اللهم صل على محمد وآل محمد
:1: إنَّ مِن عيوب الإنسان التي يحتاج إلى معرفةٍ بها ومُعالجته إيّاها - رضاه عن عملِ نفسِه ونُدبته حَظَّه - فهو يرى أنَّ ما يجده من النقصان ليس مُرتبطاً بتقصيره بأداء ما ينبغي أن يؤدّيه ، وإنّّما لِما يُعانيه من عوزٍ في ما زوّدَ به في هذه الحياة من سلامة وعافية وبيئة أسريّة واجتماعيّة وأصدقاءٍ وسائر الجهات التي لم يكن له خيار في شأنها ، وإنّما هي من مقادير الحياة التي فُرِضَت عليه .
:2: لذا نجد أنَّ الناس دائماً يَشْكون من حظوظهم ، ولكنّهم يرضون عن أنفسهم ، حتى كأنّهم عملوا بمقدار ما يستطيعون في ما أُنيطَ بهم من رعاية مُقتضيات الحكمة والبحث عن السلوك الأمثل في هذه الحياة - ولكن المفروض بالإنسان أن يَعكسَ هذا الأمر تماماً ، فيَرضَى بحظّه ويَعتبُ على عمل نفسه ، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لَا يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا رَبَّه ولَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذَنْبَه )
: نهج البلاغة ، ت ،د، صبحي الصالح ،ص 482. .
:3: إنَّ حظّ المرء إنّما هو المقادير التي فُرِضَت عليه ، ولا خيار له تجاهها ، مِن عَوَقٍ أصابه بغير اختياره أو مرض أُبتلي به من غير تقصيره أو مصيبة أصابته ، لا دخل له فيها أو قابليات محدودة في جهة معيّنة مُنحَت له ، لا يستطيع من الزيادة فيها أو سائر الأمور التي لا يتمكّن من تغييرها ،وهذه الأمور هي بمثابة رأس المال الذي مُنِحَه الإنسان في هذه الحياة وزوِّد به ، ولا يتحمّل مسؤوليّة نقصانه .
:4: وأمّا عمل المرء فهو ما يَقدِمُ عليه باختياره ، ويَستثمر به ما زوِّد به من رأس ماله ، وهو يُعبّر عن مقدار جهده في الحياة ، ولا شكّ أنَّ قيمة كلّ أمرئٍ في اختباره في هذه الحياة من المنظورين الفطري والإلهي إنّما هي بمقدار جهده واجتهاده في ما هو منوط باختياره ، وليس بما قُدّر له وفُرِضَ عليه وزوّد به.
:5: علينا أن نرضى بما رزقنا اللهُ سبحانه وتعالى حسبَ مقاديره في الحياة ، ممّا لا دخل لنا فيه من سلامةٍ وعافيةٍ وزوجةٍ وأولادٍ وسائر الأمور التي قد نُعاني في شأنها من نواقص فُرِضَت علينا فرضاً حسب السُنن، ونهتم باستثمار ما رُزقناه وتنميته .
:6: ينبغي أن نعلمَ - أنَّ هذه الحياة هي اختبار للنّاس حسب ما زوّدوا به ، ليختبر اللهُ انجازاتهم فيها ، فمَن أُوتي نعمة أكثر كان حسابه أعسر ، ومَن أُوتي نعمة أقل كان حسابه أيسر .
ولن يتضرّر أمرئٌ في هذه الحياة بنقصانٍ في ما زوّد به من غير اختياره ، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يحتسب له ذلك ،و صدقَ اللهُ سبحانه حيث يقول :{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}الشورى.
:7: إنَّ إخفاقَ الإنسان في هذه الحياة إنّّما يكون بسبب إخفاقه في بذل الجهد والاجتهاد في سبيل استثمار ما رُزِقَ به ، وليس بإخفاقه في ما قد يُعانيه مِن نقصانٍ في ما زوّد به .
ألا وأنَّ المؤمن راضٍ في هذه الحياة بما أنعمَ اللهُ عليه وشاكر إيّاه ، وإن صَعُبَت الحياة وضاقت عليه بمقاديرها ، وساعٍ في استثمار ما زوّد به منها ، فهو يجاهد ويكافح من أجل مَزيدٍ من الانجاز في مضمار هذه الحياة ويحاسب نفسه ويَستقلّ عملَه ،و عِنْدَ الْصَبَاح يَحْمَدُ الْقُوْمُ الْسُّرَى.
----------------------------------------
تَذْكِرَةٌ قيِّمَةٌ ألقاها سماحةُ السيِّد الأُستاذ الفاضل مُحَمَّد باقر السيستاني ، دامت توفيقاته .
:1: إنَّ مِن عيوب الإنسان التي يحتاج إلى معرفةٍ بها ومُعالجته إيّاها - رضاه عن عملِ نفسِه ونُدبته حَظَّه - فهو يرى أنَّ ما يجده من النقصان ليس مُرتبطاً بتقصيره بأداء ما ينبغي أن يؤدّيه ، وإنّّما لِما يُعانيه من عوزٍ في ما زوّدَ به في هذه الحياة من سلامة وعافية وبيئة أسريّة واجتماعيّة وأصدقاءٍ وسائر الجهات التي لم يكن له خيار في شأنها ، وإنّما هي من مقادير الحياة التي فُرِضَت عليه .
:2: لذا نجد أنَّ الناس دائماً يَشْكون من حظوظهم ، ولكنّهم يرضون عن أنفسهم ، حتى كأنّهم عملوا بمقدار ما يستطيعون في ما أُنيطَ بهم من رعاية مُقتضيات الحكمة والبحث عن السلوك الأمثل في هذه الحياة - ولكن المفروض بالإنسان أن يَعكسَ هذا الأمر تماماً ، فيَرضَى بحظّه ويَعتبُ على عمل نفسه ، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لَا يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا رَبَّه ولَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذَنْبَه )
: نهج البلاغة ، ت ،د، صبحي الصالح ،ص 482. .
:3: إنَّ حظّ المرء إنّما هو المقادير التي فُرِضَت عليه ، ولا خيار له تجاهها ، مِن عَوَقٍ أصابه بغير اختياره أو مرض أُبتلي به من غير تقصيره أو مصيبة أصابته ، لا دخل له فيها أو قابليات محدودة في جهة معيّنة مُنحَت له ، لا يستطيع من الزيادة فيها أو سائر الأمور التي لا يتمكّن من تغييرها ،وهذه الأمور هي بمثابة رأس المال الذي مُنِحَه الإنسان في هذه الحياة وزوِّد به ، ولا يتحمّل مسؤوليّة نقصانه .
:4: وأمّا عمل المرء فهو ما يَقدِمُ عليه باختياره ، ويَستثمر به ما زوِّد به من رأس ماله ، وهو يُعبّر عن مقدار جهده في الحياة ، ولا شكّ أنَّ قيمة كلّ أمرئٍ في اختباره في هذه الحياة من المنظورين الفطري والإلهي إنّما هي بمقدار جهده واجتهاده في ما هو منوط باختياره ، وليس بما قُدّر له وفُرِضَ عليه وزوّد به.
:5: علينا أن نرضى بما رزقنا اللهُ سبحانه وتعالى حسبَ مقاديره في الحياة ، ممّا لا دخل لنا فيه من سلامةٍ وعافيةٍ وزوجةٍ وأولادٍ وسائر الأمور التي قد نُعاني في شأنها من نواقص فُرِضَت علينا فرضاً حسب السُنن، ونهتم باستثمار ما رُزقناه وتنميته .
:6: ينبغي أن نعلمَ - أنَّ هذه الحياة هي اختبار للنّاس حسب ما زوّدوا به ، ليختبر اللهُ انجازاتهم فيها ، فمَن أُوتي نعمة أكثر كان حسابه أعسر ، ومَن أُوتي نعمة أقل كان حسابه أيسر .
ولن يتضرّر أمرئٌ في هذه الحياة بنقصانٍ في ما زوّد به من غير اختياره ، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يحتسب له ذلك ،و صدقَ اللهُ سبحانه حيث يقول :{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}الشورى.
:7: إنَّ إخفاقَ الإنسان في هذه الحياة إنّّما يكون بسبب إخفاقه في بذل الجهد والاجتهاد في سبيل استثمار ما رُزِقَ به ، وليس بإخفاقه في ما قد يُعانيه مِن نقصانٍ في ما زوّد به .
ألا وأنَّ المؤمن راضٍ في هذه الحياة بما أنعمَ اللهُ عليه وشاكر إيّاه ، وإن صَعُبَت الحياة وضاقت عليه بمقاديرها ، وساعٍ في استثمار ما زوّد به منها ، فهو يجاهد ويكافح من أجل مَزيدٍ من الانجاز في مضمار هذه الحياة ويحاسب نفسه ويَستقلّ عملَه ،و عِنْدَ الْصَبَاح يَحْمَدُ الْقُوْمُ الْسُّرَى.
----------------------------------------
تَذْكِرَةٌ قيِّمَةٌ ألقاها سماحةُ السيِّد الأُستاذ الفاضل مُحَمَّد باقر السيستاني ، دامت توفيقاته .
تعليق