بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
فضل يوم التاسع من ربيع الأول عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام
عن قال احمد بن اسحاق القمي
قلنا : بآبائنا أنت وأُمّهاتنا يا بن رسول الله ! هل تجدّد لأهل البيت فرح ؟
فقال : وأيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ، ولقد حدّثني أبي أنّ
حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل على
جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :
فرأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين ( عليهم السلام ) يأكلون مع رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتبسّم في وجوههم ويقول لولديه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) :
كُلا هنيئاً لكما ببركة هذا اليوم الذي يقبض الله فيه عدوّه وعدوّ جدّكما
ويستجيب فيه دعاء أُمّكما .
كُلا فإنّه اليوم الذي فيه يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما
كلا فإنّه اليوم الذي يصدق فيه قول الله - تعالى - : ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً
بِمَا ظَلَمُوا ) .
كُلا فإنّه اليوم الذي تكسّر فيه شوكة مبغض جدّكما .
كُلا فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقّهم .
كُلا فإنّه اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا .
قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! وفي أُمّتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله) : يا حذيفة ! جبت من المنافقين يترأس عليهم ، ويستعمل في أُمّتي
الرياء ، ويدعوهم إلى نفسه ، ويحمل على عاتقه درّة الخزي ، ويصدّ عن سبيل الله ،
ويُحرّف كتابه ، ويُغيّر سنّتي ، ويشتمل على إرث ولدي ، وينصب نفسه عَلَماً ، ويتطاول
عَلَيّ من بعدي ، ويستحلّ أموال الله من غير حلّه ، وينفقها في غير طاعته ، ويكذّب
أخي ووزيري ، وينحّي ابنتي عن حقّها ; فتدعو الله عليه ويستجيب دعائها في مثل
هذا اليوم .
قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! فَلِمَ لا تدعو الله ربّك عليه ليهلكه في حياتك ؟
فقال : يا حذيفة ; لا أُحبّ أن أجترأ على قضاء الله - تعالى - لما قد سبق في علمه ،
لكنّي سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه له فضيلة على سائر الأيّام ; ليكون
ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي وشيعة أهل بيتي ومحبّوهم .
فأوحى الله إليّ - جلّ ذكره - أن : يا محمّد ! كان في سابق علمي أن تَمَسَّك وأهل
بيتك محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي ، الذين نصحتهم
وخانوك ، ومحضتهم وغشّوك ، وصافيتهم وكاشحوك ، وصدقتهم وكذّبوك ، وأنجيتهم
وأسلموك ، فأنا آليت بحولي وقوّتي وسلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك
عليّاً حقّه ألف باب من النّيران من أسفل الفيلوق ، ولأصلينّه وأصحابه قعراً يشرف
عليه إبليس فيلعنه ، ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء
الدين في المحشر ، ولأحشرنّهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنّم
زرقاً كالحين أذلّة خزايا نادمين ، ولأخلدنّهم فيها أبد الآبدين .
يا محمّد ! لن يرافقك وصيّك في منزلتك إلاّ بما يمسّه من البلوى من فرعونه
وغاصبه الذي يجترئ عَلَيّ ، ويبدّل كلامي ، ويشرك بي ، ويصدّ النّاس عن سبيلي ،
وينصب نفسه عجلاً لأُمّتك ، ويكفر بي في عرشي .
إنّي قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم ومحبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي
أقبضه فيه إليّ .
وأمرتهم أن ينصبوا كرسيّ كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا عَلَيّ ويستغفروا
لشيعتكم ومحبّيكم من ولد آدم .
وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام
تعليق