اللهم صل على محمد وآل محمد
- إن البنية العلمية ضرورية في مجال القرب إلى الله عزّ وجلّ، نحن مشكلتنا عندما نذكر السير والسلوك والأخلاق والعرفان، يتبادر إلى الذهن الأمور الروحية فحسب، والحالات الشعورية، والعواطف!.. والحال بأن هذه حركة من الحركات، وكل حركة تحتاج إلى بصيرة.. فالسفر يحتاج إلى علم بالمبدأو ،بالمنتهى، وبالطريق.. فإذا كانت هذه الأمور تحتاج إلى معرفة، فكيف بحركة النفس إلى الله عزّ وجلّ؟!..
- إن الإنسان يحتاج إلى ثقافة أولية قبل الحركة، وثقافة تفصيلية أثناء الحركة.. ولهذا فإن الذي لا يملك البنية العلمية: إما يبتلى بالإفراط والتفريط، أو يبتلى بالتراجع؛ لأنه لا يعلم ماذا يعمل؟.. إن هناك تجارب مشتركة بين الذين سلكوا إلى الله عزّ وجلّ، هذه التجارب مدونة في كتب الأخلاق، ومدونة في الكتب التخصصية في عالم العرفان.
- إن الذي يريد أن يمشي إلى الله -عزّ وجلّ- عليه أن يلّم بهذه المبادئ؛ لئلا تتكرر عنده الأخطاء.. وخاصة أن ّ بعض العلوم علوم تخصصية، أي الفقه ليس مجال اجتهاد شخصي؛ فمثلا: الإنسان الذي لا يراجع الرسالة العملية، فكيف له أن يحدس المسألة الشرعية والعقائد؟.. إنه يحتاج إلى تعلّم، وقراءة الكتب المدونة في هذا المجال.. ولهذا نرى بعض المنحرفين، زهدوا في الفقه والعقيدة والتفسير وما شابه ذلك، واكتفوا بالحالات الروحية.. وهذا انحراف، وخطأ.. فالأئمة -عليهم السلام- كانوا القمة في السير إلى الله عز وجل.. ومصدر هذه العلوم، هو الفقيه الذي يأتي ليستنبط آراء أئمة أهل البيت من خلال رواياتهم.
- إن الفقيه يستند إلى صاحب الحركة الأخلاقية والعرفانية، خاصةً في مجال الفقه.. إن البعض يعمل على حسب الظاهر، فهذا العمل لا يقربه إلى الله عزّ وجلّ.. فالإنسان الجاهل والمقصر، إذا توضأ وضوءاً باطلاً، هل يتوقع منه الإقبال والمقبولية في هذه الصلاة، وإن أتقن في بعض صوره الروحية؟.. هذا الإنسان الذي جاء بعبادة باطلة -عمدا أو سهواً، بشكل غير معذور- كيف يتقرب إلى -عزّ وجلّ- بعبادة باطلة في ظاهرها؟..
يتبع
------------------------------٠٠
الشيخ حبيب الكاظمي