بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سؤال:
لماذا لم تحتج سيدتنا الزهراء عليها السلام بالعصمة عندما طالبها (الاول) بأن تأتي بالشهود في حادثة فدك ؟
فالسلفية يرون هذا دليلاً قاطعاً على عدم عصمتها فإن كانت معصومة فكان لها أن تحتج عليه ؟
الجواب:
لايمكن أن تحتج الزهراء (ع) على الاول (ابي بكر) في مقام إثبات الدعوى بالعصمة، لأن أصل المحاجة بين المتنازعين تقتضي عدم تسليم كل منهما بعصمة الآخر، حيث لا يتصور أن تقوم محاجة حقيقية بين معصوم وآخر غير معصوم مع تسليم الأخير بعصمة الأول، إذ لو كان يعترف بالعصمة له من أول الأمر لسلّم للمعصوم ولم ينازعه في شيء .
ثم إن الاحتجاج والمحاجة بين طرفين هو فرع عدم تسليم كل منهما بعصمة الآخر، إذ أن الاحتجاج هو إقامة الحجة على الخصم، وهذا يقتضي الندية بينهما لا أن يكون أحدهما في مقام ورتبة دون مقام ورتبة الآخر، فكيف إذا كان نفس المقام قاطع لكل حجة كما هو الحال في مقام المعصوم فإنه مقام الحجية المهيمنة على كل حجة فكيف تعارض حجيتها (نعني العصمة) بحجة ترتد إليها؟! .
ولذلك لا يمكن أن تحتج الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر بالعصمة. نعم، يجوز لها أن تتنزل عن مقام المعصوم لتصحيح أصل المحاجة بينها وبينه ، لاسيما وأنها تعلم بعدم تسليم أبي بكر لها برتبة العصمة .
ومن هنا جاز لها أن تحتج بما يعتقد أبو بكر بحجيته كالقرآن الكريم وسنة النبي (ص) ، وقد فعلت ذلك.
فأما أن ابابكر لم يسلم بما احتجت به فهذا أمر آخر .
وبعبارة أخرى، فإن إثبات العصمة لا يمكن أن يتم بادعاء العصمة كما قد يتوهم هذا المعترض ، بل تثبت العصمة بدليل آخر كدليل العقل والقرآن والخبر المتواتر.
والشيعة قد استدلوا على عصمة الأئمة (عليهم السلام) بهذه الادلة، وعلى أساسها قام أصل الإمامة في كتب أصول الدين.
ولو سلمنا بإمكان احتجاج الزهراء (ع) بالعصمة على الاول (أبي بكر)، فلا نسلم أن (الاول)يدرك معناها، ففكرة العصمة لم تكن متبلورة في أذهان الناس آنذاك . ولو تنزلنا وقلنا بأنه قادر على فهم معنى العصمة فلا نسلم بأنه يؤمن بها، بل الظاهر من بعض الشواهد التاريخية أن ابابكر(الاول) وعمر(الثاني) وكذا أغلب الصحابة لم يثبتوا العصمة للنبي (ص) ولذا بدرت منهم كثير من التصرفات التي إن دلت على شيء فإنها تدل على عدم اعتقادهم بعصمته (ص)! فوصفه بأنه يهجر ـ كما فعل الثاني ـ دليل على أنهم كانوا ينظرون إلى النبي (ص) كرجل عادي يخطئ ويصيب.
وأما بالنسبة إلى أبي بكر فإنه جوّز على الزهراء أن تأتي بالخطيئة، كما جاء في خبر احتجاج أمير المؤمنين (ع) في قضية فدك.
فإذا كان ممن يجوز الخطيئة عليها فكيف يصح منها أن تحتج عليه بعصمتها ؟؟
------------------------------------------------------------------
للامانة(منقول مع التلخيص)
اللهم صل على محمد وآل محمد
سؤال:
لماذا لم تحتج سيدتنا الزهراء عليها السلام بالعصمة عندما طالبها (الاول) بأن تأتي بالشهود في حادثة فدك ؟
فالسلفية يرون هذا دليلاً قاطعاً على عدم عصمتها فإن كانت معصومة فكان لها أن تحتج عليه ؟
الجواب:
لايمكن أن تحتج الزهراء (ع) على الاول (ابي بكر) في مقام إثبات الدعوى بالعصمة، لأن أصل المحاجة بين المتنازعين تقتضي عدم تسليم كل منهما بعصمة الآخر، حيث لا يتصور أن تقوم محاجة حقيقية بين معصوم وآخر غير معصوم مع تسليم الأخير بعصمة الأول، إذ لو كان يعترف بالعصمة له من أول الأمر لسلّم للمعصوم ولم ينازعه في شيء .
ثم إن الاحتجاج والمحاجة بين طرفين هو فرع عدم تسليم كل منهما بعصمة الآخر، إذ أن الاحتجاج هو إقامة الحجة على الخصم، وهذا يقتضي الندية بينهما لا أن يكون أحدهما في مقام ورتبة دون مقام ورتبة الآخر، فكيف إذا كان نفس المقام قاطع لكل حجة كما هو الحال في مقام المعصوم فإنه مقام الحجية المهيمنة على كل حجة فكيف تعارض حجيتها (نعني العصمة) بحجة ترتد إليها؟! .
ولذلك لا يمكن أن تحتج الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر بالعصمة. نعم، يجوز لها أن تتنزل عن مقام المعصوم لتصحيح أصل المحاجة بينها وبينه ، لاسيما وأنها تعلم بعدم تسليم أبي بكر لها برتبة العصمة .
ومن هنا جاز لها أن تحتج بما يعتقد أبو بكر بحجيته كالقرآن الكريم وسنة النبي (ص) ، وقد فعلت ذلك.
فأما أن ابابكر لم يسلم بما احتجت به فهذا أمر آخر .
وبعبارة أخرى، فإن إثبات العصمة لا يمكن أن يتم بادعاء العصمة كما قد يتوهم هذا المعترض ، بل تثبت العصمة بدليل آخر كدليل العقل والقرآن والخبر المتواتر.
والشيعة قد استدلوا على عصمة الأئمة (عليهم السلام) بهذه الادلة، وعلى أساسها قام أصل الإمامة في كتب أصول الدين.
ولو سلمنا بإمكان احتجاج الزهراء (ع) بالعصمة على الاول (أبي بكر)، فلا نسلم أن (الاول)يدرك معناها، ففكرة العصمة لم تكن متبلورة في أذهان الناس آنذاك . ولو تنزلنا وقلنا بأنه قادر على فهم معنى العصمة فلا نسلم بأنه يؤمن بها، بل الظاهر من بعض الشواهد التاريخية أن ابابكر(الاول) وعمر(الثاني) وكذا أغلب الصحابة لم يثبتوا العصمة للنبي (ص) ولذا بدرت منهم كثير من التصرفات التي إن دلت على شيء فإنها تدل على عدم اعتقادهم بعصمته (ص)! فوصفه بأنه يهجر ـ كما فعل الثاني ـ دليل على أنهم كانوا ينظرون إلى النبي (ص) كرجل عادي يخطئ ويصيب.
وأما بالنسبة إلى أبي بكر فإنه جوّز على الزهراء أن تأتي بالخطيئة، كما جاء في خبر احتجاج أمير المؤمنين (ع) في قضية فدك.
فإذا كان ممن يجوز الخطيئة عليها فكيف يصح منها أن تحتج عليه بعصمتها ؟؟
------------------------------------------------------------------
للامانة(منقول مع التلخيص)
تعليق