اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول الشيخ الدكتور محمد حسين الصغير :
خرجت من الجامعة الدينية في النجف الأشرف في احد الأيام مساءً وفي أوائل عام (1995م) بعد إحالتي على التقاعد بأيام ، واضعاً يدي إلى الخلف ، مطأطأ برأسي إلى الأرض ، مفكراً فيما وصلت إليه بعد جهاد طويل استمر اربعين عاماً وإذا بي أفاجئ السيد السيستاني قريباً من دارنا بنحو مائة متر ، سلمت عليه ورحبت به ، وأبديت متطلبات المجاملة الواقعية ، ومعه ولده البكر الثقة السيد محمد رضا .
قلت : سيدنا خيراً في هذا الليل ( وكان من عادته أن يكرس الليل للعمل العلمي)
قال : أنت تعلم ما بيني وبين السيد حسين بحر العلوم من خصوصية ، وهو مريض جئت إلى عيادته.
قلت : تفضلوا استريحوا في دارنا ، وأوصلكم في السيارة إلى داخل المدينة.
قال : الليلة تحصيل ، يقصد أنّ غداً يوم تدريس للبحث العالي الخارج ولابدّ من التحضير الليلي لمفردات موضوع البحث ، التفت إليّ وقال : أنت مشغول الفكر لم ترني حتى دنوت مني.
قلت له : سيدنا أنت تعلم أنا أعيش منذ أربعة وثلاثين عاماً استاذاً ، وأنا مكفي المؤونة كفافً براتبي في الجامعة ، وقد أحلت على التقاعد بما تعلمه من تفاصيل ، وأنا أفكر بماذا أسدّ متطلبات الحياة مالياً ، والحقوق الشرعية كما تعلم لا أتناول منها ، ولدي عرضان عرض من جامعات ليبيا بحدود ( 1500 دولار شهرياً) وعرض من جامعات الأردن بحدود ( 2500 دولار شهرياً) سيما وأنا بدرجة أستاذ أول ، وأنا أفكر في ذلك.
قال لي : لا تفعل ولا تترك النجف ، لك بي أسوة في الفقر ، فأنا رجل فقير أتكفف العيش منذ هبطت النجف حتى اليوم ، الفقر ليس عائقاً ، أتريد أن تتركني وحدي‼️
( وكان السيد بفضله يأنس بآرائي )
وأوكل لي المسؤولية الشرعية بموقع فيما بيني وبينه ما لا يعلمه حتى ولده) وما زال الأمر سرّاً حتى اليوم .
لدى خطاب السيّد لي بذلك ، أعرضت عن السفر لخارج العراق ، من أجل التعيين في الجامعات ، وصبرت معه على الفقر .
تعليق