بسم الله الرحمن الرحيم
في الأربعين من عمره الشريف قال :
لقد خرجنا مع قافلة الحاج السيد إسماعيل حبل المتين في حافلة
باص من إيران قاصدين حج بيت الله الحرام ، و لما دخلنا
الأراضي الصحراوية للجزيرة العربية ، ضل السائق طريق مكة المكرمة و أخذ يضرب يمنه و يسره من دون جدوى حتى نفذ وقود محرك السيارة ،
فنزلنا منها بحال يرثى لها .
ألقينا النظر على من حولنا فلم نجد سوى صحراء قاحلة ، و لا أثر لذي حياة لا دابة و لا جادة .
مضت ساعات و نفذ الماء و انتهى الطعام أيضًا ، و أخذ أملنا في النجاة يضعف تدريجيا و يخمد ..
إنها كانت لحظات في منتهى الرعب و في غاية من القساوه ..
إذ كان شبح الموت يدنو إلينا بخطاه الموحشة ،، البعض مدد رجليه قد سلم أمره إلى الله ،
و البعض الآخر منطوٍ على نفسه يئس من الحياة و هو يفكر
في أهله و ماله الذي خلّفه في وطنه ،
قام بعضًا منا يحفر قبره لنفسه ليرقد فيه لدى اللحظة الأخيرة ..
يقول السيد السبزواري رحمه الله :
و أما أنا فأخذت في هذه الساعة أبحث عن نافذة للهروب منها
إلى الحياة و إنقاذ هؤلاء الأشخاص أيضًا و ليس هناك طريق
سوى الهروب إلى واهب الحياة و خالقنا القوي المتعال، و بينما
كنت أتأمل في هذه الحال و إذا بي أتذكر القيام بصلاة جعفر
الطيار و التوسل بها إلى الله تعالى .
أخذت سجادتي و ابتعدت قليلاً حتى صرت لا أرى أمامي أحد يشغلني عن التوجه إلى الله تعالى، و المعروف إن صلاة جعفر
الطيار رغم أنها ركعتين ركعتين إلا أنها طويلة من حيث الأدعية
الخاصة بها و لكنها مؤكدة الإستجابة إن اجتمعت معها بقية شروط
الإجابة و لما أصبحت على وشك الإنتهاء منها سمعت أحد ينادي !اسرع يا سيد ، تعال فإننا ننتظرك أنت فقط ،
نظرت إلى الوراء فرأيت أصحابي كلهم جالسين في السيارة مستعدين للحركة، جئت فوجدت كل شيء جاهز و ماكينة السيارة تشتغل قلت : ما الذي حدث ؟
قالوا إن فارسًا جاء فأطعمنا و أروانا ،و أمر السائق بتشغيل السيارة ،
فاشتغلت كما ترى ثم أشار بيده إلى تلك الجهة و قال : إنها طريق مكة المكرمة و لما أراد الرحيل قال : نادوا السيد و بلغوه سلامي .
و هكذا تحركنا على ذات الإتجاه المشار إليه فوصلنا إلى مكة المكرمة سالمين .
فسلام الله عليه و تحياته و صلواته روحي لتراب مقدمه
الفداء إنه كان سيدي و مولاي الحجة بن الحسن ( روحي فداه )
ذلك الفارس المنقذ القائم من آل محمد الذي يملأ الأرض قسطًا
و عدلاً بعدما ملئت ظلمًا وجورًا و جعلنا الله و إياكم من أنصاره
الأوفياء و المستشهدين بين يديه ...
اللهظم عجل فرج وليك القائم المؤمل و العدل المنتظر وحفه
بملائكتك المقربين و أيده بروح القدس منك يا رب العالمين
---------------------------------
( من كتاب القصص العرفانية ص 173)