بسم الله الرحمن الرحيم
من الواضح أنّ الحوزة العلميّة مؤسسةٌ علميّةٌ قامت بالجانب العلميّ الاختصاصيّ خــيرُ قيامٍ ..
إذ أخذت على عاتقها تربية طلبة العلوم الدينيّة حتى خرّجت الفضلاء و العلماء و مراجع الدين و الخطباء و المبلغين، فــحفظت بذلك كيان المذهب الحق و دين المؤمنين عقيدةً و فروعاً.
بل خرّجت شعراء و ادباء و نحويين و بلاغيين و فلاسفة و علماء فلك...
و بــالتبع صارت الحوزة مؤسسة اجتماعية عامة، فإنّ المرجع الدينيّ و وكلائه المنتشرين في أصقاع العالم
وكــما يربون المؤمنين على التربية الدينيّة و يحافظون على عقيدتهم و دينهم..
كــذلك يقومون بشؤنهم الأخرى من عقدِ زواجٍ ،و إصلاحٍ بين الناس، و سدِّ عوزِ الفقراء و اليتامى و الأرامل، و إنشاء مستشفياتٍ و مساجدَ و معاهدَ و مراكزَ دينيّة..
فبالتالي لــم تقتصر خدمات الحوزة على الدّين و الفرد، بـــل جمعت بين ذلك و بين الدّين و المُجتمع.
هذا من الجانب الاجتماعي العملي..
و أمّا مِن الجانب الفقهي النظري فهي
كـــما صاغت علاقة الفرد بخالقه في جميع شؤونه و أطوار حياته،
فـــكذلك نظّمت علاقة الفرد بمجتمعه..
فمن ذلك أحكام الأسرة،
و أحكام العلاقة الزوجية،
و جميع فقه المعاملات من أحكام تجارة و إجارة و مضاربة و شركة و مزارعة و مساقاة وو... مما يرتبط بتنظيم حياة الإنسان بمجتمعه.
و لكنّ البعض يريد من الحوزة أن تتواجد في ما
لا يعنيها فعندما ينبهر بالمدنية الغربية ينعى الأمر على الحوزة!!
و كأنَّ الحوزة لم تقُم بواجبها في المصنع و الورشة و العلوم و التكنولوجيا الحديثة !
بـــــينما كانَ عليه أن ينعى نفسه ، لأنّه لم يقم بدوره، إذ يفترض أن تتوزع أدوار المجتمع الانساني أو الاسلامي فيكون لكلّ واحدٍ دور يقوم به..
فلا يطلب من الحوزة أن تخرّج الطبيب و مهندس الكهرباء و النجار و الفلاح و الحدّاد و و و..
فاذا جاء القائل و قال: لا نرى الدّين و الحضارة و يقصد هذه الأمور ، ففي قلبه أو عقله شــــيء!!..
نــــعم الحوزة تتدخل في كلّ ذلك من جانبها الدينيّ فتعطي الحكم الشرعيّ لكلّ وظيفة يقوم بها المكلف، و لكلّ مسألة في أيّ علمٍ، فهناك المسائل المرتبطة بالطب و البنوك و البورصات و التجارات و الصناعات و و و.
____________
سماحة العلامة الشيخ نزار آل سنبل (حفظه الله) مقرر أبحاث سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخُـراسانيّ(دام ظلّه) .