البلاء والابتلاء هو الاختبار والامتحان. ويكون الاختبار من الإنسان للإنسان في سبيل استبيان واستكشاف ما يُجهلُ عنه وما يخفى عليه؛ وذلك لغاية في النفس. ولكن هذا الأمر لا يمكن تصوّره بحقّ الله سبحانه وتعالى الذي يبتلي الإنسان، والله هو الذي يعلم ما تخفيه كل نفس ويعلم ما في الصدور، ولكنّ ابتلاءه للإنسان من أجل غايات وأهداف فيها نفع الإنسان وفائدته. وكما يُغَربل القمح ليُعرف الصحيح منه من الزؤان، وكما يُبتلى المعدن بالنار والصقل، وفي ذلك تمييز للبشر من التراب؛ فكذلك يُختبر الإنسان، ويُبتلى في سبيل استظهار حقائق النفوس واستشفاف معادنها؛ حتى يُماط اللثام عن الوجوه
وهل وجدت مصيبة أو ستوجد مصيبة في العالم غير مصيبة كربلاء بكت لها السماوات والأرضون؟
وهل وجدت فاجعة غيرها بكى لها كل شيء من خلق ربنا مما يُرى ولا يرى؟أقنعة عن الحقائق فتظهر الحقائق وتبطل الدعاوى!
تعليق