إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 48

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #21
    (طريق تحصيل الصبر)
    الطريق إلى تحصيل الصبر: تقوية باعث الدين، وتضعيف باعث الهوى.
    والأول: انما يكون بأمور:
    الأول ـ أن يكثر فكرته فيما ورد من فضل الصبر وحسن عواقبه في الدنيا والآخرة، وأن ثواب الصبر على المصيبة أكثر مما فات وانه بسبب ذلك مغبوط بالمصيبة، إذ فاته ما لا يبقى معه إلا مدة الحياة في الدنيا، وحصل له ما يبقى بعد موته أبد الدهر، فيجازى على المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة، وعلى الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية. ومن أسلم خسيسا في نفيس، فلا ينبغي أن يحزن بفوات الخسيس في الحال.
    الثاني ـ أن يتذكر قلة قدر الشدة الدنيوية ووقتها، واستخلاصه عنها عن قريب، مع بقاء الاجر على الصبر عليها.
    الثالث ـ أن يعلم أن الجزع قبيح مضر بالدين والدنيا ولا يفيد ثمرة إلا حبط الثواب وجلب العقاب، كما قال أمير المؤمنين (ع): " إن صبرت جرت عليك المقادير وانت مأجور، وان جزعت جرت عليك المقادير وأنت مازور ".
    الرابع ـ أن يعود مصارعة هذا الباعث باعث الهوى تدريجا، حتى يدرك لذة الظفر بها، فيتجرى عليها، ويقوى متنه في مصارعتها. فان الاعتماد والممارسة للأعمال الشاقة يؤكد القوى التي تصدر منها تلك الأعمال. ولذا تزيد قوة الممارسين للأعمال الشاقة ـ كالحمالين والفلاحين ـ على قوة التاركين لها. فمن عود نفسه مخالفة الهوى غلبها مهما شاء وأراد.
    واما الثاني: اعني تضعيف الهوى، انما يكون بالمجاهدة والرياضة، من الصوم والجوع وقطع الأسباب المهيجة للشهوة
    التعديل الأخير تم بواسطة صادق مهدي حسن; الساعة 24-12-2014, 08:40 PM.
    يا أرحم الراحمين

    تعليق


    • #22
      المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
      ورد ذكر الصبر من القرآن في أكثر من سبعين موضعا وذلك لعظمة موقعه في الدين.
      قال بعض العلماء: كل الحسنات لها أجر محصور من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصبر فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
      وذكر الله للصابرين ثمانية أنواع من الكرامة:
      أولها المحبة قال: {والله يحب الصابرين}.
      والثاني النصر قال: {إن الله مع الصابرين}.
      والثالث غرفات الجنة قال: {يجزون الغرفة بما صبروا}.
      والرابع الأجر الجزيل قال: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} والأربعة الأخرى المذكورة في هذه الآية ففيها البشارة قال: {وبشر الصابرين}.
      والصلاة والرحمة والهداية {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
      المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
      (فضيلة الصبر)
      الصبر منزل من منازل السالكين، ومقام من مقامات الموحدين. وبه ينسلك العبد في سلك المقربين، ويصل إلى جوار رب العالمين. وقد أضاف الله أكثر الدرجات، والخيرات إليه، وذكره في نيف وسبعين موضعاً من القرآن. ووصف الله الصابرين بأوصاف، فقال ـ عز من قائل ـ:
      " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا "[1]. وقال: " وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا "[2]. وقال: " ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "[3]. وقال: " أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا "[4]. فما من فصيلة إلا واجرهم بتقدير وحساب إلا الصبر، ولذا قال: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "[5]. ووعد الصابرين بأنه معهم، فقال: " واصبروا إن الله مع الصابرين "[6]. وعلق النصرة على الصبر، فقال: " بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين "[7]. وجمع للصابرين الصلوات والرحمة والهدى. فقال: " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "[8].
      والآيات الواردة في مقام الصبر خارجة عن حد الاستقصاء، والأخبار المادحة له أكثر من أن تحصى. قال رسول الله (ص): " الصبر نصف الإيمان ". وقال (ص): " من أقل ما اوتيتم اليقين وعزيمته الصبر، ومن اعطى حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار، ولئن تصبروا على مثل ما انتم عليه احب الي من ان يوافيني كل امرئ منكم بمثل عمل جميعكم، ولكني أخاف أن يفتح عليكم الدنيا بعدي فينكر بعضكم بعضاً، وينكركم أهل السماء عند ذلك، فمن صبر واحتسب ظفر بكمال ثوابه "... ثم قرأ قوله ـ تعالى ـ :
      " ما عندكم ينفد وما عند الله باق "[9].
      وقال (ص): " الصبر كنز من كنوز الجنة ". وقال (ص): " أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس ". ولا ريب في ان الصبر مما تكرهه النفوس، ولذا قيل: " الصبر صبر ". وقال (ص): " في الصبر على تكره خير كثير ". وقال (ص): " الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا جسد لمن لا رأس له، ولا ايمان لمن لا صبر له ". وسئل (ص) عن الإيمان، فقال: " الصبر والسماحة ". وقال (ص): " ما تجرع عبد قط جرعتين أحب إلى الله من جرعة غيظ ردها بحلم وجرعة مصيبة يصبر الرجل لها، ولا قطرت بقطرة أحب إلى الله ـ تعالى ـ من قطرة دم اهريقت في سبيل الله وقطرة دمع في سواد الليل وهو ساجد ولا يراه إلا الله، وما خطا عبد خطوتين احب إلى الله ـ تعالى ـ من خطوة إلى الصلاة الفريضة وخطوة إلى صلة الرحم ". وروى: " أنه ـ تعالى ـ أوحى إلى داود (ع): يا داود! تخلق بأخلاقي، وإن من اخلافي اني انا الصبور ". وروى: " أن المسيح قال للحواريين: إنكم لا تدركون ما تحبون إلا بصبركم على ما تكرهون "[10]. وقال (ص): " ما من عبد مؤمن اصيب بمصيبة فقال ـ كما أمره الله ـ : إنا لله وانا إليه راجعون، اللهم اجرني في مصيبتي واعقبني خيراً منها، إلا وفعل الله ذلك ". وقال (ص): " قال الله ـ عز وجل ـ : إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده، ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحييت منه ان انصب له ميزاناً وانشر له ديواناً "[11]. وقال (ص): " الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة، وما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش ". وقال (ص): " سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن ادرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، آتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممن صدق بي "[12]. وقال (ص): " ان الله ـ تعالى ـ قال لجبرئيل: ما جزاءُ من سلبت كريمته؟ فقال: سبحانك! لا علم لنا إلا ما علمتنا. قال: جزاؤه الخلود في داري، والنظر إلى وجهي ". وقال (ص) لرجل قال له: ذهب مالي وسقم جسمي: " لا خير في عبد لا يذهب ماله ولا يسقم جسمه، ان الله إذا احب عبداً ابتلاه، وإذا ابتلاه، صبره ". وقال (ص): " إن الرجل ليكون له الدرجة عند الله ـ تعالى ـ لا يبلغها بعمل حتى يبتلى ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك ". وقال (ص): " إذا اراد الله بعبد خيراً، واراد ان يصافيه، صب عليه البلاء صباً وثجه عليه ثجا، فإذا دعاه، قالت الملائكة: صوت معروف، وإذا دعاه ثانياً، فقال: يارب! قال الله ـ تعالى ـ : لبيك عبدي وسعديك! إلا تسألني شيئاً إلا اعطيتك، أو رفعت لك ما هو خير، وادخرت لك عندي ما هو افضل منه. فإذا كان يوم القيامة جيء بأهل الأعمال فوزنوا أعمالهم بالميزان، أهل الصلاة والصيام والصدقة والحج، ثم يؤتى باهل البلاء، فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، يصب عليهم الأجر صباً كما كان يصب عليهم البلاء صبا، فيود أهل العافية في الدنيا لو انهم كانت تقرض اجسادهم بالمقاريض لما يرون ما يذهب به أهل البلاء من الثواب، فذلك قوله ـ تعالى ـ : إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ". وقال (ص): " إذا رأيتم الرجل يعطيه الله ما يحب، وهو مقيم على معصيته، فاعلموا أن ذلك استدراج "... ثم قرأ قوله ـ تعالى ـ :
      " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء "[13].
      يعني: لم تركوا ما أمروا به فتحنا عليهم أبواب الخيرات، حتى إذا فرحوا بما أوتوا ـ أي بما اعطوا من الخير ـ اخذناهم بغتة. وروى: " أن نبياً من الأنبياء شكى إلى ربه، فقال: يا رب العبد المؤمن يعطيك ويجتنب معاصيك تزوى عنه الدنيا وتعرضه للبلاء، ويكون العبد الكافر لا يعطيك ويجترى على معاصيك تزوى عنه البلاء وتبسط له الدنيا! فاوحى الله ـ تعالى ـ إليه: ان العباد الي والبلاء لي، وكل يسبح بحمدي. فيكون المؤمن عليه من الذنوب، فازوى عنه الدنيا واعرض له البلاء، فيكون كفارة لذنوبه حتى يلقاني، فاجزيه بحسناته، ويكون الكافر له من الحسنات فابسط له الرزق وازوى عنه البلاء، فأجزيه بحسناته، في الدنيا حتى يلقاني فأجزيه بسيئاته "[14]. وعن أبي عبد الله (ع) قال: " قال رسول الله (ص): قال الله ـ عز وجل ـ : اني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا، فمن اقرضني منها قرضاً اعطيته بكل واحدة منهن عشراً إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم يقرضني منها قرضاً فاخذت منه شيئاً قسراً، اعطيته ثلاث خصال لو اعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا بها مني. قال: ثم تلا ابو عبد الله (ع) قوله ـ عز وجل ـ (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم)، فهذه واحدة من ثلاث خصال، (ورحمة) اثنتان، (واولئك هم المهتدون) ثلاث. ثم قال أبو عبد الله (ع): هذا لمن أخذ الله منه شيئاً قسراً ". وقال أمير المؤمنين (ع): " بني الإيمان على أربع دعائم: اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل ". وقال أمير المؤمنين (ع): " الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله ـ عز وجل ـ عليك ". وقال علي (ع): " الصبر وحسن الخلق والبر والحلم من أخلاق الأنبياء ". وقال لأمير المؤمنين (ع): " أيما رجل حبسه السلطان ظلماً فمات، فهو شهيد، وان ضربه فمات، فهو شهيد "[15]. وقال لأمير المؤمنين (ع): " من اجلال الله ومعرفة حقه ألا تشكوا وجعك، ولا تذكر مصيبتك ". وقال أمير المؤمنين (ع): " ألا أخبركم بأرجى آية في كتاب الله؟ قالوا: بلى! فقرأ عليهم:
      " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "[16].
      فالمصائب في الدنيا بكسب الأوزار،فإذا عافاه الله في الدنيا فالله أكرم من ان يعذبه ثانياً، وان عفى عنه في الدنيا فالله اكرم من ان يعذبه يوم القيامة ". وقال الباقر (ع): " الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة. وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار ". وقال (ع): " مروة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفف والغنى اكثر من مروة الاعطاء "[17]. وقال (ع): " لما حضرت أبى علي بن الحسين (ع) الوفاة، ضمني إلى صدره، ثم قال: يا بني! أوصيك بما اوصاني به أبى حين حضرته الوفاة، وبما ذكر ان اباه اوصاه به، قال: يا بني! اصبر على الحق وان كان مراً ". وقال الصادق (ع): " إذا دخل المؤمن قبره، كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره، والبر مطل عليه، ويتنحى الصبر ناحيته. فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته، قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فانا دونه ". وقال (ع): " إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة، فيضربونه، فيقال لهم: من انتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم : على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله ـ تعالى ـ : صدقوا! ادخلوهم الجنة. وهو قول الله ـ تعالى ـ : إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ". وقال (ع): " من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه، كان له مثل اجرا الف شهيد ". وقال (ع): " إن الله ـ عز وجل ـ انعم على قوم فلم يشكروا، فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا، فصارت عليهم نعمة ". وقال (ع): " من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز ". وقال (ع): " إن من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا.. ثم قال عليك بالصبر في جميع امورك، فان الله ـ عز وجل ـ بعث محمداً (ص) فأمره بالصبر والرفق، فقال:
      " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً "[18].
      وقال أبو الحسن (ع) لبعض اصحابه: "ان تصبر تغتبط، والا تصبر يقدر الله مقاديره، راضيا كنت ام كارها "[19]. والأخبار في فضيلة الصبر على البلاء وعظم ثوابه واجره اكثر من تحصى. ولذلك كان الاتقياء والاكابر محبين طالبين له، حتى نقل " ان واحداً منهم دخل على ابن مريض له، فقال: يا بني! لئن تكن في ميزاني احب الي من ان اكون في ميزانك. فقال: يا أبه! لئن يكن ما تحب أحب الي من أن يكون ما احب ". وقال بعضهم: " ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة، ما علم به أحد ".
      المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
      (الصبر على السراء)
      كل ما يلقى العبد في الدنيا، مما يوافق هواه، أولا يوافقه، بل يكرهه، وهو في كل منهما محتاج إلى الصبر. إذ ما يوافق هواه، كالصحة الجسمية، واتساع الأسباب الدنيوية، ونيل الجاه والمال، وكثرة الأولاد والاتباع، لو لم يصبر عليه، ولم يضبط نفسه عن الانهماك فيه والاغترار به، أدركه الطغيان والبطر. (فان الإنسان ليطغى ان رآه استغنى). وقال بعض الأكابر: " البلاء يصير عليه المؤمن، والعوافي لا يصبر عليها إلا الصديق ". وقال بعض العرفاء: " الصبر على العافية اشد من الصبر على البلاء ". ولذا لما توسعت الدنيا على الصحابة وزال عنهم ضيق المعاش، قالوا: " ابتلينا بفتنة الضراء فصبرنا، وابتلينا بفتنة السراء فلا نقدر على الصبر عليها ". ومن هنا قال الله ـ سبحانه ـ:
      " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله "[20]. وقال: " إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم "[21].
      ومعنى الصبر على متاع الدنيا: ألا يركن إليه، ويعلم أنه مستودع عنده وعن قريب يسترجع عنه، فلا ينهمك في التنعم والتلذذ، ولا يتفاخر به على فاقده من إخوانه المؤمنين، ويرعى حقوق الله في ماله بالانفاق، وفي بدنه ببذل المعونة للخلق، وفي منصبه باعانة المظلومين، وكذلك في سائر ما أنعم الله به عليه.
      والسر في كون الصبر عليها اشد من الصبر على البلاء: انه ليس مجبوراً على ترك ملاذ الدنيا، بل له القدرة والتمكن على التمتع بها، بخلاف البلاء، فانه مجبور عليه، ولا يقدر على دفعه، فاصبر عليه أسهل. ولذا ترى أن الجائع إذا لم يقدر على الطعام أقدر على الصبر منه إذا قدر عليه.
      وأما ما لا يوافق هواه وطبعه، فله ثلاثة أقسام:
      الأول ـ ما يكون مقدوراً للعبد، كالطاعات والمعاصي. أما الطاعة، فالصبر عليها شديد، لأن النفس بطبعها تنفر عنها، وتشتهي التقهر والربوبية، كما يأتي وجهه. ومع ذلك يثقل عليها بعض العبادات باعتبار الكسل، وبعضها باعتبار البخل، وبعضها باعتبارهما، كالحج والجهاد، فلا تخلو طاعة من اعتبار يشق على النفس ان تصبر عليه، ومع ذلك يحتاج المطيع فيها إلى الصبر في حالات الثلاثة تتضاعف لأجلها الصعوبة، إذ يحتاج إليها قبل العمل في تصحيح النية والاخلاص، وتطهيرها عن شوائب الرياء وفي حالة العمل لئلا يغفل عن الله في اثنائه،ولا يخل بشيء من وظائفه وآدابه، ويستمر على ذلك إلى الفراغ وبعد الفراغ عنه، لئلا يتطرق إليه العجب، ولا يظهر رياء وسمعة. والنهي عن ابطال العمل وعن ابطال الصدقات بالمن والاذى أمر بهذا القسم من الصبر. وأما المعاصي، فلكون جميعها مما تشتهيها النفس، فصبرها عليها شديد، وعلى المألوفة المعتادة اشد، إذ العادة كالطبيعة الخامسة، ولذا ترى أن كل معصية شاعت وتكررت ثقل استنكارها، فان الاستبعاد في مثل لبس الحرير اكثر من الاستبعاد في اطلاق اللسان طول النهار في اعراض الناس، مع ان الغيبة أشد من الزنا، كما انطقت به الأخبار. فإذا انضافت العادة إلى الشهوة، ظهر جندان من جنود الشيطان على جند الله، فيصعب تركها.
      ثم المعصية ان كانت مما يسهل فعلها، كان الصبر عنها اشد، كمعاصي اللسان من الغيبة والكذب، ولو كانت مع ذلك مشتملة على تمام ما تقتضيه جبلة النفس من الاستعلاء والربوبية، كالكلمات التي توجب نفي الغير والقدح فيه، والثناء على ذاتها تصريحاً أو تعريضاً، كان الصبر عنها اشد. إذ مثل ذلك ـ مع كونها مما تيسر فعله وصار مألوفاً معتاداً ـ انضافت ليه شهوتان للنفس فيه: إحداهما نفي الكمال من غيرها، واخراهما اثباته لذاتها. وميل النفس إلى مثل تلك المعصية في غاية الكمال، إذ به يتم ما تقتضيه جبلتها من التفوق والعلو، فصبرها عنها في غاية الصعوبة. وقد ظهر مما ذكر: أن اكثر ما شاع وذاع من المعاصي انما يصدر من اللسان. فينبغي لكل أحد ان يجتهد في حفظ لسانه بتقديم التروي على كلام يريد أن يتكلم به، فان لم يكن معصية تكلم به، والا تركه، ولو لم يقدر على ذلك. وكان لسانه خارجاً عن طاعته في المحاورات، وجبت عليه العزلة والانفراد وتركه التكلم مع الناس، حتى تحصل له ملكة الاقدار على حفظه، ثم صعوبة الصبر وسهولته لما كانت تختلف في آحاد المعاصي باختلاف داعية تلك المعاصي قوة وضعفاً، فينبغي لكل طالب السعادة أن يعلم ان داعية نفسه إلى أي معصية اشد، فيكون سعيه في تركها اكثر. ثم حركة الخواطر باختلاج الوساوس ايسر بكثير من حركة اللسان بقبائح الكلمات. فلا يمكن الصبر عنها اصلا. إلا بأن يغلب على القلب هم آخر في الدين يستغرفه، كمن اصبح وهمومه هم واحد. واكثر جولان الخاطر إنما يكون في فائت لا تدارك له، أو في مستقبل لا بد وان يحصل منه ما هو مقدور. وكيف كان فهو تصور باطل، وتضييع وقت. إذ آلة استكمال العبد قلبه، فإذا غفل القلب في لحظة من ذكر يستفيد به انساً بالله، أو فكر يستفيد به معرفة بالله، ويستفيد بالمعرفة حب الله، فهو مغبون.
      الثاني ـ ما ليس حصوله مقدورا للعبد، ولكنه يقدر على دفعه بالتشفي، كما لو اوذى بفعل أو وقول، أو جنى عليه في نفسه أو ماله، فان حصول الاذية والجناية وان لم يرتبط باختياره، إلا انه يقدر على التشفي من المؤذي أو الجاني بالانتقام منه، والصبر على ذلك بترك المكافآت. وهو قد يكون واجباً، وقد يكون فضيلة، وهو اعلى مراتب الصبر. ولاجل ذلك خاطب الله نبيه (ص) بقوله:
      " واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل "[22]. وبقوله: " فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً "[23]. وبقوله: " ودع أذاهم وتوكل على الله "[24]. وقال: " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور "[25]. وقال: " وإن عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين "[26].
      وقال رسول الله (ص): " صل من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك ". وروى: " أنه (ص) قسم مره مالا، فقال بعض الاعراب من المسلمين: هذه قسمة ما اريد بها وجه الله! فاخبر به رسول الله، فاحمرت وجنتاه، ثم قال: رحم الله أخي موسى، قد اوذي باكثر من هذا فصبر ".
      الثالث ـ ما ليس مقدوراً للعبد مطلقاً، كالمصائب والنوائب. والصبر عليه شديد في غاية الصعوبة، ولا ينال إلا ببضاعة الصديقين، والوصول إليه يتوقف على اليقين التام. ولذا قال النبي (ص): " أسألك من اليقين ما يهون علي مصائب الدنيا ". وقد تقدم بعض الأخبار الواردة في فضيلة هذا القسم من الصبر. وقال (ص): " قال الله: إذا ابتليت عبدي ببلائى فصبر، ولم يشكني إلى عواده، أبدلته لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، فان ابرأته ابرأته ولا ذنب له، وأن توفيته فالى رحمتي ". وقال (ص): " من اجلال الله ومعرفة حقه: ألا تشكو وجعك، ولا تذكر مصيبتك ". وقال (ص): " من ابتلى فصبر، واعطى فشكر، وظلم فغفر، أولئك لهم الامن وهم مهتدون ". وقال (ص): " إن الله ـ تعالى ـ قال لجبرئيل: ما جزاء من سلبت كريمته؟ فقال: سبحانك! لا علم لنا إلا ما علمتنا. قال: جزاؤه الخلود في داري، والنظر إلى وجهي ". وقال داود (ع): " يا رب! ما جزاء الحزين يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن ألبسه لباس الأمان، لا انزعه عنه أبداً ". وقال لابنه سليمان (ع): " يستدل على تقوى المؤمن بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر في ما قد فات ". وروى: " أن من ابتلى بموت ثلاثة أولاد، لم يرد على النار اصلا ".
      المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
      (اختلاف مراتب الصبر في الثواب)
      لما كان الصبر على العافية بمعنى ترك الشهوات المحرمة وعدم الانهماك فيها، فهو راجع إلى الصبر عن المعصية. وعلى هذا، فاقسام الصبر ثلاثة: الصبر على المصائب والنوائب، والصبر على الطاعة، والصبر على المعصية. ثم ما تقدم من الخبر النبوي صريح في كون الأول اقل ثواباً، والآخر أكثر ثواباً، والوسط وسطاً بينهما. وربما ظهر من بعض الأخبار: كون الأول أكثر ثواباً. وابو حامد الغزالي رجح الأول أولا، وبه صرح بعض المتأخرين من اصحابنا للخبر النبوي، ثم رجح الثاني ثانياً محتجاً بما روى عن ابن عباس أنه قال: " الصبر في القرآن على ثلاثة اوجه: صبر على أداء فرائض الله ـ تعالى ـ فله ثلاثمائة درجة، وصبر عن محارم الله ـ تعالى ـ وله ستمائة درجة، وصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، فله تسعمائة درجة ". وبأن كل مؤمن يقدر على الصبر عن المحارم، وأما الصبر على بلاء الله فلا يقدر عليه إلا ببضاعة الصديقين، لكونه شديداً على النفس.
      وعندي: ان القول بكون أحدهما أكثر ثواباً على الإطلاق غير صحيح، إذ القول بأن الصبر عن كلمة كذب أو لبس ثوب من الحرير لحظة اكثر ثواباً من الصبر على موت كثير من أعز الأولاد بعيد، وكذا القول بأن الصبر على فقد درهم اكثر ثواباً من كف النفس عن كبائر المعاصي وفطامها عن ألذ اللذات والشهوات مع القدرة عليها أبعد، فالصواب: التفصيل بأن كل صبر من أي قسم كان من الثلاثة إذا كان على النفس أشد واشق فثوابه اكثر مما كان اسهل وأيسر، كائناً ما كان، لما ثبت وتقرر ان أفضل الأعمال احمزها، وبه يحصل الجمع والتلاؤم بين الأخبار.
      المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
      20-آية عن الصبر على الأبتلاء

      1- قال الله تعالى: (( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ <> لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور )) .(الحديد:22-23)
      ما أصاب من مصيبة في الأرض : أي بالجدب وذهاب المال .
      ولا في أنفسكم : أي بالمرض وفقد الولد .
      إلا في كتاب من قبل من نبرأها: أي في اللوح المحفوظ قبل أن نخلقها .
      إن ذلك على الله يسير: أي سهل ليس بالصعب .
      لكيلا تأسوا على ما فاتكم: أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي مما تحبون من الخير .
      ولا تفرحوا بما آتاكم: أي بما أعطاكم فرح البطر أما فرح الشكر فهو مشروع .

      2- قال الله تعالى: (( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)).(التغابن-11)

      3- قال الله تعالى: ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون )).(التوبة-51)

      4- قال الله تعالى: ((يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور )).(القمان-17)

      5- قال الله تعالى: (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم )). (يونس-107)

      6- قال الله تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )).(محمد-31)

      7- قال الله تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ <> الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ <> أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )). (البقره:155-157)
      لابتلاء: الاختبار والامتحان لإِظهار ما عليه الممتحن من قوة أو ضعف .
      الصبر: حمل النفس على المكروه وتوطينها على احتمال المكاره .
      المصيبة: ما يصيب العبد من ضرر في نفسه أو أهله أو ماله .
      الصلوات: جمع صلاة وهي من الله تعالى هنا المغفرة لعطف الرحمة عليها .
      ورحمة: الرحمة الإِنعام وهو جلب ما يسر ودفع ما يضر ، وأعظم ذلك دخول الجنة بعد النجاة من النار.
      المهتدون: إلى طريق السعادة والكمال بإيمانهم وابتلاء الله تعالى لهم وصبرهم على ذلك .

      8- قال الله تعالى: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )).(البقره-216)

      9- قال الله تعالى: (( وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)). (الأنفال-46)

      10- قال الله تعالى: (( وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)).(النحل-126)

      11- قال الله تعالى: ((الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )). (النحل-42)

      12- قال الله تعالى: (( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)).(آل عمران-146)

      13- قال الله تعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )). (آل عمران-142)

      14- قال الله تعالى: (( وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)). (هود-115)

      15- قال الله تعالى: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)). (الزمر-10)

      16- قال الله تعالى: ((وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).(النحل-96)

      17- قال الله تعالى: ((إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)).(هود-11)

      18- قال الله تعالى: ((وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)). (الأحزاب-35)

      19- قال الله تعالى: ((وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار)). (الرعد:24)

      20- قال الله تعالى: ((وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)). (الإنسان-12)

      الموضوع منقول

      اللهم صل على محمد وال محمد

      بورك كاتبنا الذي يفيض علينا وعياًونوراً فيزيدنا فرحة وسروراً

      اخي الفاضل
      (صادق مهدي حسن )

      ومبارك لكم شهرنا الجديد وشكري لتوالي ردودكم على محوركم التي لا استطيع ان اوفّيها شكرا

      وانما هي بعين امامي المنتظر المهدي عليه السلام ليزيدكم من كل خير ووعي وفهم ....


      وحويتم الموضوع من اغلب جوانبه واكثر الاحاديث الواردةعنه وسادخل معكم باحاديث نبوية

      نجعلها كومضات نور للتزود من خير كلامهم النوراني ومنها :

      ((الصبر كنز من كنوز الجنة ))


      ((افضل الاعمال مااُكرهت عليه النفوس ))

      وروي ان الله اوحى الى داود عليه السلام :

      ياداود تخلق باخلاقي وان من اخلاقي أني أنا الصبور .


      وقد افضت علينا مشكورا الكثير من الاحاديث الشريفة ايضا ،

      لكن .،،،،

      مايحتاجه الانسان هو التامل والتدبر بين فترة واخرى بتلك الاحاديث وكذلك التطبع بها شيئا فشيئا

      حتى لو لم تكن طبعا وخُلقا لدى الانسان

      ومرة بعد اخرى سيجد الانسان حلاوة الصبر لانه بعين الله تعالى وسيكون ذلك الامر معه كملكة

      ثابتة بالنفس تعلقت بها ولا تستطيع التخلي عنها لانها جزء منها

      طبعا هذا الامر لن يكون بيوم وليلة خصوصا لمن هو عصبي الطبع او سريع النفور من الابتلاءات

      وقليل الصبر فيها ولكن يكون بعد مدة قد تكون طويلة صابرا وشاكرا

      وهذا هو فضل ترويض النفس واكسابها مكارم الاخلاق

      والاّ فليس الجميع متكاملي الصفات بل الكل بشر وخطائون

      لكن يبقى الانسان الواعي مستكملا لفضائله التي يرتفع ويتكامل بها مع طول ايام وسنوات عمره ....


      ونسال الله ان نكون من العاملين بما نعلم ووفقكم الباري لكل خير وصلاح وفضيلة وهدى ....















      تعليق


      • #23
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        ماشاء الله لاقوة الا بالله
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
        ان الله سبحانه عندما جعل دار الدنيا دار بلاء(فقرا او غنى او فقد عزيز اوووو)وتمحيص واختبار لا لاجل ان يذل عبده ويشقيه وانما ارادان يوصله الى الكمال الروحي والمعنوي وينجيه من التعلق بالامور الحقيرة الفانية للدنيا لكي نتحرر من أسرها وبما ان مصائب الدنيا كلها على اساس الحساب والقضاء والقدر الالهي ولايقع شئ بدون حساب لذا جعل الله مقابل ذلك منجيات تشحن طاقة الايمان وتوصل للكمال المعنوي وتقرب الى الله وتخطى ذلك البلاء بوافر الجزاء والثواب فصبر الانسان على طاعة الله وعدم معصيته والاستمرار في شكر النعمة التي انعم الله بها على عبده يؤدي ذلك الى زيادة النعمة الالهية له ومن هذه المنجيات الصبر,,
        فالصبرهو حالة الصمود والاستقامة والثبات في مواجهة المشاكل وهو من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ..وان خير واوسع مااعطى الله لعبده هو الصبر بدليل قول الرسول الاكرم ص.اله:من يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومااعطي عبد عطاءآهو خير واوسع من الصبر..
        فكل انسان ان اراد الراحة في هذه الدنيا والثواب في الاخرة عليه ان يصبر ويسلم امره الى الله ويرضى بقضاءالله وقدره ويعالج البلاء بتعقل وهدوء
        وان افضل الصبر هو الصبر على ترك الذنوب ومن ثم الصبرعلى الطاعة ومن ثم الصبر على البلاء والمصائب كما في الاحاديث المتوالية :عن الامام الباقرع قال:الجنة محفوفة بالمكاره والصبر فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة, وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار..وعن صادق العترة ع قال:من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل اجر الف شهيد..
        اما علامة الصابر فيوضحها الرسول الاكرم ص.اله:اولها ان لايكسل,ثانيها ان لايضجر ,وثالثها ان لايشكو من ربه لانه اذا كسل فقد ضيع الحق,واذا ضجر لم يؤد الشكر,واذا شكا من ربه فقد عصاه..
        الاخت العزيزة ام سارة شاكرين اختيارك النافع للفضيلة الذهبية نسال الله ان يجعلنا ممن يتحلون بها حقا وللاخ الكاتب موفق ان شاء الله
        سالت الله ان يرزقكم شفاعة الطاهرة الصديقة عليها السلام

        تعليق


        • #24
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ماشاء الله لاقوة الا بالله
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
          ان الله سبحانه عندما جعل دار الدنيا دار بلاء(فقرا او غنى او فقد عزيز اوووو)وتمحيص واختبار لا لاجل ان يذل عبده ويشقيه وانما ارادان يوصله الى الكمال الروحي والمعنوي وينجيه من التعلق بالامور الحقيرة الفانية للدنيا لكي نتحرر من أسرها وبما ان مصائب الدنيا كلها على اساس الحساب والقضاء والقدر الالهي ولايقع شئ بدون حساب لذا جعل الله مقابل ذلك منجيات تشحن طاقة الايمان وتوصل للكمال المعنوي وتقرب الى الله وتخطى ذلك البلاء بوافر الجزاء والثواب فصبر الانسان على طاعة الله وعدم معصيته والاستمرار في شكر النعمة التي انعم الله بها على عبده يؤدي ذلك الى زيادة النعمة الالهية له ومن هذه المنجيات
          الصبر,,
          فالصبرهو حالة الصمود والاستقامة والثبات في مواجهة المشاكل وهو من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ..وان خير واوسع مااعطى الله لعبده هو الصبر بدليل قول الرسول الاكرم ص.اله:من يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومااعطي عبد عطاءآهو خير واوسع من الصبر..
          فكل انسان ان اراد الراحة في هذه الدنيا والثواب في الاخرة عليه ان يصبر ويسلم امره الى الله ويرضى بقضاءالله وقدره ويعالج البلاء بتعقل وهدوء
          وان افضل الصبر هو الصبر على ترك الذنوب ومن ثم الصبرعلى الطاعة ومن ثم الصبر على البلاء والمصائب كما في الاحاديث المتوالية :عن الامام الباقرع قال:الجنة محفوفة بالمكاره والصبر فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة, وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار..وعن صادق العترة ع قال:من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل اجر الف شهيد..
          اما علامة الصابر فيوضحها الرسول الاكرم ص.اله:اولها ان لايكسل,ثانيها ان لايضجر ,وثالثها ان لايشكو من ربه لانه اذا كسل فقد ضيع الحق,واذا ضجر لم يؤد الشكر,واذا شكا من ربه فقد عصاه..
          الاخت العزيزة ام سارة شاكرين اختيارك النافع للفضيلة الذهبية نسال الله ان يجعلنا ممن يتحلون بها حقا وللاخ الكاتب موفق ان شاء الله
          سالت الله ان يرزقكم شفاعة الطاهرة الصديقة عليها السلام

          تعليق


          • #25
            المشاركة الأصلية بواسطة المناقش مشاهدة المشاركة
            بسمه تعالى نبتدئ ونعطف بالسلام من الله عليكم اعضاء ومشرفين وبالخصوص الاستاذة مقدمة البرنامج ولايفوتني مقام الاستاذ الدكتور صاحب الموضوع

            هذه اول مشاركة لي في منتداكم ولي الشرف ان تكون في هذا القسم
            اولا ومن هذا المنبر نتقدم بالتبريكات لكم وللامة الاسلامية بداية الهجرة النبوية والتي هي بداية السنة الهجرية عندنا نحن الشيعة

            وادخل في صلب الموضوع موضوع المحور واقول فيه هناك لعله حدث سهوا من جناب الدكتور بقوله:
            [وهذه الابتلائات سببها الرئيسي هو الشيطان] لان الله جل اسمه الشريف هو سبب الابتلاءات بقوله في كتابه العزيز [أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ]
            وقال في آية أخرى: [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ]
            وقال أيضاً:
            [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ]
            وواضح من خلال هذه الآيات الجليلات القدر وغيرها ان سبب الابتلاء هو الله جل اسمه وعز ذكره
            وما الشيطان الا جزء من الابتلاءات التي يتعرض لها المؤمن

            والمؤمن الكيّس هو من يصبر على تلك الابتلاءات التي تصيبه وبالصبر تُرفع الدرجات/ وكلما زاد صبر المؤمن زاد قربا من الله
            وعلى هذا نجد الانبياء والاولياء هم الاقرب لانه صبروا على مالايصبر غيرهم عليه
            واشد صبرا هم النبي واهل بيته الكرام الصادقين المصطفين
            لهذا كانوا هم الاقرب

            وختاما ارجو ان لاتكون مداخلتي سببا في تعكير صفو محوركم، وان حدث فالصفح من شيم الكرام

            اللهم صل على محمد وال محمد

            اهلا وسهلا بالاخ الفاضل
            (المناقش )

            والذي لمسنا وعيه من اول رد له

            وبورك انضوائكم تحت لواء الجود والكرم بمنتدانا الاروع (منتدى الكفيل )

            ونتفق معكم ان الشيطان سبب كل سوء وشر ولكن قد تكون الابتلاءات نتيجة :


            -ذنوب وخطايا ارتكبها الانسان بحياته

            فيبتليه الباري ليخفف من عقابه يوم القيامة ومنها الامراض التي تحط ذنوب الانسان لترجعه صفحة بيضاء لربه


            -او قد يكون الابتلاء لرفع الدرجات وعلو المنزلة كما هو حال الصالحين والانبياء والصدّيقين

            -او قد يكون زيادة للحسنات وتثقيلا لميزان الانسان بالاجر

            وفي كل الحالات يكون الباري رحيما وعطوفا مع عبده الذي لايريد ان يوجه له باصابته بمحنة كُرها او انتقاما

            بل هو خير وبركة لنيل الرضوان ورفيع الجنان او للتنبيه والتوجيه والتذكير له بانه


            ضعيف لاطاقة له على محاربة جبار السموات

            والارض بالمعاصي التي تزيده بُعدا من ربه وخالقه الرؤف الرحيم


            ولكم شكرنا على مداخلتكم الطيبة التي زادت موضوعكم الحواري نورا ووعيا

            بوركتم













            تعليق


            • #26
              المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة
              شهر مبارك ان شاء الله على كل إخواننا واخواتنا الكرام
              نجتمع الآن في ظل صاحب اللواء على محبة أهل البيت (ع)
              لنتحاور بموضوع الابتلاءات والصبر عليها
              ان عرفنا ان الابتلاء هو للتمحيص والاختبار ورضينا بقضاء الله تعالى سيمر البلاء علينا ونحن مأجورين وعلى قدر قربنا من الله أيام الرخاء سيكون الله اقرب لحظات الشدة
              ففي الحديث شريف ( أحفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده أمامك تعرف اليه في الرخاء يعرفك بالشدة وإذا سالت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو ان الخلق كلهم جميعاً أرادوا ان ينفعوك بشئ لم يكتبه الله لم يقدروا عليه وان أرادوا ان يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه واعلم ان في الصبر على ما تكره خيراً كثيرا وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا
              فما احلى الصبر الجميل متعنا الله وإياكم بالصبر والإيمان


              اللهم صل على محمد وال محمد

              بورك عليك الشهر الكريم ايتها العزيزة الغالية والمتواصلة الراقية اختي
              (المستغيثة بالحجة )


              وشكري لكلماتك الواعية التي صدرت من قلب صبور شكور ....

              وبودي ان اتواصل معك بطريقة اخرى لتخطي المحن والابتلاءات في حياتنا حتى قبل وقوعها :


              وهي القراءة والثقافة سواء عبر كل وسائل التثقيف الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة

              من خلال التفاعل مع قصص الصابرين والشاكرين لله في الباساء والضراء

              ومنها قصص كثيرة تحمل لنا العجب في طياتها وكذلك الرضا والتسليم مع التفويض للامور كلها بيد الباري

              ليختار لنا الافضل ويوقته بالتوقيت الاكمل

              فكثيرا ما جزعنا من امر والمنا واحزننا واخذ منا كل ماخذ لكن بعد مدة وجدنا ان الصلاح بما اختاره الله لنا

              ونندم ان لو كنا من الصابرين لحزنا على اجرهم اضافة لهدوء الروح ورضاها بما قسم الله لها

              فكثيرا مانردد ان المصيبة على الصابر واحدة وعلى الجازع اثنتان


              ولهذا فعلينا التواصل مع كل مايصبرنا ويحصن نفوسنا وكل من حولنا بطاقة الصبر والذكر والشكر


              جعلك الباري من الصابرات الشاكرات ولك شكري لمرورك العطر ....



              تعليق


              • #27
                ما شاء الله لقد أجاد الأخوة والأخوات بما فاضت به أقلامهم الرائعة

                فأغنوا الموضوع بافكارهم القيّمة فجزاهم الله احسن جزاء المحسنين

                وجزاكِ الله أحسن الجزاء أيتها الرائعة ( مقدمة البرنامج )

                على حسن اختياركِ للمواضيع في هذا المحور المبارك

                بسم الله الرحمن الرحيم

                ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذي جاهدوا منكم ويعلم الصابرين))

                في هذه الآية المباركة إرتباط وثيق بين الجهاد والصبر ودخول الجنة ,

                والجهاد الذي يقول عنه أمير المؤمنين عليه السلام انه باب فتحه الله لخاصة أوليائه لا يمكن ان يتحقق الا بالصبر

                والجهاد ليس فقط في ساح الوغى وإنما يحوي عناوين كثيرة

                فالعبادات تحتاج الى مجاهدة وصبر حتى يُؤتى بها بشكلها الصحيح ,

                والعلاقات الإجتماعية تحتاج الى مجاهدة الهوى والصبر على معاشرة الناس بمختلف ميولهم لتكون علاقات يحكمها الحب في الله والبغض في الله

                والعلاقات الأُسرية تحتاج الى جهاد وصبر لكي تكون أُسرنا مدارس إلهية تُخرّج رساليين منتظرين لصاحب الأمر ,

                وأعظم الصبر ما نحن فيه من صبر على غياب مولانا محيي الشريعة صاحب العصر والزمان روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفدا

                وهكذا هي الحال في جميع شؤوننا لا يمكن أن نحقق النجاحات الا بالصبر والجهاد حتى ندخل جنة الراحة والرضا والطمأنينة

                أسال الله سبحانه وتعالى ان يمنّ علينا بالفرج بعد هذا الصبر ,

                وأن يكون صبرنا صبر العاملين والمجاهدين حتى نحظى باللقاء الشريف منى القلوب وقرّة العيون






                ياأيها المصباح كلُّ ضلالة

                لمّا طلعتَ ظلامُها مفضوحُ

                ياكبرياء الحقِّ أنتَ إمامه


                وبباب حضرتكَ الندى مطروحُ

                تعليق


                • #28
                  المشاركة الأصلية بواسطة ~ أين صاحب يوم الفتح ~ مشاهدة المشاركة

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبوركتم لهذا الإنتقاء المتميز ،،

                  الصبر وما أدراك ما الصبر !! فعلا لا نعلم تلك المرتبة التي إستحق بها الصبر أن يكون رأس الإيمان إذ لا إيمان بدونه !!
                  ولكن مما وردنا من الآيات والأحاديث النبوية والروايات الواردة عن أهل البيت (سلام الله عليهم ) نستطيع أن نتصور عظم خطر تلك المنزلة ،ورفعة مستوى الصابرين حيث
                  ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ))
                  فللصبر نتائج عظمى إذ أن عاقبته خيرا وفرجا ،،لذلك دائما نردد (من صبر ظفر )) أو ((الصبر مفتاح الفرج ))
                  والظفر ليس في الحياة الدنيا فقط فلربما يطول بلاءنا ولا تكون نهايته في هذه الحياة ،بل في حياة إخرى ،،فقد يكون الظفر والفرج في الآخرة ،،
                  ففي القسمين خير وسعادة ،،لذلك يجب أن نمرن ونوطن أنفسنا على الصبر دوما
                  ،

                  فعَنْ أَبِي بَصِير قَالَ: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السّلام يَقُولُ: إنَّ الحُرَّ حُرٌّ عَلَى جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا، وَإِنْ تَدَاكَّتْ عَلَيْهِ المَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْهُ، وَإِنْ أُسِرَ وَقُهِرَ، وَاسْتُبْدِلَ بِاليُسْر عُسْراً، كَمَا كَانَ يُوسُفُ الصِّدّيقُ الأمينُ لَمْ يُضْرِرْ حُرِيَّتَهُ أَنِ استُعْبِدَ وَقَهُرَ، وَأُسِرَ وَلَمْ تُضْرِرْهُ ظُلْمَةُ الجُبِّ وَوَحْشَتُهُ وَمَا نَالَهُ أنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَ الجَبَّارَ العَاتِيَ لَهَ عَبْداً بَعْدَ إِذْ كَانِ [ لَهُ ] مَالِكاً، فَأَرْسَلَهُ وَرَحِمَ بِهِ أُمَّةً وَكَذلِكَ الصَّبْرُ يُعَقِّبُ خَيْراً فَاصْبِرُوا وَوَطِّنُوا أنْفُسَكُمْ عَلَى الصَّبْر تؤجروا »



                  وفي الكافي الشريف مستنداً إلى الإمام الصادق عليه السلام قال: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وأله وسلم ـ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُنَالُ فِيهِ المُلْكُ إلاّ بِالقَتْلِ وَالتَّجَبِّرِ، وَلاَ الغِنَى إلاّ بِالغَضْبِ وَالبُخْلِ، وَلاَ المَحَبَّةُ إلاّ بِاسْتِخْرَاجِ الدَّينِ وَاتِّبَاعِ الهَوى، فَمَنْ أَدْرَكَ ذلِكَ الزَّمَانَ فَصَبَرَ عَلَى الفَقْرِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الغِنَى وَصَبَر عَلَى البِغْضَةِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى المَحَبَّةِ وَصَبَرَ عَلَى الذُّلِّ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى العِزِّ أَتَاهُ اللهُ ثَوَابَ خَمْسِينَ صِدِّيقاً مِمَّنْ صَدَّقَ بِي»

                  اللهم إنا نسألك أن تلهمنا صبرا ننال به الدرجات العلا ونحصل منك به الرضا ،،بحق محمد وآل محمد الصابرين سلام الله عليهم أجمعين

                  ((ربنا أفرغ علينا صبرا))


                  اللهم صل على محمد وال محمد


                  عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                  اهلا وسهلا بالعزيزة الغالية التي طال غيابها عن محورها ونسال الله ان يكون المانع خيرا

                  وبورك ردك الطيب اختي الطيبة
                  (اين صاحب يوم الفتح )

                  وشكري للاحاديث المباركة التي اوردتيها بخصوص الصبر وبودي ان

                  اتواصل معك باعمال تمنح الانسان القوة والطاقة على الصبر والجلد

                  عند النوائب ومنها مجربات كثيرة نعرفها ونتداولها كلنا في حال الابتلاءات التي تهز الروحوالوجدان وهي كثيرةجدا


                  من مثل الختومات والاعمال والادعية والزيارات كزيارة عاشوراء التي يلتزم بها المبتلى بهم او غم او حزن

                  وهي مجربة لما تزود به الانسان من طاقة تجدد الروحانية فيه وتربطه مع امامه عليه السلام

                  وترفع الطاقة الشفائية والمقاومة لديه لكل هم وغم ومنها :

                  الابيات الشعرية لامير البلاغة الامام علي بن ابي طالب


                  وكم لله من لطفٍ خفيٍّ يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
                  وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ
                  وكم أمرٍ تساءُ به صباحاً وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُ بالعَشِيِّ
                  إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فَثِقْ بالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
                  تَوَسَّلْ بالنَّبِيِّ فَكُلّ خَطْبٍ يَهُونُ إِذا تُوُسِّلَ بالنَّبِيِّ
                  وَلاَ تَجْزَعْ إذا ما نابَ خَطْبٌ فكم للهِ من لُطفٍ خفي



                  بوركتي واسعدني مرورك المشرق













                  تعليق


                  • #29
                    المشاركة الأصلية بواسطة متيمة العباس مشاهدة المشاركة
                    ما شاء الله لقد أجاد الأخوة والأخوات بما فاضت به أقلامهم الرائعة

                    فأغنوا الموضوع بافكارهم القيّمة فجزاهم الله احسن جزاء المحسنين

                    وجزاكِ الله أحسن الجزاء أيتها الرائعة ( مقدمة البرنامج )

                    على حسن اختياركِ للمواضيع في هذا المحور المبارك

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذي جاهدوا منكم ويعلم الصابرين))

                    في هذه الآية المباركة إرتباط وثيق بين الجهاد والصبر ودخول الجنة ,

                    والجهاد الذي يقول عنه أمير المؤمنين عليه السلام انه باب فتحه الله لخاصة أوليائه لا يمكن ان يتحقق الا بالصبر

                    والجهاد ليس فقط في ساح الوغى وإنما يحوي عناوين كثيرة

                    فالعبادات تحتاج الى مجاهدة وصبر حتى يُؤتى بها بشكلها الصحيح ,

                    والعلاقات الإجتماعية تحتاج الى مجاهدة الهوى والصبر على معاشرة الناس بمختلف ميولهم لتكون علاقات يحكمها الحب في الله والبغض في الله

                    والعلاقات الأُسرية تحتاج الى جهاد وصبر لكي تكون أُسرنا مدارس إلهية تُخرّج رساليين منتظرين لصاحب الأمر ,

                    وأعظم الصبر ما نحن فيه من صبر على غياب مولانا محيي الشريعة صاحب العصر والزمان روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفدا

                    وهكذا هي الحال في جميع شؤوننا لا يمكن أن نحقق النجاحات الا بالصبر والجهاد حتى ندخل جنة الراحة والرضا والطمأنينة

                    أسال الله سبحانه وتعالى ان يمنّ علينا بالفرج بعد هذا الصبر ,

                    وأن يكون صبرنا صبر العاملين والمجاهدين حتى نحظى باللقاء الشريف منى القلوب وقرّة العيون







                    اللهم صل على محمد وال محمد

                    العزيزة الغالية والطيبة الموالية والتي يأنس القلب وهو يقرأ خط كلماتها الراقية

                    ((متيمة العباس ))


                    تقبل الباري عزائكم وشهر خير وبركات عليكم غاليتي

                    وقد نشرتي علينا عطر الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه

                    ونحن في يوم الجمعة المبارك الذي طالما تاملنا به ظهور طلعته الغراء

                    ومن هذا الباب سادخل معك بالقول ان الاحاديث الكريمة تؤكد كثيرا على الدعاء لولي الامر

                    لان فيه فرجكم بالروايات ولان ذلك مما يدخل السرور على قلبه الكبير الصابر


                    ومادعاء الندبة والعهد ودعاء اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن الا مصاديق لذلك الشوق للغائب المنتظر

                    وقد يتسائل الناس ويقولون كيف يكون فرجه فرجنا ...؟؟؟؟؟؟


                    فاقول انه ناموس العصر ومدار الدهر وله الولاية التكوينية والتشريعية

                    فكم من هم وغم ومصاب جلل فادح انفرج عنا بلاؤه باستغاثتنا به وقولنا


                    ياحجة بن الحسن ادركنـــــــــــــــي

                    ياابا صالح المهدي ادركنــــــــــــي


                    وحن قلبي لتلك الابيات التي يقول بها الشاعر حيدر الحلي :





                    مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعهْ

                    فانهض فما أبقى التحمل * غير أحشاء جزوعه

                    قد مزقت ثوب الأسى * وشكت لواصلها القطيعة

                    فالسيفُ إن به شفاءَ * قلوب شيعتِك الوجيعه

                    فسواهُ منهم ليس يُنعش * هذه النفسَ الصريعه

                    طالت حبـال عواتق * فمتى تكون به قطيعه

                    كم ذا القعود ودينكم * هدمت قواعده الرفيعة

                    تنعى الفروعُ أصولَه * وأصولُه تنعى فروعَه

                    فيه تَحَكَّمَ من أباح * اليومَ حوزته المنيعة

                    فاشحذ شَبَا عضبٍ له * الأرواح مذعنة مطيعه

                    إن يدعها خفتْ لدعوته * وإن ثقلت سريعه

                    واطلب به بدم القتيل * بكربلا في خير شيعه

                    ماذا يُهيجُك إن صبرتَ * لوقعة الطف الفضيعه

                    أترى تجئ فجيعةٌ * بأمضَّ من تلك الفجيعه

                    حيث الحسينُ على الثرى * خيلُ‌العدى طحنت ضلوعه

                    قتلتــه آلُ أمـيـة * ظام إلى جنب الشريعة

                    ورضيعُهُ بدم الوريـد * مخضبٌ فاطلب رضيعه

                    يا غيرة الله اهتفـي * بحمية الدين المنيعه

                    وضبا انتقامك جَـرِّدي * لطَلا ذوي البغي التليعه

                    ودعي جنود الله تمـل * هذه الأرض الوسيعه





                    بوركتي عزيزتي وقد اسلتي دموعنا لذكرك لصاحب المصائب العظيمة .....


                    سجلك الباري من انصاره واعوانه وجمعة مباركة














                    تعليق


                    • #30
                      المشاركة الأصلية بواسطة سلوك فاطمة مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      ماشاء الله لاقوة الا بالله
                      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                      ان الله سبحانه عندما جعل دار الدنيا دار بلاء(فقرا او غنى او فقد عزيز اوووو)وتمحيص واختبار لا لاجل ان يذل عبده ويشقيه وانما ارادان يوصله الى الكمال الروحي والمعنوي وينجيه من التعلق بالامور الحقيرة الفانية للدنيا لكي نتحرر من أسرها وبما ان مصائب الدنيا كلها على اساس الحساب والقضاء والقدر الالهي ولايقع شئ بدون حساب لذا جعل الله مقابل ذلك منجيات تشحن طاقة الايمان وتوصل للكمال المعنوي وتقرب الى الله وتخطى ذلك البلاء بوافر الجزاء والثواب فصبر الانسان على طاعة الله وعدم معصيته والاستمرار في شكر النعمة التي انعم الله بها على عبده يؤدي ذلك الى زيادة النعمة الالهية له ومن هذه المنجيات
                      الصبر,,
                      فالصبرهو حالة الصمود والاستقامة والثبات في مواجهة المشاكل وهو من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ..وان خير واوسع مااعطى الله لعبده هو الصبر بدليل قول الرسول الاكرم ص.اله:من يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومااعطي عبد عطاءآهو خير واوسع من الصبر..
                      فكل انسان ان اراد الراحة في هذه الدنيا والثواب في الاخرة عليه ان يصبر ويسلم امره الى الله ويرضى بقضاءالله وقدره ويعالج البلاء بتعقل وهدوء
                      وان افضل الصبر هو الصبر على ترك الذنوب ومن ثم الصبرعلى الطاعة ومن ثم الصبر على البلاء والمصائب كما في الاحاديث المتوالية :عن الامام الباقرع قال:الجنة محفوفة بالمكاره والصبر فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة, وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار..وعن صادق العترة ع قال:من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل اجر الف شهيد..
                      اما علامة الصابر فيوضحها الرسول الاكرم ص.اله:اولها ان لايكسل,ثانيها ان لايضجر ,وثالثها ان لايشكو من ربه لانه اذا كسل فقد ضيع الحق,واذا ضجر لم يؤد الشكر,واذا شكا من ربه فقد عصاه..
                      الاخت العزيزة ام سارة شاكرين اختيارك النافع للفضيلة الذهبية نسال الله ان يجعلنا ممن يتحلون بها حقا وللاخ الكاتب موفق ان شاء الله
                      سالت الله ان يرزقكم شفاعة الطاهرة الصديقة عليها السلام
                      اللهم صل على محمد وال محمد

                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


                      واهلا وسهلا بالعزيزةالطيبة
                      (سلوك فاطمة )

                      وبوركت كلماتك الراقية عن الصبر وتوضيحك لصفات الصابر الذي سيكون مأجورا ومذخورا له كل ما قدمه من جلد

                      وتحمل ومقاساة من سوء حال في رزق او عافية او فقد او الم ....

                      وبودي ان ادخل لباب كبير دخله اهل البيت عليهم السلام للاستعانة به على انقضاء المحن وتقوية النفس

                      وهو باب الدعاء ومن اول مايرد في ذهننا عندما نستذكر باب الادعية

                      تلك الصحيفة السجادية الزاخرة والعامرة بعشرات الادعية التي يتجول الانسان بينها


                      وكانه في حديقة غنّاء ليختار منها مايليق بحاله من دعاء للشكر او الذكر او لابويه او لاولاده او لطلب حاجة

                      او لشدة وقعت والمّت به ....

                      من دعائه(عليه السلام) عند الشدّة والجهد وتعسّر الاُمور....


                      أَللَّهُمَّ إنَّكَ كَلَّفْتَنِي مِنْ نَفْسِي مَا أَنْتَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي، وَقُدْرَتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيَّ أَغْلَبُ مِنْ قُدْرَتِي، فَأَعْطِنِي مِنْ نَفْسِي مَا يُرْضِيْكَ عَنِّي، وَخُذْ لِنَفْسِكَ رِضَاهَا مِنْ نَفْسِي فِي عَافِيَة. أللَّهُمَّ لاَ طَاقَةَ لِي بِالجَهْدِ، وَلاَ صَبْرَ لِي عَلَى البَلاَءِ، وَلاَ قُوَّةَ لِي عَلَى الْفَقْرِ، فَلاَ تَحْظُرْ عَلَيَّ رِزْقِي، وَلاَ تَكِلْنِيْ إلَى خَلْقِكَ بَلْ تَفَرَّدْ بِحَاجَتِي، وَتَولَّ كِفَايَتِي، وَانْظُرْ إلَيَّ وَانْظُرْ لِي فِي جَمِيْعِ اُمُورِي، فَإنَّكَ إنْ وَكَلْتَنِي إلَى نَفْسِي عَجَزْتُ عَنْهَا، وَلَمْ اُقِمْ مَا فِيهِ مَصْلَحَتُهَا، وَإنْ وَكَلْتَنِي إلَى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِي....




                      ولك كل الشكر وخالص الامتنان لتواصلك العطر ....
















                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X