إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عقوق الوالدين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عقوق الوالدين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    {{عقوق الوالدين}}
    ******************

    من الواضح أنّ نكران الجميل ومكافأة الإحسان بالإساءة ، أمران يستنكرهما العقل والشرع ، ويستهجنهما الضمير والوجدان ، وكلّما عظُم الجميل والإحسان ، كان جحودها أشدّ نكراً وأفظع جريرةً وإثماً .
    وبهذا المقياس ندرك بشاعة عقوق الوالدين وفظاعة جرمه ، حتّى عدّ مِن الكبائر الموجبة لدخول النار . ولا غرابة فالعقوق - فضلاً عن مخالفته المبادئ الإنسانيّة ، وقوانين العقل والشرع - دالٌّ على موت الضمير ، وضعف الإيمان، وتلاشي القِيَم الإنسانية في العاق .
    فقد بذل الأبوان طاقات ضخمة وجهوداً جبّارة ، في تربية الأبناء وتوفير ما يبعث على إسعادهم وازدهار حياتهم مادّيا وأدبيّاً ، ما يعجز الأولاد عن تثمينه وتقديره .
    فكيف يسوغ للأبناء تناسي تلك العواطف والألطاف ومكافأتها بالإساءة والعقوق ؟
    مِن أجل ذلك حذّرت الشريعة الإسلاميّة مِن عقوق الوالدين أشدّ التحذير ، وأوعدت عليه بالعقاب العاجل والآجل .
    فعن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : كن بارّاً ، واقتصر على الجنّة ، وإنْ كنت عاقّاً ، فاقتصر على النار )
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( لو عِلم اللّه شيئاً هو أدنى مِن أُفٍّ ، لنهى عنه ، وهو مِن أدنى العقوق ، ومِن العقوق أنْ ينظر الرجل إلى والديه ، فيحدّ النظر إليهما )
    وقال الباقر ( عليه السلام ) : ( إنّ أبي نظر إلى رجلٍ ومعه ابنه يمشي ، والابن مُتّكئ على ذراع الأب ، قال : فما كلّمه أبي ( عليه السلام ) مقتاً له حتّى فارق الدنيا )
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ثلاثة مِن الذنوب ، تعجّل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة : عقوق
    الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الإحسان )(1) .


    {{مساوئ العقوق }}
    *******************

    وللعقوق مساوئٌ خطيرة ، وآثارٌ سيّئة تنذر العاقّ وتتوعّده بالشقاء الدنيوي والأُخروي .
    فمن آثاره أنّ العاقّ يعقّه ابنه... جزاءً وفاقاً على عقوقه لأبيه . وقد شهِد الناس صوراً وأدواراً مِن هذه المكافأة على مسرح الحياة .
    مِن ذلك ما حكاه الأصمعي قال : حدّثني رجلٌ مِن الأعراب قال : خرجت من الحيّ أطلب أعقّ الناس وأبرّ الناس . فكنت أطوف بالأحياء ، حتّى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل ، يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجر والحرّ الشديد ، وخلفه شاب في يده رشاء من قدٍّ ملوي ، يضربه به ، قد شقّ ظهره بذلك الحبل .
    فقلت له : أما تتّقي اللّه في هذا الشيخ الضعيف ، أما يكفيه ما هو فيه مِن هذا الحبل حتّى تضربه ؟
    قال : إنّه مع هذا أبي .
    قلت : فلا جزاك اللّه خيراً .
    قال : اسكت ، فهكذا كان يصنع هو بأبيه ، وكذا كان يصنع أبوه بجدّه .
    فقلت : هذا أعقّ الناس .
    ثمّ جلت أيضاً حتّى انتهيت إلى شابٍّ في عنقه زبيل ، فيه شيخ كأنّه فرخ ، فيضعه بين يديه في كلّ ساعة ، فيزقّه كما يزقّ الفرخ .
    فقلت له : ما هذا ؟
    فقال : أبي ، وقد خرف ، فأنا أكفله .
    قلت : فهذا أبرّ العرب . فرجعت وقد رأيت أعقّهم وأبرّهم
    ومِن آثار العقوق :
    أنّه موجبٌ لشقاء العاق ، وعدم ارتياحه في الحياة ، لسخط الوالدين ودعائهما عليه .
    وقد جاء في الحديث النبوي : ( إيّاكم ودعوة الوالد ، فإنّها أحدّ مِن السيف ) .
    ومن آثار العقوق :
    أنّ العاق يُشاهد أهوالاً مريعة عند الوفاة ، ويُعاني شدائد النزع وسكرات الموت .
    فعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : ( إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حضَر شابّاً عند وفاته ، فقال له : قل لا إله إلاّ اللّه . قال : فاعتقل لسانه مراراً
    فقال لامرأة عند رأسه : ( هل لهذا أُم ؟ )
    قالت : نعم ، أنا أُمّه .
    (1) المحاسن والمساوئ
    قال : أَ فساخطةٌ أنتِ عليه ؟
    قالت : نعم ، ما كلّمته مُنذ ستّ حجج .
    قال لها : ( ارضِ عنه ) . قالت : رضي اللّه عنه برضاك يا رسول اللّه .
    فقال له رسول اللّه : قل لا إله إلاّ اللّه . قال : فقالها .
    فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ما ترى ؟
    فقال أرى رجلاً أسوداً قبيح المنظر ، وسِخ الثياب ، منتن الريح ، قد وليَني الساعة فأخذ بكظمي .
    فقال له النبيّ : قل : ( يا مَن يقبل اليسير ويعفو عن الكثير ، اقبل مّني اليسير واعفُ عن الكثير ، إنّك أنت الغفور الرحيم ) . فقالها الشاب .
    فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : أنظر ، ماذا ترى ؟
    قال : أرى رجلاً أبيض اللون ، حسن الوجه ، طيّب الريح ، حسن الثياب قد وليَني ، وأرى الأسود قد تولّى عنّي .
    قال : أعد ، فأعاد .
    قال : ما ترى ؟ قال : لست أرى الأسود ، وأرى الأبيض قد وليَني ثمّ طغى على تلك الحال )
    ومِن آثار العقوق :
    أنّه مِن الذنوب الكبائر التي توعّد اللّه عليها بالنار ، كما صرّحت بذلك الأخبار .
    والجدير بالذكر ، أنّه كما يجب على الأبناء طاعة آبائهم وبرّهم والإحسان
    إليهم ، كذلك يجدر بالآباء أنْ يسوسوا أبناءهم بالحكمة ، ولطف المداراة ، ولا يخرقوا بهم ويضطروهم إلى العقوق والعصيان .
    فعن الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : يلزم الوالدين مِن العقوق لولدهما ، إذا كان الولد صالحاً ، ما يلزم الولد لهما )
    وقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( لعن اللّه والدين حمَلا ولدَهما على عقوقهما ، ورحِم اللّه والدَين حمَلا ولدَهما على برّهما )


    {{حقوق الأولاد }}
    الأولاد الصُلحاء هم زينة الحياة ، وربيع البيت ، وأقمار الأسرة ، وأعزّ آمالها وأمانيها ، وأجل الذخائر وأنفسها . لذلك أثنى عليهم أهل البيت وغيرهم من الحكماء والأدباء.
    عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : الولد الصالح ريحانةٌ مِن رياحين الجنّة )
    وفي حديثٍ آخر ، قال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( مِن سعادة الرجل الولدُ الصالح )
    وقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( إنّ اللّه تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً لم يُمِته حتّى يريه الخلَف ).
    وقال حكيمٌ في ميّت : ( إنّ كان له ولد فهو حي ، وإنْ لم يكن له ولد فهو ميّت ) .
    وفضل الولد الصالح ونفعه لوالديه لا يقتصر على حياتهما فحسب ، بل يسري حتّى بعد وفاتهما ، وانقطاع أملهما من الحياة .
    عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( ليس يتبع الرجل بعد موته مِن الأجر إلاّ ثلاث خِصال : صدقةٌ أجراها في حياته وهي تجري بعد موته ، وسنّة هدىً سنّها فهي يُعمل بها بعد موته ، أو ولدٌ صالح يدعو له )
    وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : مرّ عيسى بن مريم بقبرٍ يُعذّب صاحبه ، ثمّ مرّ به مِن قابل فإذا هو لا يعذّب . فقال : يا ربّ ، مررت بهذا القبر عام أوّل وكان يُعذّب !. فأوحى اللّه إليه . إنّه أدرك له ولدٌ صالح فأصلح طريقاً ، وآوى يتيماً ، فلهذا غفرت له بما فعل ابنه . ثمّ قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ميراث اللّه من عبده المؤمن ولدٌ يعبده مِن بعده ) .
    ثمّ تلا أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) آية زكريّا على نبيّنا وآله و( عليه السلام ) : ( فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً )(
    ومِن الواضح أنّ صلاح الأبناء واستقامتهم لا يتسنّيان عفَواً وجزافاً ، وإنّما يستلزمان رعايةً فائقة ، واهتماماً بالغاً في إعدادهم وتوجيههم وجهة الخير والصلاح .
    مِن أجل ذلك وجَب على الآباء تأديب أولادهم وتنشئتهم على الاستقامة والصلاح ، ليجدوا ما يأملون فيهم مِن قرّة عين ، وحسن هدىً وسلوك .
    قال الإمام السجاد ( عليه السلام ) : ( وأمّا حقّ ولدك : فأنْ تعلم أنّه منك ، ومضافٌ إليك في عاجلِ الدنيا بخيره وشرّه . وإنّك مسؤولٌ عمّا وليته من حسن الأدب ، والدلالة له على ربّه عزَّ وجل ، والمعونة له على طاعته . فاعمل في أمره عمَلَ مَن يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه ، معاقبٌ على الإساءة إليه )
    فالآباء مسؤولون عن تهذيب أبنائهم وإعدادهم إعداداً صالحاً ، فإنْ أغفلوا ذلك أساؤا إلى أولادهم ، وعرّضوهم لأخطار التخلّف والتسيّب الديني والاجتماعي .
    ويحسن بالآباء أنْ يبادروا أبناءهم بالتهذيب والتوجيه ، منذ حداثتهم ونعومة أظفارهم ، لسرعة استجابتهم إلى ذلك قبل تقدّمهم في السن ، وروسوخ العادات السيّئة والأخلاق الذميمة فيهم ، فيغدون آنَ ذاك أشدُّ استعصاءً على التأديب والإصلاح
    .

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    موضوع قيم ومهم جدا اختي الفاضلة "خادمة الحوراء زينب "



    لا أظن أنه تخفى على احد النصوص الواردة من الكتاب والسنة في فضل بر الوالدين

    وحرمة عقوقهما وأن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب.
    ولكن ينقصنا العمل بما نعلم، ونغفل أحياناً كثيرة عن مواضع البر مع زحمة الأعمال الدنيوية

    كزيارة الوالدين وتفقد أخبارهما والسؤال عن أحوالهما وسؤالهما عن حاجتهما.
    وكم نجد ونسمع من يلتمس رضا زوجه ويقدمه على رضا والديه.

    رغم ان الله اوصى بهما بكل الخير


    "وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً. ."












    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X