بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اسْتَجِيْبُوا للهِ وَلِلرَّسُوْلِ إذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيْكُمْ)
إن دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الأسلام دعوةً إلى العيش في حياة حقيقية ،حياة جامعة , تجمع كل محتوى الاسلام في مفهوم الحياة , الحياة الكاملة بمفهومها الواسع والتي شمل كل ما هو مؤثر في الأنسان معنويا وماديا
ونحن إذا دعانا شخص بمثل هذه الدعوة فهل يمكن أن نغض الطرف عن دعوته ولا نرى من واجبنا حتى التحقيق في الأمر؟.
الأنسان يعشق الكمال، ويعتبر هذا العشق عشقاً خالداً عند كل الناس، يبقى أن كل إنسان يرى كماله في شيء معين، فيذهب نحوه، والبعض يذهبون باتجاه السراب بدل الماء ويلهثون خَلْفَ القيم الوهمية والكمالات الخيالية ويتصورونها واقعاً , تحركه غريزة حب المنفعة ودفع الضرر , التي يجد الأنسان على ضوئها بأنه ملزم أن يكون له تعامل جاد مع كل موضوع يتعلق بمصيره (بلحاظ النفع والضرر).
أن هذا العشق للكمال والميل نحو المصالح المعنوية والمادية ودفع كل انواع الضرر يجبر الانسان على التحقيق حتى في مواضع الاحتمال، وكلما كان هذا الأحتمال أقوى، وذلك النفع والضرر أعظم، كان التحقيق والنظر أوجب.
وقضية الاَيمان بالله والبحث عن الدين تعتبر من هذه القضايا بلا شك. لأن هنالك في محتوى الدين كلام عن القضايا المصيرية.
هنا يريد القرآن بهذا التعبير أن يُوجد حافز الحركة نحو التحقيق حول الدين في كل من له القابلية على هذه الحركة.
يقول الراغب في كتاب ( المفردات ): إن حقيقة ( الاستجابة) هي السعي والقابلية على إستلام الجواب، ولأن هذا الموضوع ينتهي عادةً بالجواب فقد فسروه بمعنى ( الاَجابة)
تعليق