وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "الصبر ثلاثة: الصبر على المصيبة، والصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية".
      فالصبر على الطاعة: كالصبر على أداء الصلاة والصوم والحج والجهاد وأداء الخمس وغيرها من الواجبات، والصبر على المعصية: كالصبر على ترك الغيبة والكذب والنظر المحرم وغيرها من المحرمات، والصبر على المصيبة: حينما يُبتلى الإنسان بنقص في رزقه أو بموت أحد أقاربه وأحبائه أو يبتلى بمرض ونحو ذلك من أنواع الابتلاءات، وأما أفضل مراتب الصبر وأنواعه فهو الصبر عن المعاصي وهذا ما نلاحظه من خلال الدرجة التي يمنحها الله عز وجل إلى الصابرين، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة وصبر على المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم
      الأرض إلى العرش، ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش".
      المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
      ، عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ثواب الصبر أعلى الثواب"، وعلى هذا الأساس وردت الروايات الكثيرة في أجر الصبر وثوابه، عن الإمام الباقر عليه السلام: "لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض".لكن هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل مشروط بعدم الجزع وباستمرار الصبر وعدم الخروج عن الحالة الطبيعية من قول أو فعل، وعن الإمام علي عليه السلام للأشعث بن قيس لما عزاه عن ابن له: "يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت منك ذلك الرحم، وإن تصبر ففي الله من كل مصيبة خلف، يا أشعث إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور، يا أشعث إبنك سَرَّكَ وهو بلاء وفتنة، وحزنك وهو ثواب ورحمة".دفاع الصبر عن المؤمن‏عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام: "إذا دخل المؤمن في قبره، كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره، والبرّ مطل عليه ويتنحّى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مُساءلته، قال الصبر للصلاة والزكاة والبرّ: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فأنا دونه، ففي ذلك العالم حينما يحتاج الإنسان إلى من يدافع عنه ويلتمس ذلك ويطلبه، لن ينفعه إلا أعماله الصالحة وأخلاقه الحسنة، ومنها وعلى رأسها الصبر.
      المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
      يحكى أن رجلا من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصم
      وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك
      الله منه لقد رأيت جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لسانا
      يوحده وقلبا يعرفه وفي كل وقت يذكره

      اللهم صل على محمد وال محمد


      بوركتي ايتها العزيزة الغالية والطيبة الراقية بردودها الجميلة والتي تحمل الصدق والمصداقية بالصبر

      اختي
      (خادمة الحوراء زينب )

      وهناك امور كثيرة تنفع في تحمل الانسان للشدائد والصبر عليها وخصوصا مع فتن اخر الزمان.....


      ونبدا بالدخول لها بقوله تعالى :


      ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ

      الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ))(28)الكهف
      فالانسان اجتماعي الطبع ويحتاج كثيرا الى الثُلة التي تزيده صبرا وعزما وهمةً

      فكثيرا مانجد اناسا يزيدونا تثبيطا للعزم وكسرا للهمم

      وياخذون الطاقة الايجابية منا بالصبر والقناعة والرضا بقضاء الله

      ليزودونا بالجزع والفزع والقلق والخوف

      وبكلمات كثيرة كقولهم ((.يااخي شمسوي انت وهيجي يصير بيك


      شمعنه انت بس ،،،،،شنو هاي مصايبكم متخلص ))


      ومن هذه الكلمات كثير التي تبعث التذمر بالنفس بدل التصبر على الابتلاء


      ولهذا كله يوصينا الباري بان نجتمع مع الثلة التي تزيدنا ايمانا وتثبيتا ....


      وتزيدنا تبصرة ووعيا بكل ماهو حق وصالح حولنا او هو فاسد وبدعة في ايامنا الحالية



      وخير الثلة المؤمنة هم انتم اعضاء منتدانا الراقي وكل متصلاتنا العزيزات باذاعتنا

      فلله الحمد وله المنة على ماانعم علينا من اخوة واخوات نتذوق معهم طعم الهدى والايمان

      ولك شكري غاليتي ...







      تعليق


      • #13
        ورد ذكر الصبر من القرآن في أكثر من سبعين موضعا وذلك لعظمة موقعه في الدين.
        قال بعض العلماء: كل الحسنات لها أجر محصور من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصبر فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
        وذكر الله للصابرين ثمانية أنواع من الكرامة:
        أولها المحبة قال: {والله يحب الصابرين}.
        والثاني النصر قال: {إن الله مع الصابرين}.
        والثالث غرفات الجنة قال: {يجزون الغرفة بما صبروا}.
        والرابع الأجر الجزيل قال: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} والأربعة الأخرى المذكورة في هذه الآية ففيها البشارة قال: {وبشر الصابرين}.
        والصلاة والرحمة والهداية {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
        يا أرحم الراحمين

        تعليق


        • #14
          (فضيلة الصبر)
          الصبر منزل من منازل السالكين، ومقام من مقامات الموحدين. وبه ينسلك العبد في سلك المقربين، ويصل إلى جوار رب العالمين. وقد أضاف الله أكثر الدرجات، والخيرات إليه، وذكره في نيف وسبعين موضعاً من القرآن. ووصف الله الصابرين بأوصاف، فقال ـ عز من قائل ـ:
          " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا "[1]. وقال: " وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا "[2]. وقال: " ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "[3]. وقال: " أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا "[4]. فما من فصيلة إلا واجرهم بتقدير وحساب إلا الصبر، ولذا قال: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "[5]. ووعد الصابرين بأنه معهم، فقال: " واصبروا إن الله مع الصابرين "[6]. وعلق النصرة على الصبر، فقال: " بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين "[7]. وجمع للصابرين الصلوات والرحمة والهدى. فقال: " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "[8].
          والآيات الواردة في مقام الصبر خارجة عن حد الاستقصاء، والأخبار المادحة له أكثر من أن تحصى. قال رسول الله (ص): " الصبر نصف الإيمان ". وقال (ص): " من أقل ما اوتيتم اليقين وعزيمته الصبر، ومن اعطى حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار، ولئن تصبروا على مثل ما انتم عليه احب الي من ان يوافيني كل امرئ منكم بمثل عمل جميعكم، ولكني أخاف أن يفتح عليكم الدنيا بعدي فينكر بعضكم بعضاً، وينكركم أهل السماء عند ذلك، فمن صبر واحتسب ظفر بكمال ثوابه "... ثم قرأ قوله ـ تعالى ـ :
          " ما عندكم ينفد وما عند الله باق "[9].
          وقال (ص): " الصبر كنز من كنوز الجنة ". وقال (ص): " أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس ". ولا ريب في ان الصبر مما تكرهه النفوس، ولذا قيل: " الصبر صبر ". وقال (ص): " في الصبر على تكره خير كثير ". وقال (ص): " الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا جسد لمن لا رأس له، ولا ايمان لمن لا صبر له ". وسئل (ص) عن الإيمان، فقال: " الصبر والسماحة ". وقال (ص): " ما تجرع عبد قط جرعتين أحب إلى الله من جرعة غيظ ردها بحلم وجرعة مصيبة يصبر الرجل لها، ولا قطرت بقطرة أحب إلى الله ـ تعالى ـ من قطرة دم اهريقت في سبيل الله وقطرة دمع في سواد الليل وهو ساجد ولا يراه إلا الله، وما خطا عبد خطوتين احب إلى الله ـ تعالى ـ من خطوة إلى الصلاة الفريضة وخطوة إلى صلة الرحم ". وروى: " أنه ـ تعالى ـ أوحى إلى داود (ع): يا داود! تخلق بأخلاقي، وإن من اخلافي اني انا الصبور ". وروى: " أن المسيح قال للحواريين: إنكم لا تدركون ما تحبون إلا بصبركم على ما تكرهون "[10]. وقال (ص): " ما من عبد مؤمن اصيب بمصيبة فقال ـ كما أمره الله ـ : إنا لله وانا إليه راجعون، اللهم اجرني في مصيبتي واعقبني خيراً منها، إلا وفعل الله ذلك ". وقال (ص): " قال الله ـ عز وجل ـ : إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده، ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحييت منه ان انصب له ميزاناً وانشر له ديواناً "[11]. وقال (ص): " الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة، وما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش ". وقال (ص): " سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن ادرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، آتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممن صدق بي "[12]. وقال (ص): " ان الله ـ تعالى ـ قال لجبرئيل: ما جزاءُ من سلبت كريمته؟ فقال: سبحانك! لا علم لنا إلا ما علمتنا. قال: جزاؤه الخلود في داري، والنظر إلى وجهي ". وقال (ص) لرجل قال له: ذهب مالي وسقم جسمي: " لا خير في عبد لا يذهب ماله ولا يسقم جسمه، ان الله إذا احب عبداً ابتلاه، وإذا ابتلاه، صبره ". وقال (ص): " إن الرجل ليكون له الدرجة عند الله ـ تعالى ـ لا يبلغها بعمل حتى يبتلى ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك ". وقال (ص): " إذا اراد الله بعبد خيراً، واراد ان يصافيه، صب عليه البلاء صباً وثجه عليه ثجا، فإذا دعاه، قالت الملائكة: صوت معروف، وإذا دعاه ثانياً، فقال: يارب! قال الله ـ تعالى ـ : لبيك عبدي وسعديك! إلا تسألني شيئاً إلا اعطيتك، أو رفعت لك ما هو خير، وادخرت لك عندي ما هو افضل منه. فإذا كان يوم القيامة جيء بأهل الأعمال فوزنوا أعمالهم بالميزان، أهل الصلاة والصيام والصدقة والحج، ثم يؤتى باهل البلاء، فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، يصب عليهم الأجر صباً كما كان يصب عليهم البلاء صبا، فيود أهل العافية في الدنيا لو انهم كانت تقرض اجسادهم بالمقاريض لما يرون ما يذهب به أهل البلاء من الثواب، فذلك قوله ـ تعالى ـ : إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ". وقال (ص): " إذا رأيتم الرجل يعطيه الله ما يحب، وهو مقيم على معصيته، فاعلموا أن ذلك استدراج "... ثم قرأ قوله ـ تعالى ـ :
          " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء "[13].
          يعني: لم تركوا ما أمروا به فتحنا عليهم أبواب الخيرات، حتى إذا فرحوا بما أوتوا ـ أي بما اعطوا من الخير ـ اخذناهم بغتة. وروى: " أن نبياً من الأنبياء شكى إلى ربه، فقال: يا رب العبد المؤمن يعطيك ويجتنب معاصيك تزوى عنه الدنيا وتعرضه للبلاء، ويكون العبد الكافر لا يعطيك ويجترى على معاصيك تزوى عنه البلاء وتبسط له الدنيا! فاوحى الله ـ تعالى ـ إليه: ان العباد الي والبلاء لي، وكل يسبح بحمدي. فيكون المؤمن عليه من الذنوب، فازوى عنه الدنيا واعرض له البلاء، فيكون كفارة لذنوبه حتى يلقاني، فاجزيه بحسناته، ويكون الكافر له من الحسنات فابسط له الرزق وازوى عنه البلاء، فأجزيه بحسناته، في الدنيا حتى يلقاني فأجزيه بسيئاته "[14]. وعن أبي عبد الله (ع) قال: " قال رسول الله (ص): قال الله ـ عز وجل ـ : اني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا، فمن اقرضني منها قرضاً اعطيته بكل واحدة منهن عشراً إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم يقرضني منها قرضاً فاخذت منه شيئاً قسراً، اعطيته ثلاث خصال لو اعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا بها مني. قال: ثم تلا ابو عبد الله (ع) قوله ـ عز وجل ـ (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم)، فهذه واحدة من ثلاث خصال، (ورحمة) اثنتان، (واولئك هم المهتدون) ثلاث. ثم قال أبو عبد الله (ع): هذا لمن أخذ الله منه شيئاً قسراً ". وقال أمير المؤمنين (ع): " بني الإيمان على أربع دعائم: اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل ". وقال أمير المؤمنين (ع): " الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله ـ عز وجل ـ عليك ". وقال علي (ع): " الصبر وحسن الخلق والبر والحلم من أخلاق الأنبياء ". وقال لأمير المؤمنين (ع): " أيما رجل حبسه السلطان ظلماً فمات، فهو شهيد، وان ضربه فمات، فهو شهيد "[15]. وقال لأمير المؤمنين (ع): " من اجلال الله ومعرفة حقه ألا تشكوا وجعك، ولا تذكر مصيبتك ". وقال أمير المؤمنين (ع): " ألا أخبركم بأرجى آية في كتاب الله؟ قالوا: بلى! فقرأ عليهم:
          " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "[16].
          فالمصائب في الدنيا بكسب الأوزار،فإذا عافاه الله في الدنيا فالله أكرم من ان يعذبه ثانياً، وان عفى عنه في الدنيا فالله اكرم من ان يعذبه يوم القيامة ". وقال الباقر (ع): " الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة. وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار ". وقال (ع): " مروة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفف والغنى اكثر من مروة الاعطاء "[17]. وقال (ع): " لما حضرت أبى علي بن الحسين (ع) الوفاة، ضمني إلى صدره، ثم قال: يا بني! أوصيك بما اوصاني به أبى حين حضرته الوفاة، وبما ذكر ان اباه اوصاه به، قال: يا بني! اصبر على الحق وان كان مراً ". وقال الصادق (ع): " إذا دخل المؤمن قبره، كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره، والبر مطل عليه، ويتنحى الصبر ناحيته. فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته، قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فانا دونه ". وقال (ع): " إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة، فيضربونه، فيقال لهم: من انتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم : على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله ـ تعالى ـ : صدقوا! ادخلوهم الجنة. وهو قول الله ـ تعالى ـ : إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ". وقال (ع): " من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه، كان له مثل اجرا الف شهيد ". وقال (ع): " إن الله ـ عز وجل ـ انعم على قوم فلم يشكروا، فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا، فصارت عليهم نعمة ". وقال (ع): " من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز ". وقال (ع): " إن من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا.. ثم قال عليك بالصبر في جميع امورك، فان الله ـ عز وجل ـ بعث محمداً (ص) فأمره بالصبر والرفق، فقال:
          " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً "[18].
          وقال أبو الحسن (ع) لبعض اصحابه: "ان تصبر تغتبط، والا تصبر يقدر الله مقاديره، راضيا كنت ام كارها "[19]. والأخبار في فضيلة الصبر على البلاء وعظم ثوابه واجره اكثر من تحصى. ولذلك كان الاتقياء والاكابر محبين طالبين له، حتى نقل " ان واحداً منهم دخل على ابن مريض له، فقال: يا بني! لئن تكن في ميزاني احب الي من ان اكون في ميزانك. فقال: يا أبه! لئن يكن ما تحب أحب الي من أن يكون ما احب ". وقال بعضهم: " ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة، ما علم به أحد ".
          يا أرحم الراحمين

          تعليق


          • #15
            (الصبر على السراء)
            كل ما يلقى العبد في الدنيا، مما يوافق هواه، أولا يوافقه، بل يكرهه، وهو في كل منهما محتاج إلى الصبر. إذ ما يوافق هواه، كالصحة الجسمية، واتساع الأسباب الدنيوية، ونيل الجاه والمال، وكثرة الأولاد والاتباع، لو لم يصبر عليه، ولم يضبط نفسه عن الانهماك فيه والاغترار به، أدركه الطغيان والبطر. (فان الإنسان ليطغى ان رآه استغنى). وقال بعض الأكابر: " البلاء يصير عليه المؤمن، والعوافي لا يصبر عليها إلا الصديق ". وقال بعض العرفاء: " الصبر على العافية اشد من الصبر على البلاء ". ولذا لما توسعت الدنيا على الصحابة وزال عنهم ضيق المعاش، قالوا: " ابتلينا بفتنة الضراء فصبرنا، وابتلينا بفتنة السراء فلا نقدر على الصبر عليها ". ومن هنا قال الله ـ سبحانه ـ:
            " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله "[20]. وقال: " إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم "[21].
            ومعنى الصبر على متاع الدنيا: ألا يركن إليه، ويعلم أنه مستودع عنده وعن قريب يسترجع عنه، فلا ينهمك في التنعم والتلذذ، ولا يتفاخر به على فاقده من إخوانه المؤمنين، ويرعى حقوق الله في ماله بالانفاق، وفي بدنه ببذل المعونة للخلق، وفي منصبه باعانة المظلومين، وكذلك في سائر ما أنعم الله به عليه.
            والسر في كون الصبر عليها اشد من الصبر على البلاء: انه ليس مجبوراً على ترك ملاذ الدنيا، بل له القدرة والتمكن على التمتع بها، بخلاف البلاء، فانه مجبور عليه، ولا يقدر على دفعه، فاصبر عليه أسهل. ولذا ترى أن الجائع إذا لم يقدر على الطعام أقدر على الصبر منه إذا قدر عليه.
            وأما ما لا يوافق هواه وطبعه، فله ثلاثة أقسام:
            الأول ـ ما يكون مقدوراً للعبد، كالطاعات والمعاصي. أما الطاعة، فالصبر عليها شديد، لأن النفس بطبعها تنفر عنها، وتشتهي التقهر والربوبية، كما يأتي وجهه. ومع ذلك يثقل عليها بعض العبادات باعتبار الكسل، وبعضها باعتبار البخل، وبعضها باعتبارهما، كالحج والجهاد، فلا تخلو طاعة من اعتبار يشق على النفس ان تصبر عليه، ومع ذلك يحتاج المطيع فيها إلى الصبر في حالات الثلاثة تتضاعف لأجلها الصعوبة، إذ يحتاج إليها قبل العمل في تصحيح النية والاخلاص، وتطهيرها عن شوائب الرياء وفي حالة العمل لئلا يغفل عن الله في اثنائه،ولا يخل بشيء من وظائفه وآدابه، ويستمر على ذلك إلى الفراغ وبعد الفراغ عنه، لئلا يتطرق إليه العجب، ولا يظهر رياء وسمعة. والنهي عن ابطال العمل وعن ابطال الصدقات بالمن والاذى أمر بهذا القسم من الصبر. وأما المعاصي، فلكون جميعها مما تشتهيها النفس، فصبرها عليها شديد، وعلى المألوفة المعتادة اشد، إذ العادة كالطبيعة الخامسة، ولذا ترى أن كل معصية شاعت وتكررت ثقل استنكارها، فان الاستبعاد في مثل لبس الحرير اكثر من الاستبعاد في اطلاق اللسان طول النهار في اعراض الناس، مع ان الغيبة أشد من الزنا، كما انطقت به الأخبار. فإذا انضافت العادة إلى الشهوة، ظهر جندان من جنود الشيطان على جند الله، فيصعب تركها.
            ثم المعصية ان كانت مما يسهل فعلها، كان الصبر عنها اشد، كمعاصي اللسان من الغيبة والكذب، ولو كانت مع ذلك مشتملة على تمام ما تقتضيه جبلة النفس من الاستعلاء والربوبية، كالكلمات التي توجب نفي الغير والقدح فيه، والثناء على ذاتها تصريحاً أو تعريضاً، كان الصبر عنها اشد. إذ مثل ذلك ـ مع كونها مما تيسر فعله وصار مألوفاً معتاداً ـ انضافت ليه شهوتان للنفس فيه: إحداهما نفي الكمال من غيرها، واخراهما اثباته لذاتها. وميل النفس إلى مثل تلك المعصية في غاية الكمال، إذ به يتم ما تقتضيه جبلتها من التفوق والعلو، فصبرها عنها في غاية الصعوبة. وقد ظهر مما ذكر: أن اكثر ما شاع وذاع من المعاصي انما يصدر من اللسان. فينبغي لكل أحد ان يجتهد في حفظ لسانه بتقديم التروي على كلام يريد أن يتكلم به، فان لم يكن معصية تكلم به، والا تركه، ولو لم يقدر على ذلك. وكان لسانه خارجاً عن طاعته في المحاورات، وجبت عليه العزلة والانفراد وتركه التكلم مع الناس، حتى تحصل له ملكة الاقدار على حفظه، ثم صعوبة الصبر وسهولته لما كانت تختلف في آحاد المعاصي باختلاف داعية تلك المعاصي قوة وضعفاً، فينبغي لكل طالب السعادة أن يعلم ان داعية نفسه إلى أي معصية اشد، فيكون سعيه في تركها اكثر. ثم حركة الخواطر باختلاج الوساوس ايسر بكثير من حركة اللسان بقبائح الكلمات. فلا يمكن الصبر عنها اصلا. إلا بأن يغلب على القلب هم آخر في الدين يستغرفه، كمن اصبح وهمومه هم واحد. واكثر جولان الخاطر إنما يكون في فائت لا تدارك له، أو في مستقبل لا بد وان يحصل منه ما هو مقدور. وكيف كان فهو تصور باطل، وتضييع وقت. إذ آلة استكمال العبد قلبه، فإذا غفل القلب في لحظة من ذكر يستفيد به انساً بالله، أو فكر يستفيد به معرفة بالله، ويستفيد بالمعرفة حب الله، فهو مغبون.
            الثاني ـ ما ليس حصوله مقدورا للعبد، ولكنه يقدر على دفعه بالتشفي، كما لو اوذى بفعل أو وقول، أو جنى عليه في نفسه أو ماله، فان حصول الاذية والجناية وان لم يرتبط باختياره، إلا انه يقدر على التشفي من المؤذي أو الجاني بالانتقام منه، والصبر على ذلك بترك المكافآت. وهو قد يكون واجباً، وقد يكون فضيلة، وهو اعلى مراتب الصبر. ولاجل ذلك خاطب الله نبيه (ص) بقوله:
            " واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل "[22]. وبقوله: " فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً "[23]. وبقوله: " ودع أذاهم وتوكل على الله "[24]. وقال: " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور "[25]. وقال: " وإن عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين "[26].
            وقال رسول الله (ص): " صل من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك ". وروى: " أنه (ص) قسم مره مالا، فقال بعض الاعراب من المسلمين: هذه قسمة ما اريد بها وجه الله! فاخبر به رسول الله، فاحمرت وجنتاه، ثم قال: رحم الله أخي موسى، قد اوذي باكثر من هذا فصبر ".
            الثالث ـ ما ليس مقدوراً للعبد مطلقاً، كالمصائب والنوائب. والصبر عليه شديد في غاية الصعوبة، ولا ينال إلا ببضاعة الصديقين، والوصول إليه يتوقف على اليقين التام. ولذا قال النبي (ص): " أسألك من اليقين ما يهون علي مصائب الدنيا ". وقد تقدم بعض الأخبار الواردة في فضيلة هذا القسم من الصبر. وقال (ص): " قال الله: إذا ابتليت عبدي ببلائى فصبر، ولم يشكني إلى عواده، أبدلته لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، فان ابرأته ابرأته ولا ذنب له، وأن توفيته فالى رحمتي ". وقال (ص): " من اجلال الله ومعرفة حقه: ألا تشكو وجعك، ولا تذكر مصيبتك ". وقال (ص): " من ابتلى فصبر، واعطى فشكر، وظلم فغفر، أولئك لهم الامن وهم مهتدون ". وقال (ص): " إن الله ـ تعالى ـ قال لجبرئيل: ما جزاء من سلبت كريمته؟ فقال: سبحانك! لا علم لنا إلا ما علمتنا. قال: جزاؤه الخلود في داري، والنظر إلى وجهي ". وقال داود (ع): " يا رب! ما جزاء الحزين يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن ألبسه لباس الأمان، لا انزعه عنه أبداً ". وقال لابنه سليمان (ع): " يستدل على تقوى المؤمن بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر في ما قد فات ". وروى: " أن من ابتلى بموت ثلاثة أولاد، لم يرد على النار اصلا ".
            يا أرحم الراحمين

            تعليق


            • #16
              (اختلاف مراتب الصبر في الثواب)
              لما كان الصبر على العافية بمعنى ترك الشهوات المحرمة وعدم الانهماك فيها، فهو راجع إلى الصبر عن المعصية. وعلى هذا، فاقسام الصبر ثلاثة: الصبر على المصائب والنوائب، والصبر على الطاعة، والصبر على المعصية. ثم ما تقدم من الخبر النبوي صريح في كون الأول اقل ثواباً، والآخر أكثر ثواباً، والوسط وسطاً بينهما. وربما ظهر من بعض الأخبار: كون الأول أكثر ثواباً. وابو حامد الغزالي رجح الأول أولا، وبه صرح بعض المتأخرين من اصحابنا للخبر النبوي، ثم رجح الثاني ثانياً محتجاً بما روى عن ابن عباس أنه قال: " الصبر في القرآن على ثلاثة اوجه: صبر على أداء فرائض الله ـ تعالى ـ فله ثلاثمائة درجة، وصبر عن محارم الله ـ تعالى ـ وله ستمائة درجة، وصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، فله تسعمائة درجة ". وبأن كل مؤمن يقدر على الصبر عن المحارم، وأما الصبر على بلاء الله فلا يقدر عليه إلا ببضاعة الصديقين، لكونه شديداً على النفس.
              وعندي: ان القول بكون أحدهما أكثر ثواباً على الإطلاق غير صحيح، إذ القول بأن الصبر عن كلمة كذب أو لبس ثوب من الحرير لحظة اكثر ثواباً من الصبر على موت كثير من أعز الأولاد بعيد، وكذا القول بأن الصبر على فقد درهم اكثر ثواباً من كف النفس عن كبائر المعاصي وفطامها عن ألذ اللذات والشهوات مع القدرة عليها أبعد، فالصواب: التفصيل بأن كل صبر من أي قسم كان من الثلاثة إذا كان على النفس أشد واشق فثوابه اكثر مما كان اسهل وأيسر، كائناً ما كان، لما ثبت وتقرر ان أفضل الأعمال احمزها، وبه يحصل الجمع والتلاؤم بين الأخبار.
              يا أرحم الراحمين

              تعليق


              • #17
                المشاركة الأصلية بواسطة حمامة السلام مشاهدة المشاركة
                حباكم الله بفضله واجتباكم لحسناته وجنبكم من كل سوء ...
                ابتدأ كلامي بالصلاة على محمد وال محمد لانها دافعة عن كل بليه وسوء ...

                قديتشبه احدنا بمحنه ومايعانيه باحد المؤمنين اوالصالحين اوالممتحنين ويقول انا في محنتي صابرا كصبر ايوب اوارجو ان اكون كزينب .ع. اوكاصحاب الحسين فهو بذلك لا يريد
                التشبه بهم وانما يتأسى بهم لاننا مهما اصبنا من ابتلاءات لانصل الى ماعانوه وانما هم
                عاشوا اعلى حالات الصبر والمحن لذلك جعلهم الله قدوة بذلك لباقي البشر .
                الحياة ليست كلها افراح وليست اتراح وذلك لكي يمحتحن الله قلوب الناس ويجعل كل منا
                يحس ويشعر بمعانات الاخر فلولا الحزن لما شعرنا بمعزة من نفقده اقيمته ومكانته عندنا
                ولولاالغياب لما عرفنا حاجتنا لمن نحتاجه حولنا ،

                رغم غياب نبينا وائمتنا عنا وعن عصرنا لكننا نحس ونشعر بوجودهم ونلتمس حاجاتنا منهم
                كلما ندبناهم اوتمسكنا بنهجهم ،فنحن ممن تمسك بنهج محمد وال محمد ولسنا مثل من
                ذكرهم الله عزوجل في كتابه ( وما محمد الارسول قدخلت من قبله الرسل افان مات او
                قتل انقلبتم على اعقابكم )

                فلاجعلنا الله من المنقلبين وانما من المتمسكين فما يصيبنا في
                هذه الدنيا الا جزء يسير مما اصاب ال بيت النبوه ورغم ذلك فان الله رؤوف بعباده فجعل
                كل ابتلاء اومصيبه اومرض عليه اجر اومحو ذنب اوزيادة حسنة،فلهذا نقول دائما عند ذكر
                محن اهل البيت ياليتنا كنا معكم لنفوز فوزا عظيما ..
                وكذلك اتمنى للجميع الفوز بهذه الكرامة والمنزلة .
                وفقكم الله اختي العزيزة صاحبةالذوق الرفيع في انتقائق لمحورنا والاخ الفاضل صاحب الطرح ولكل من يسطر بأنامله بالرد عليه ....





                اللهم صل على محمد وال محمد

                العزيزة الغالية والحقوقية الواعية التي تنثر علينا وعيها

                اختي
                (حمامة السلام )

                وقد فتحتي لنا بردك الطيب بابا من ابواب الوصول الى الصبر والتصبر على الابتلاءات والمحن


                الا وهو التاسي وتذكر مصائب ال البيت عليهم السلام

                فكنا بالامس القريب مع الامام الحسين ومصائب جبل الصبر (عليهما الاف التحية والسلام )

                فما قدر اي مصاب او محنة وان عظمت

                ان قارناها بمصابهم الجلل ....!!!!!

                بل تهون والله وتذوب وتتلاشى كل محن الفقد واللوعة اذا تذكرنا موقفاً من مواقفهم .....


                وما قدر مايكون بنا مقابل من فقدت سادة الارض والسماء وليوث الهيجاء

                بيوم واحد .....!!!


                وماقدر المشاق التي نحياها اذا قارناها بالسبي والجوع والعطش وضرب السياط ....!!!!


                وهكذا نعرف ان الله قد جعل لنا برسوله الكريم وبال البيت عليهم السلام


                اسوة وقدوة حسنة .....

                فالسلام عليك ياحبيب القلب يامن انقضى شهر العزاء لك

                لكن الذكر لك مازال وسيبقى ينبض مع القلب والروح ويجري بالشريان

                فبورك ذكرك يامن ضحيت باغلى ماتملك من اجل احياء حدود الاسلام وعلومه

                السلام عليك سيدي ياحُسيــــــــــــــــــــــــن .....



                ولك شكري ايتها الغالية سجلك الباري بسجل الصابرين الشاكرين .....























                تعليق


                • #18
                  المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج مشاهدة المشاركة
                  عضو فضي

                  الحالة :
                  رقم العضوية : 98401
                  تاريخ التسجيل : 08-02-2013
                  الجنسية : أخرى
                  الجنـس : ذكر
                  المشاركات : 1,808
                  التقييم : 10


                  رَبّنا أًفرغْ عَلينا صَبْراً







                  قال الله سبحانه وتعالى
                  ((قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) البقرة250 , فالانسان كتلة من المشاعر والاحاسيس مملوء

                  بالعواطف والهواجس وهو ضعيف مسكين بحد ذاته , وهذه الدنيا الوعرة المملوءة بالأبتلائات

                  وهذه الابتلائات سببها الرئيسي هو الشيطان الذي يدخل الجسم كما تدخل الاشعة السينية خلاياه واعضائه وهذا يتطابق مع ما قاله سيد الكائنات محمد (ص)
                  (( ان الشيطان يجري من ابن ادم
                  مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش ))

                  لذلك وجب علينا الصبر فمن صبر جعل الله له نوراً بين الناس
                  ((وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ)) الانعام 122 .

                  وعن الامام الصادق (ع) (( كل ما زاد العبد ايماناً أزداد ضيقاً في معيشته )) وقال ايضاً (( المؤمن لا يمضي عليه اربعون ليلة ً الا وعرض له أمر يحزنه يذكر به )).
                  واهل الصبر هم على ثلاثة مقامات :
                  الاول : هم من تركوا الشكوى وهذه درجة التائبين
                  والثاني : الرضا بالمقدار وهذه درجة الزاهدين
                  والثالث : المحبة لما يصنع به مولاه وهذه درجة الصديقين .
                  اخواني فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ومن صبر على الفقر والذل والدهر أتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممن صدق بالله .
                  فالمؤمن الصابر هو المؤمن المتفاءل برحمة الله ولا ييأس من هذه الرحمة التي وسعت كل شي ,

                  وقال رسول الله (ص)
                  (( ان الله تعالى يقول : وعزتي وجلالي لا أخرج عبداً من الدنيا وأنا أريد أن ارحمه حتى استوفي منه كل خطيئة عملها : أما بسقم ٍ في جسده أو بضيق في رزقه وأما بخوف في دنياه فأذا بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت حتى يأتي ولا ذنب عليه فأدخله الجنة )) .
                  ولما سأل رسول الله (ص) عن الايمان قال (( هو الصبر لانه اصعب الاعمال واشرفها )) .

                  فكونوا من الصابرين فأصبروا على دهركم وأتركوا غضبكم لان له جنود عظيمة من جنود الشيطان

                  *************************************
                  ************************
                  **************
                  اللهم صل على محمد وال محمد

                  عدنا مرة اخرى وبشهر جديد ودورة اذاعية جديدة لاذاعتنا الغراء

                  وسنبقى قريباً من ال البيت عليهم السلام وذكرهم والتزود من طاقتهم التي لانستطيع

                  بُعداً عنها ابدا فهم باب لكل خير وهدى ونور ....

                  ومحورنا القراني لهذا الاسبوع سيكون موضوع الاخ الفاضل والكاتب الواعي
                  (دكتور حسين)

                  بعنوان
                  (ربنا أفرغ علينا صبرا )فله جزيل الشكر وخالص الامتنان على ماسطّر قلمه المبارك

                  وسنكون معكم لنتزود من حواركم الراقي وعقولكم المنيرة التي تزيدنا معرفةً وفهماً وفكراً

                  فكونوا معنا ......












                  بسمه تعالى نبتدئ ونعطف بالسلام من الله عليكم اعضاء ومشرفين وبالخصوص الاستاذة مقدمة البرنامج ولايفوتني مقام الاستاذ الدكتور صاحب الموضوع

                  هذه اول مشاركة لي في منتداكم ولي الشرف ان تكون في هذا القسم
                  اولا ومن هذا المنبر نتقدم بالتبريكات لكم وللامة الاسلامية بداية الهجرة النبوية والتي هي بداية السنة الهجرية عندنا نحن الشيعة

                  وادخل في صلب الموضوع موضوع المحور واقول فيه هناك لعله حدث سهوا من جناب الدكتور بقوله:
                  [وهذه الابتلائات سببها الرئيسي هو الشيطان] لان الله جل اسمه الشريف هو سبب الابتلاءات بقوله في كتابه العزيز [أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ]
                  وقال في آية أخرى: [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ]
                  وقال أيضاً:
                  [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ]
                  وواضح من خلال هذه الآيات الجليلات القدر وغيرها ان سبب الابتلاء هو الله جل اسمه وعز ذكره
                  وما الشيطان الا جزء من الابتلاءات التي يتعرض لها المؤمن

                  والمؤمن الكيّس هو من يصبر على تلك الابتلاءات التي تصيبه وبالصبر تُرفع الدرجات/ وكلما زاد صبر المؤمن زاد قربا من الله
                  وعلى هذا نجد الانبياء والاولياء هم الاقرب لانه صبروا على مالايصبر غيرهم عليه
                  واشد صبرا هم النبي واهل بيته الكرام الصادقين المصطفين
                  لهذا كانوا هم الاقرب

                  وختاما ارجو ان لاتكون مداخلتي سببا في تعكير صفو محوركم، وان حدث فالصفح من شيم الكرام

                  تعليق


                  • #19
                    شهر مبارك ان شاء الله على كل إخواننا واخواتنا الكرام
                    نجتمع الآن في ظل صاحب اللواء على محبة أهل البيت (ع)
                    لنتحاور بموضوع الابتلاءات والصبر عليها
                    ان عرفنا ان الابتلاء هو للتمحيص والاختبار ورضينا بقضاء الله تعالى سيمر البلاء علينا ونحن مأجورين وعلى قدر قربنا من الله أيام الرخاء سيكون الله اقرب لحظات الشدة
                    ففي الحديث شريف ( أحفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده أمامك تعرف اليه في الرخاء يعرفك بالشدة وإذا سالت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو ان الخلق كلهم جميعاً أرادوا ان ينفعوك بشئ لم يكتبه الله لم يقدروا عليه وان أرادوا ان يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه واعلم ان في الصبر على ما تكره خيراً كثيرا وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا
                    فما احلى الصبر الجميل متعنا الله وإياكم بالصبر والإيمان
                    الملفات المرفقة
                    sigpic

                    تعليق


                    • #20

                      20-آية عن الصبر على الأبتلاء

                      1- قال الله تعالى: (( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ <> لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور )) .(الحديد:22-23)
                      ما أصاب من مصيبة في الأرض : أي بالجدب وذهاب المال .
                      ولا في أنفسكم : أي بالمرض وفقد الولد .
                      إلا في كتاب من قبل من نبرأها: أي في اللوح المحفوظ قبل أن نخلقها .
                      إن ذلك على الله يسير: أي سهل ليس بالصعب .
                      لكيلا تأسوا على ما فاتكم: أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي مما تحبون من الخير .
                      ولا تفرحوا بما آتاكم: أي بما أعطاكم فرح البطر أما فرح الشكر فهو مشروع .

                      2- قال الله تعالى: (( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)).(التغابن-11)

                      3- قال الله تعالى: ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون )).(التوبة-51)

                      4- قال الله تعالى: ((يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور )).(القمان-17)

                      5- قال الله تعالى: (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم )). (يونس-107)

                      6- قال الله تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )).(محمد-31)

                      7- قال الله تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ <> الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ <> أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )). (البقره:155-157)
                      لابتلاء: الاختبار والامتحان لإِظهار ما عليه الممتحن من قوة أو ضعف .
                      الصبر: حمل النفس على المكروه وتوطينها على احتمال المكاره .
                      المصيبة: ما يصيب العبد من ضرر في نفسه أو أهله أو ماله .
                      الصلوات: جمع صلاة وهي من الله تعالى هنا المغفرة لعطف الرحمة عليها .
                      ورحمة: الرحمة الإِنعام وهو جلب ما يسر ودفع ما يضر ، وأعظم ذلك دخول الجنة بعد النجاة من النار.
                      المهتدون: إلى طريق السعادة والكمال بإيمانهم وابتلاء الله تعالى لهم وصبرهم على ذلك .

                      8- قال الله تعالى: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )).(البقره-216)

                      9- قال الله تعالى: (( وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)). (الأنفال-46)

                      10- قال الله تعالى: (( وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)).(النحل-126)

                      11- قال الله تعالى: ((الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )). (النحل-42)

                      12- قال الله تعالى: (( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)).(آل عمران-146)

                      13- قال الله تعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )). (آل عمران-142)

                      14- قال الله تعالى: (( وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)). (هود-115)

                      15- قال الله تعالى: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)). (الزمر-10)

                      16- قال الله تعالى: ((وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).(النحل-96)

                      17- قال الله تعالى: ((إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)).(هود-11)

                      18- قال الله تعالى: ((وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)). (الأحزاب-35)

                      19- قال الله تعالى: ((وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار)). (الرعد:24)

                      20- قال الله تعالى: ((وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)). (الإنسان-12)

                      الموضوع منقول
                      يا أرحم الراحمين

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X