إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

  الكذب في التقرب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  •   الكذب في التقرب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    - إن من الوصايا التي هي بمثابة الدستور الأساسي، في حركة العبد الحركة إلى الله عزّ وجلّ، الصدق في الحركة.. حيث أن هناك بعض الناس تستهويهم الحركة الروحانية، فيقدم في فترة من الفترات بقوة وبنشاط، ويبدأ بدفع قضية، لكنه سرعان ما يتباطأ، ويستسلم للدعة والخمول.. وهؤلاء لا يصدق عليهم عنوان: السالكون إلى الله عزّ وجلّ.. ولذا فإن القلة، هم الذين وصلوا إلى الدرجات والمنازل الأخيرة، من منازل السير والحركة إلى الله سبحانه وتعالى.

    - علامات الصدق:

    - مطابقة الخلوة للجلوة: أي مطابقة الظاهر للعلن.. فالإنسان الصادق في حركته إلى الله عزّ جلّ، يعيش في محضر الله عزّ وجلّ.. ومادام يعيش في محضر الله عزّ وجلّ، ما الفارق عنده بين الليل والنهار؟!.. وبين المسجد والبيت؟!.. وبين الوطن والغربة؟!.. إنه يعيش حالة من حالات الرقابة الإلهية، ولهذا فإن الأمر بالنسبة له، لا يختلف أبداً في هذه الحالة.

    - الإصرار المتواصل: إن الناس في أمور دنياهم: في أمور زواجهم، وفي تجارتهم، وفي طلبهم للدرجات والشهادات العلمية، لهم حالة من حالات الإصرار والمتابعة.. بينما عندما يصل الأمر إلى طريق الجنة والخلود والنعيم المقيم، لا توجد عندهم تلك الهمة وذلك الإصرار.

    فإذن، إن الإصرار المتواصل من علامة الصادقين.. لذا فإن المؤمن يدعو بهذا الدعاء: (يا أرحم الراحمين!.. ويا أرحم من انتابه المسترحمون)!.. ومعنى هذه الفقرة من الدعاء: بأن العبد لجوج مع ربه، إذا طرد من الباب، يأتي من باب آخر وهكذا.. وعليه، فإن الفرق بين الصادق وغير الصادق في السلوك إلى الله عزّ وجلّ: أنّ غير الصادق، يعتمد على الأجواء والمواسم: في شهر رمضان يقبل ،وما بعده يدبر، وكأنه يتوقع دفعاً من خلفه، ويتوقع يدا تدفعه إلى الأمام دائماً.. فهذه اليد ليست دائمية، قد توجد وقد لا توجد.. وبالتالي، فإن الاعتماد على المواسم، أو على سفرات الحج والعمرة والمشاهد، هي أيضاً من علامات غير الصادقين.

    - إلغاء المعصية: إن المعصية المتعمدة، وخاصة المتكررة، من علامة الكذب في السير إلى الله عزّ وجلّ.. لذا يجب أن نفرق بين المعصية العابرة، والمعاصي المتقطعة المستتبعة للندم، وبين المعصية المتكررة، ولو كانت معاصي صغيرة.

    فإذن، إن الإنسان الذي يريد أن يصل إلى الله -عزّ وجلّ- وهو يرى المعصية، وموقعها في حياته، ولو في أدنى صورها.. هذا الإنسان قد يغفر له، وقد يدخل الجنة.. ولكن في هذه الحياة الدنيا، لا يصل إلى مرتبة القرب إلى الله -سبحانه وتعالى- ذلك القرب المطمئن.

    وبالتالي، فإن علينا أن نحاول بشتى الطرق، أن لا نجعل للمعصية أثرا في حياتنا.. صحيح أن (التائب من الذنب، كمن لا ذنب له)، ولكن الذي لم يذنب، ليس كمن أذنب واستغفر.. فهو بمثابة الزجاج الذي انكسر ورمم، ولكن يبقى الفرق بينهما واضحا.. ولعلّ تورط الإنسان بالمعاصي، لعدم توفيقه للتوبة والعودة إلى الله عزّ وجلّ، قد يكون -لا سمح الله- علامة من علامات الخذلان.. فالإنسان العاصي، ليس مرشحاً بأن يكون من السالكين إلى الله عزّ وجلّ، وإن أدّعى دعاوي كثيرة.. ولكن العمل يكشف عن عدم أهليته في هذا المجال

    -----------------------------
    الشيخ حبيب الكاظمي

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X