إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلم وكظم الغيظ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلم وكظم الغيظ

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وهما:
    ضبط النفس أزاء مثيرات الغصب، وهما من أشرف السجايا، وأعز الخصال، ودليلا سمو النفس، وكرم الأخلاق، وسببا المودة والاعزاز.

    وقد مدح الله الحلماء والكاظمين الغيظ، وأثنى عليهم في محكم كتابه الكريم.
    فقال تعالى:
    *وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما* (الفرقان: ٦٣) .
    وقال تعالى:
    *ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم* (فصلت: ٣٤ - ٣٥).

    وقال تعالى:
    *والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين* (آل عمران:١٣٤).

    وعلى هذا النسق جاءت توجيهات أهل البيت عليهم السلام:
    قال الإمام الباقر عليه السلام:
    *إن الله عز وجل يحب الحيي الحليم*.

    وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يشتم قنبرا، وقد رام قنبر أن يرد عليه، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام:
    *مهلا يا قنبر، دع شاتمك، مهانا، ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عودك، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه*.

    وقال عليه السلام:
    *أول عوض الحليم من حلمه، أن الناس أنصاره على الجاهل*.

    وقال الصادق عليه السلام:
    *إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان، فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت، وأنت أهل لما قلت، ستجزى بما قلت*.
    *ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت، سيغفر الله لك، إن أتممت ذلك. قال: فإن رد عليه ارتفع الملكان*.


    وقال الصادق عليه السلام:
    *ما من عبد كظم غيظا، إلا زاده الله عز وجل عزا في الدنيا والآخرة، وقد قال الله عز وجل*:
    *والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين وأثابه مكانه غيظه ذلك*.


    وقال الإمام موسى بن جعفر عليه السلام:
    *إصبر على أعداء النعم، فإنك لن تكافئ من عصى الله فيك، بأفضل من أن تطيع الله فيه*.

    وأحضر عليه السلام ولده يوما فقال لهم:
    *يا بني إني موصيكم بوصية، فمن حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الاذن اليمنى مكروها، ثم تحول إلى الاذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئا فاقبلوا عذره*.

    وقد يحسب السفهاء أن الحلم من دلائل الضعف، ودواعي الهوان، ولكن العقلاء يرونه من سمات النبل، وسمو الخلق، ودواعي العزة والكرامة.

    فكلما عظم الإنسان قدرا، كرمت أخلاقه، وسمت نفسه، عن مجاراة السفهاء في جهالتهم وطيشهم، معتصما بالحلم وكرم الاغضاء، وحسن العفو، ما يجعله مثار الاكبار والثناء.
    كما قيل:
    وذي سفه يخاطبني بجهل *
    فآنف أن أكون له مجيبا...

    يزيد سفاهة وأزيد حلما *
    كعود زاده الاحراق طيبا

    ويقال: إن رجلا شتم أحد الحكماء، فأمسك عنه، فقيل له في ذلك قال: لا أدخل حربا الغالب فيها أشر من المغلوب.

    ومن أروع ما نظمه الشعراء في مدح الحلم، ما رواه الإمام الرضا عليه السلام، حين قال له المأمون:
    أنشدني أحسن ما رويت في الحلم، فقال عليه السلام:

    إذا كان دوني من بليت بجهله *
    أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل...

    وإن كان مثلي في محلي من النهى *
    أخذت بحلمي كي أجل عن المثل...

    وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى *
    عرفت له حق التقدم والفضل...

    فقال له المأمون: ما أحسن هذا، هذا من قاله؟ فقال:
    *بعض فتياننا*.


    ------------------------------------

    : أخلاق أهل &1575;لبيت (عليه السلام).
    المؤلف : السيد محمد مهدي الصدر.
    تاريخ الوفاة : ١٣٥٨.
    ص : ٣٥_٣٧.





    أين استقرت بك النوى

  • #2

    الأخ الكريم

    ( مصباح الدجى )
    بارك الله بكم

    كما تعودنا منكم في كل جديد

    نجد أجمل أختيار وأروع طرح .

    جعله الله في ميزان حسناتكم

    تحياتي .

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X