بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
وبعد فقد روى في البحار ج 55 ص 177 :
من كتاب الدلائل [عن أيوب، قال] قال فتح بن يزيد الجرجاني: ضمني وأبا الحسن عليه (1) السلام الطريق من صرفي من مكة إلى خراسان، وهو صائر إلى العراق فسمعته وهو يقول: من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع. قال: فتلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام وأمرني بالجلوس وأول ما ابتدأني به أن قال: يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق، وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي يعجز الحواس أن تدركه، والاوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والابصار عن الاحاطة به.
جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، و قرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال كيف و أين الاين فلا يقال أين، إذ هو منقطع الكيفية والاينية. هو الواحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فجل جلاله. بل كيف يوصف بكنهه محمد صلى الله عليه وآله وقد قرنه الجليل باسمه، وشركه في عطائه وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، إذ يقول " وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله " وقال: يحكي قول من ترك طاعته، وهو يعذ به بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها " يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا " أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وقال: " ولورده إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم " وقال: " إن الله يأمر كم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " وقال: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ". يا فتح كمالا يوصف الجليل جل جلاله. والرسول، الخليل، وولد البتول فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لامرنا، فنبينا أفضل الانبياء وخليلنا أفضل الاخلاء و [وصينا] أكرم الاوصياء، واسمهما أفضل الاسماء وكنيتهما أفضل الكنى وأحلاها، لو لم يجالسنا إلا كفو لم يجالسنا أحد، ولو لم يزوجنا إلا كفولم يزوجنا أحد.
أشد الناس تواضعا، أعظمهم حلما وأنداهم كفا وأمنعهم كنفا، ورث عنهما أوصياؤهما علمهما، فاردد إليهما الامر، وسلم إليهم، أماتك الله مماتهم، وأحياك حياتهم. إذا شئت رحمك الله.
(1) الإمام الرضا عليه السلام
والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
وبعد فقد روى في البحار ج 55 ص 177 :
من كتاب الدلائل [عن أيوب، قال] قال فتح بن يزيد الجرجاني: ضمني وأبا الحسن عليه (1) السلام الطريق من صرفي من مكة إلى خراسان، وهو صائر إلى العراق فسمعته وهو يقول: من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع. قال: فتلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام وأمرني بالجلوس وأول ما ابتدأني به أن قال: يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق، وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي يعجز الحواس أن تدركه، والاوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والابصار عن الاحاطة به.
جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، و قرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال كيف و أين الاين فلا يقال أين، إذ هو منقطع الكيفية والاينية. هو الواحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فجل جلاله. بل كيف يوصف بكنهه محمد صلى الله عليه وآله وقد قرنه الجليل باسمه، وشركه في عطائه وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، إذ يقول " وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله " وقال: يحكي قول من ترك طاعته، وهو يعذ به بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها " يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا " أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وقال: " ولورده إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم " وقال: " إن الله يأمر كم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " وقال: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ". يا فتح كمالا يوصف الجليل جل جلاله. والرسول، الخليل، وولد البتول فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لامرنا، فنبينا أفضل الانبياء وخليلنا أفضل الاخلاء و [وصينا] أكرم الاوصياء، واسمهما أفضل الاسماء وكنيتهما أفضل الكنى وأحلاها، لو لم يجالسنا إلا كفو لم يجالسنا أحد، ولو لم يزوجنا إلا كفولم يزوجنا أحد.
أشد الناس تواضعا، أعظمهم حلما وأنداهم كفا وأمنعهم كنفا، ورث عنهما أوصياؤهما علمهما، فاردد إليهما الامر، وسلم إليهم، أماتك الله مماتهم، وأحياك حياتهم. إذا شئت رحمك الله.
(1) الإمام الرضا عليه السلام