اللهم صل على محمد وآل محمد
- إن على العبد عندما يريد أن يصل في سيره إلى الله -عزّ وجلّ- أن لا يكون مزاجيا في اختيار العبادة التي يريدها.. حيث أن لكل إنسان مزاجه وشهوته، حتى في مجال عبادة الله- عزّ وجلّ- والتقرب إليه.
- إن الإنسان له حالة من العاطفة الإنسانية، ولهذا فهو دائماً يحبُّ أن يكون تقربه إلى الله -عزّ وجلّ- من خلال خدمته للناس، ولو على حساب بعض الأمور العبادية.. أي عندما يأتي أول وقت الصلاة، و هناك متسع لقضاء حاجة المؤمن، ولكن رغبته الذاتية في أن يكون في خدمة الناس، فيقدم ذلك على عبادة ربه.. وبعض الأحيان يغلب على الإنسان مزاج المناجاة والهيمان والاستغراق في بحر المناجاة مع الله -سبحانه وتعالى- بحيث ينسى كل واجب اجتماعي، فيهمل أمر زوجته وأولاده، وهو الداء الذي اتخذه النصارى بعد المسيح -عليه السلام- إذ اتخذوا عبادة الله -عزّ وجلّ- حرفة ومهنة، وكأن الإنسان خلق ليكون في محراب العبادة.
فإذن، إن هذه الحالة المزاجية في اختيار الأسلوب العبادي في التقرب إلى الله -عزّ وجلّ- هو خلاف القاعدة الصحيحة، في التقرب إلى الله عزّ وجلّ.
- فما الحل؟.. الحلُّ أنّ الإنسان يفترض نفسه عبداً لله -عزّ وجلّ- فينظر دائماً في كلّ لحظة، وفي كلّ مكان: ما هو التكليف الذي يتوقع أن يحبه المولى؟.. وطبعاً لا يقطع بما يحبه المولى!.. ولكن يغلب على ظنه أنّ في هذه الساعة المناسب هو العمل بهذه الفكرة، فيقدم هذا العمل.. فأمير المؤمنين -صلوات الله عليه وسلامه- لذته الروحية في نخيل الكوفة، وهو يعيش حالة الهيمان في حبّ الله -عز وجل- وتعتريه الغشوة.. فهو (ع) قطعاً يفضل هذه الحالة على حربه في صفين والنهروان، ولكنه وهو يقتل بعض من يدعي الإسلام لواجبه الشرعي، يرى أن ذلك هو تكلفه.. وعليه، فإن المؤمن كي يكون متقرباً حقيقياً، عليه أن يلغي حالة المزاجية.. ولهذا نرى المؤمن ينتقل من لون إلى لون في خضم انشغاله بالعمل الاجتماعي، فهو يعيش حالة الذكر الباطني، لكي يستلقي في أجواء الإنابة والعودة إلى الله عزّ وجلّ.. ولهذا فإن الصلاة بالنسبة للمؤمن هي متنفس، لا أمر إلزامي.. ولو أن الله رفع التكليف عنه، لبقي مصلياً.. ولو رفع التكليف بالصيام لبقي صائما.
- إن الإنسان إذا رآه الله حريصاً على رضاه في كلّ حركة وسكنة: إما أن يلهم بإلقاء في الروع، أو يسدد في نطاق العمل.. أي أن المؤمن يتحرك ضمن قنوات، وهو لا يريدها وقد لا يرتضيها، ولكن الله -عزّ وجلّ- يجعله يعيش هذا الاتجاه.. كقصة يوسف (ع): فالله -سبحانه وتعالى- رسم له الطريق: بدءاً من وقوعه في غيابات الجبّ، والتقاط السيارة، وقصر العزيز، وسجن فرعون، إلى أن أصبح على خزائن الأرض.. طبعاً يوسف باعتباره نبياً كان ملهماً، ولكن بعض في الناس تحركاته في الحياة: في مجال الرزق، وفي مجال التخصص العلمي، وفي مجال اختيار الزوجة، حتى في شؤونه الجزئية في حياته.. الله -سبحانه وتعالى- يتبنى شأنه، بحيث يجعله في الطريق الذي يوصله إلى قربه
--------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
يتبع
- إن على العبد عندما يريد أن يصل في سيره إلى الله -عزّ وجلّ- أن لا يكون مزاجيا في اختيار العبادة التي يريدها.. حيث أن لكل إنسان مزاجه وشهوته، حتى في مجال عبادة الله- عزّ وجلّ- والتقرب إليه.
- إن الإنسان له حالة من العاطفة الإنسانية، ولهذا فهو دائماً يحبُّ أن يكون تقربه إلى الله -عزّ وجلّ- من خلال خدمته للناس، ولو على حساب بعض الأمور العبادية.. أي عندما يأتي أول وقت الصلاة، و هناك متسع لقضاء حاجة المؤمن، ولكن رغبته الذاتية في أن يكون في خدمة الناس، فيقدم ذلك على عبادة ربه.. وبعض الأحيان يغلب على الإنسان مزاج المناجاة والهيمان والاستغراق في بحر المناجاة مع الله -سبحانه وتعالى- بحيث ينسى كل واجب اجتماعي، فيهمل أمر زوجته وأولاده، وهو الداء الذي اتخذه النصارى بعد المسيح -عليه السلام- إذ اتخذوا عبادة الله -عزّ وجلّ- حرفة ومهنة، وكأن الإنسان خلق ليكون في محراب العبادة.
فإذن، إن هذه الحالة المزاجية في اختيار الأسلوب العبادي في التقرب إلى الله -عزّ وجلّ- هو خلاف القاعدة الصحيحة، في التقرب إلى الله عزّ وجلّ.
- فما الحل؟.. الحلُّ أنّ الإنسان يفترض نفسه عبداً لله -عزّ وجلّ- فينظر دائماً في كلّ لحظة، وفي كلّ مكان: ما هو التكليف الذي يتوقع أن يحبه المولى؟.. وطبعاً لا يقطع بما يحبه المولى!.. ولكن يغلب على ظنه أنّ في هذه الساعة المناسب هو العمل بهذه الفكرة، فيقدم هذا العمل.. فأمير المؤمنين -صلوات الله عليه وسلامه- لذته الروحية في نخيل الكوفة، وهو يعيش حالة الهيمان في حبّ الله -عز وجل- وتعتريه الغشوة.. فهو (ع) قطعاً يفضل هذه الحالة على حربه في صفين والنهروان، ولكنه وهو يقتل بعض من يدعي الإسلام لواجبه الشرعي، يرى أن ذلك هو تكلفه.. وعليه، فإن المؤمن كي يكون متقرباً حقيقياً، عليه أن يلغي حالة المزاجية.. ولهذا نرى المؤمن ينتقل من لون إلى لون في خضم انشغاله بالعمل الاجتماعي، فهو يعيش حالة الذكر الباطني، لكي يستلقي في أجواء الإنابة والعودة إلى الله عزّ وجلّ.. ولهذا فإن الصلاة بالنسبة للمؤمن هي متنفس، لا أمر إلزامي.. ولو أن الله رفع التكليف عنه، لبقي مصلياً.. ولو رفع التكليف بالصيام لبقي صائما.
- إن الإنسان إذا رآه الله حريصاً على رضاه في كلّ حركة وسكنة: إما أن يلهم بإلقاء في الروع، أو يسدد في نطاق العمل.. أي أن المؤمن يتحرك ضمن قنوات، وهو لا يريدها وقد لا يرتضيها، ولكن الله -عزّ وجلّ- يجعله يعيش هذا الاتجاه.. كقصة يوسف (ع): فالله -سبحانه وتعالى- رسم له الطريق: بدءاً من وقوعه في غيابات الجبّ، والتقاط السيارة، وقصر العزيز، وسجن فرعون، إلى أن أصبح على خزائن الأرض.. طبعاً يوسف باعتباره نبياً كان ملهماً، ولكن بعض في الناس تحركاته في الحياة: في مجال الرزق، وفي مجال التخصص العلمي، وفي مجال اختيار الزوجة، حتى في شؤونه الجزئية في حياته.. الله -سبحانه وتعالى- يتبنى شأنه، بحيث يجعله في الطريق الذي يوصله إلى قربه
--------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
يتبع