ان طي طريق الكمال ونيل المقامات العالية ليس عملا سهلا وبسيطا ،بل هو صعب يحتاج الى
ارادة قوية وهمة عالية لأن ثمة موانع في هذا الطريق على السالك أن يجاهد لإزالتها وإلا فلن يصل الى هدفة
وهذه الموانع هي :
المانع الأول : عدم قابلية القلب ، فالقب الملوّث بالمعاصي والذنوب لايمكن أن تدخله ملائكة الرحمة وبالمعصية
تسير النفس وتتحرك بعكس السير المطلوب ،فلابد من تطهير النفس من الذنوب والآثام بالتوبة
منها حتى تصبح هذه النفس قابلية للسير الى الله تعالى بتلقي الفيوضات والإشراقات
الإلهية
قال الأمام الصادق {عليه السلام}:إذا أذنب الرجل خرج من قلبه نكتة سوداء فإن انمحت ،وإن زاد
زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدأ .
المانع الثاني :التعلقات الدنيوية المادية ،كالمال والثروة والبيت والجاه وسائر وسائل الحياة.
قال رسول الله {صلى الله عليه وآله الطاهرين}:أول ما عصي الله تبارك وتعالى بست خصال :
حب الدنيا ،وحب الرياسة ،وحب النساء ،وحب الطعام ،وحب النوم ،وحب الراحة.
المانع الثالث:أتباع هوى النفس وميولها وشهواتها ،إن من يسعى ليلا ونهارا لإرضاء غرائزه وشهوته لا يستطيع
أن يحلق نحو مقام القدس الإلهي .
قال أمير المؤمنين {عليه السلام}(أشجع الناس من غلب هواه ) (بحار الأنوار:ج:70،ص76)
المانع الرابع :الإمتلاء بالأكل ،لأن هذا يمنع من العبادة والدعاء والتوسل والتضرع .
قال أمير المؤمنين {عليه السلام}:إذا أراد الله صلاح عبده ألهمه قلة الكلام وقلة الطعام وقلة المنام .
المانع الخامس :الكلام غير الضروري وغير المفيد .
قال الرسول {صلى الله عليه وأله الطاهرين}:لاتكثروا الكلام ذكر الله ،فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب ،إن أبعد
الناس من الله القلب القاسي.
وقال الأمام الرضا {عليه السلام} :من علامات الفقه :الحلم والعلم والصمت ،إن الصمت باب من أبواب
الحكمة ،غن الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير.
المانع السادس :حب الذاب على السالك إلى الله أن يبدل حب ذاته بحب الله وأن يؤدي كل اعماله بداعي الرضا الإلهي
،فيأكل لأن الله سمح له بدوام الحياة كما يصلي لأن الله امربذلك ....وهكذا .
المانع السابع : ضعف الإرادة وعدم القدرة على التصميم ،وهذا يمنع من البدء بالعمل ، والشيطان يعمل جادا لإضعاف
إرادتنا فيصور عبر الوهم أن العبادة صعبة أو أن السلوك الى الله غير مطلوب أو ان المهم هو
العبادة الصورية الخالية من المضمون
والحل هو تقوية الأرادة التي تحتاجها الى جهاد وتضحية ، كما
قال تعالى : ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) (العنكبوت :69)
تعليق