تنهدت بنت فاتها الزواج فقالت:
أرى أوراقَ عمرِي تتساقطُ كما تتساقطُ أوراقَ الأشجارِ في الخريف..
وأرى اصفرارَها قد عكس بؤسَهُ على وجهِي..
وغدا ربيعُ أيامي مُجدِباً لا حياةَ فيه..
لم تورقْ أشجاري ولم تحملْ ثمراً..
وها هي حياتي تتحولُ إلى صمتٍ مملٍّ لأعيشَها مرغمةً..
هذه الدقائقُ والساعاتُ التي تمرّ عليّ تبدو كأيامٍ وسنينَ طويلةٍ لا تنتهِي..
حياةٌ رتيبةٌ لا أملَ فيها..
أحاولُ أن أتشاغَل عن همومِي..
ففي النهارِ أنغمسُ في مجالٍ أجدُ نفسي فيه متفوقةً لأعوّضَ ما خسِرتُ وما سأخسر..
وفي الليل تجاورُني همومِي ويتلّقفنِي الخوفُ من المَجهول..
وما بينَ النهارِ والليلِ أبحثُ عن كَوّةِ أملٍ لعلّي ألقي عليها ما أخشَاه..
فيغشاني ما يغشَى اليائسين من العَمى..
وأغدو ناقمةً على كلّ مَن كان السببَ في ذُبولي..
أهم أهلي؟ أم هو الحظُّ العاثر؟..
هل تراهُ غرورِي مَن أوصلَني إلى هذا الحال؟ أم.. أم..
وسرعانَ ما أعودُ إلى عالمِي الذي نسجتُه بخيطٍ من وهمٍ وخيطٍ من خَيال..
وأغلقُ بابَ عقلِي..
ثم تدركُني رحمةٌ واسعةٌ، وأعودُ إلى رِحابِ الإلهِ الواحِد..
فيتسللُ النورُ إلى قلبِي ويتلاشَى الظّلام..
فأنتشي بتلكَ الرحمةِ وذلك النورِ الباهر..
وأأنسُ به وأشعرُ بأني ملكتُ الدنيا وما فيها..
فهو الباقِي وكلُّ شيءٍ إلى زَوال.
فاجابها أهلها:
هل تعتقدينَ بأننا أحسنُ حالاً منكِ؟
وهل تتصورينَ أننا نغضّ الطرفَ عن مأساتِك؟
لستِ وحدَك مَن تتألمين.. ولستِ وحدَك مَن تنتهكُ وحدتَك الليالي..
وترعُبكِ خفايا المَجهول.. وتفترسُكِ همومُ اليائِسين..
فحالُنا أسوء منكِ، فالقلقُ يأخذُ منّا كلَّ مأخذ..
ويُلقي بقلوبنا في مهاوي زَوايا المستقبلِ التائه..
قد نكونُ الملومين في تأخيرِ زواجِك...
ولكنّنا كنّا نطمحُ لك بزوجٍ أحسن من الذين تقدّموا إليك..
وإذا رضينا بأحدِهم كنتِ أنتِ مَن ترفضينه..
وهكذا لم نشعر إلا والسنين تمرّ بسرعة..
وفرصكِ بالزواجِ أصبحتْ قليلة..
وهذا ما أدمَى قلوبَنا وأحزنَنا..
ونحن نرى في كلّ يومٍ زهرةَ حياتِك تَذبُل..
وأنوارَ بهجتِك تذوي وتنطفئ..
نتقلّب على نيرانِ الندامةِ ونحن نراكِ تتقلّبين في حياتِك..
تارةً تحاولينَ أن تنشغلي بالعملِ وتارةً أخرى بالدراسةِ..
وفي كلّ الحالات تفشلُ محاولاتُك بالهربِ من الواقع..
وتعودينَ أدراجَك إلى عزلتِك...
وفي أوقاتٍ أُخر تندبينَ حظّك العاثر كما تصفينَه..
وتنقمينَ علينا لأننا كنّا أحدَ أسبابِ مأساتِك..
ومعك الحق فنحن حرمنَاك حقّ الحياة.. ونطلبُ من اللهِ المغفرَة لقد كنّا خاطئين.
أرى أوراقَ عمرِي تتساقطُ كما تتساقطُ أوراقَ الأشجارِ في الخريف..
وأرى اصفرارَها قد عكس بؤسَهُ على وجهِي..
وغدا ربيعُ أيامي مُجدِباً لا حياةَ فيه..
لم تورقْ أشجاري ولم تحملْ ثمراً..
وها هي حياتي تتحولُ إلى صمتٍ مملٍّ لأعيشَها مرغمةً..
هذه الدقائقُ والساعاتُ التي تمرّ عليّ تبدو كأيامٍ وسنينَ طويلةٍ لا تنتهِي..
حياةٌ رتيبةٌ لا أملَ فيها..
أحاولُ أن أتشاغَل عن همومِي..
ففي النهارِ أنغمسُ في مجالٍ أجدُ نفسي فيه متفوقةً لأعوّضَ ما خسِرتُ وما سأخسر..
وفي الليل تجاورُني همومِي ويتلّقفنِي الخوفُ من المَجهول..
وما بينَ النهارِ والليلِ أبحثُ عن كَوّةِ أملٍ لعلّي ألقي عليها ما أخشَاه..
فيغشاني ما يغشَى اليائسين من العَمى..
وأغدو ناقمةً على كلّ مَن كان السببَ في ذُبولي..
أهم أهلي؟ أم هو الحظُّ العاثر؟..
هل تراهُ غرورِي مَن أوصلَني إلى هذا الحال؟ أم.. أم..
وسرعانَ ما أعودُ إلى عالمِي الذي نسجتُه بخيطٍ من وهمٍ وخيطٍ من خَيال..
وأغلقُ بابَ عقلِي..
ثم تدركُني رحمةٌ واسعةٌ، وأعودُ إلى رِحابِ الإلهِ الواحِد..
فيتسللُ النورُ إلى قلبِي ويتلاشَى الظّلام..
فأنتشي بتلكَ الرحمةِ وذلك النورِ الباهر..
وأأنسُ به وأشعرُ بأني ملكتُ الدنيا وما فيها..
فهو الباقِي وكلُّ شيءٍ إلى زَوال.
فاجابها أهلها:
هل تعتقدينَ بأننا أحسنُ حالاً منكِ؟
وهل تتصورينَ أننا نغضّ الطرفَ عن مأساتِك؟
لستِ وحدَك مَن تتألمين.. ولستِ وحدَك مَن تنتهكُ وحدتَك الليالي..
وترعُبكِ خفايا المَجهول.. وتفترسُكِ همومُ اليائِسين..
فحالُنا أسوء منكِ، فالقلقُ يأخذُ منّا كلَّ مأخذ..
ويُلقي بقلوبنا في مهاوي زَوايا المستقبلِ التائه..
قد نكونُ الملومين في تأخيرِ زواجِك...
ولكنّنا كنّا نطمحُ لك بزوجٍ أحسن من الذين تقدّموا إليك..
وإذا رضينا بأحدِهم كنتِ أنتِ مَن ترفضينه..
وهكذا لم نشعر إلا والسنين تمرّ بسرعة..
وفرصكِ بالزواجِ أصبحتْ قليلة..
وهذا ما أدمَى قلوبَنا وأحزنَنا..
ونحن نرى في كلّ يومٍ زهرةَ حياتِك تَذبُل..
وأنوارَ بهجتِك تذوي وتنطفئ..
نتقلّب على نيرانِ الندامةِ ونحن نراكِ تتقلّبين في حياتِك..
تارةً تحاولينَ أن تنشغلي بالعملِ وتارةً أخرى بالدراسةِ..
وفي كلّ الحالات تفشلُ محاولاتُك بالهربِ من الواقع..
وتعودينَ أدراجَك إلى عزلتِك...
وفي أوقاتٍ أُخر تندبينَ حظّك العاثر كما تصفينَه..
وتنقمينَ علينا لأننا كنّا أحدَ أسبابِ مأساتِك..
ومعك الحق فنحن حرمنَاك حقّ الحياة.. ونطلبُ من اللهِ المغفرَة لقد كنّا خاطئين.
تعليق