بسم الله الرحمن الرحيم
ورد عن أبي بصير قال: أتيت أبا عبد الله عليه السلام بعد أن كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي، مع أني لست أرى ما أصبر إليه في آخرتي. فقال: يا أبا محمد إنك لتقول هذا القول ؟ فقلت: جعلت فداك كيف لا أقوله ؟ ! فقال: أما علمت أن الله تبارك وتعالى يكرم الشباب منكم، ويستحي من الكهول. قلت: جعلت فداك كيف يكرم الشباب منا ويستحي من الكهول ؟ قال: يكرم الشباب منكم أن يعذبهم، ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم، فهل سررتك ؟ قال: قلت جعلت فداك زدني فإنا قد نبزنا نبزا انكسرت له ظهرونا، وماتت له أفئدتنا، واستحلت به الولاة دماءنا في حديث رواه فقهاؤهم هؤلاء، قال: فقال: الرافضة ؟ قلت: نعم.
قال: فقال: والله ما هم سموكم بل الله سماكم، أما علمت أنه كان مع فرعون سبعون رجلا من بني إسرائيل يدينون بدينه، فلما استبان لهم ضلال فرعون وهدى موسى، رفضوا فرعون ولحقوا موسى، وكانوا في عسكر موسى أشد أهل ذلك العسكر عبادة وأشدهم اجتهادا إلا أنهم رفضوا فرعون، فأوحى الله إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوارة، فإني قد نحلتهم، ثم ذخر الله هذا الاسم حتى سماكم به إذ رفضتم فرعون وهامان وجنودهما واتبعتم محمدا وآل محمد. يا أبا محمد فهل سررتك ؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: افترق الناس كل فرقة واستشيعوا كل شيعة، فاستشيعتم مع أهل بيت نبيكم، فذهبتم حيث ذهب الله، واخترتم ما اختار الله، وأحببتم من أحب الله وأردتم من أراد الله، فابشروا ثم ابشروا ثم ابشروا، فأنتم والله المرحومون، المتقبل من محسنكم، والمتجاوز عن مسيئكم، من لم يلق الله بمثل ما أنتم عليه لم يتقبل الله منه حسنة، ولم يتجاوز عنه سيئة.
الحمد لله على نعمة الولاية
تعليق