بسم الله الرحمن الرحيم
الوصية الثانية - وضوح الخطة
إن الإنسان قد يجلس مع نفسه جلسة استرخاء وتوجه، ويعزم على أن يكون من السائرين إلى الله عز وجل.. وهذا التعبير ليس بغريب، فالقرآن يدعونا لهذا السير ولهذا السفر، وهذا ليس اصطلاحاً عرفانيا في الكتب فقط، وإنما هو مفهوم قرآني طالما غفل عنه الخواص والعوام.. فالقرآن الكريم يقول: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيه}.
فإذن، بعد أن جزمنا النية، وأردنا أن نسير.. لا بد أن نعلم كيفية السير؟.. ومن أية نقطة نبدأ؟.. وما هو الهدف؟.. وما هي المراحل؟..
- كما أن تحويل بعض المواد الخام إلى مواد مصنعة في المصانع، يحتاج إلى مراحل عديدة، قد تزيد عن أربعين مرحلة.. فكذلك تحويل النفس، هذه النفس التي تتجاذبها الأهواء، هذه النفس الذي عليها صراع مرير منذ القديم وإلى اليوم: صراع الهوى والهدى، صراع الملائكة والشياطين.. هناك ملك موكل بقلب مؤمن، وهناك شيطان مقيض له.. هذا ليس صراعاً بسيطاً، وإنما هو صراع مرير، ولا ينتهي إلا بانتهاء الحياة، وقد جاء في القرآن الكريم: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}؛ وهنا فُسر اليقين بالموت.. وهذا الصراع بين دواعي الهدى والهوى، هو صراع غير مرحلي، وإنما صراع مستمر إلى يوم نلقاه في هذه الدنيا، وعند القدوم إلى عالم البرزخ.. وبالتالي، علينا أن نعلم أنّ هذا سفر، وفي السفر هناك عناصر معروفة منها ٠٠٠
يتبع
------------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي -