تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
في عام 1968 قرر السيد محسن الحڪيم حج بيت الله الحرام، وڪان رئيس الوزراء طاهر يحيى في توديعه من مطار بغداد ، وحال وصول الحڪيم الى مڪَة المڪَرّمة قام ملك السعودية آنذاك فيصل بن عبد العزيز باستقباله وتهيئة مستلزمات الاستقبال المهيب بدعوة شخصيات دبلوماسية عالمية وزعامات دينيّة بارزة .. وبعد الترحاب والتهليل من الحاضرين جلس الملك فيصل واجلس الحڪيم الى يمينه واشار للآخرين بالجلوس وبدأت وفود الامراء بالتوافد للسلام على الملك والسيد الحڪيم .
وجاءت لحظة دخول شيخ الوهابيّة الضرير (بن باز) وڪان سليط اللسان لا يقيم وزناً للاصول والاعراف، ومشى وسط المجلس بخطى عصبيّة وسلّم على الملك فيصل ثم تجاهل الحڪيم وسلّم مصافحاً باقي الجلوس مما اوجد جوّاً مشحوناً واصيب الحضور بالصدمة للتصرّف الوقح لعبد العزيز بن باز .
وما أن اتخذ بن باز مجلسه الى يسار الملك حتى التفت اليه الملك فيصل غاضباً معاتباً ومذڪّراً من ان السيد الحڪيم ضيفه شخصيّاً الا ان بن باز بدا مصرّاً على موقفه رافضاً التزحزح عنه وعلا صوت الملك الذي نهره بعبارات ڪرر فيها بصوت عال ان السيد ضيفي وبن باز يڪرر بدوره عبارات جوفاء من قبيل ان هؤلاء رافضة يفسّرون القرآن بالباطن وهم بذلك مشرڪون والملك يجيبه بالاصرار على عبارة هذا ضيفي .. وسط هذا الجو المشحون تعجب الجالسين من رجال الدين والامراء من هدوء وسڪينة السيد الحڪيم ومن تصرف بن باز ووقاحته على السيد الحڪيم .. وبعد ان عجز الملك عن ثني بن باز التفت الى السيد الحڪيم معتذراً من تصرّف شيخ الوهابية بن باز فردّ السيّد الحڪيم بعبارات تمتم بها من ان الامر لا يستحق
فقال الملك فيصل ضاحڪاً في محاولة لترطيب الاجواء :
سيدنا لقد ابتلينا بقصّة تفسير الشيعة للقرآن بالباطن خلاف الظاهر فما كان من الحڪيم الا ان يجيب بصوت جهوري مخاطباً الملك فيصل :
ان شيخڪم بن باز الضرير هو اوّل من يصيبه الضرر اذا مافسّرنا القرآن بالظاهر ڪما يريد فرب العالمين يقول في محڪم ڪتابه "من ڪان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى وأضلّ سبيلا" !!. ما أن سمع شيخ الوهابيّة الاية التي غمزه فيها السيد الحڪيم حتّى احمرّ وجهه ولملم اطراف عباءته وخرج غاضباً من المجلس دون ان يودّع احداً وهو يرعد ويزبد من الحرج والاهانة التي تلقّاها في الصميم فقد بهت الذي ڪفر . ران صمت عميق في المجلس اثر ڪلمة السيّد الحڪيم ولم يقطع التوتّر الا القهقهة التي اطلقها الملك فيصل والذي اقبل على السيّد الحڪيم وهو يردد :
احسنتم سيّدنا أحسنتم والله احسنتم !!!
وفعلاً انتقلت عدوى القهقهة والضحك المتواصل من ڪل الجالسين الذين اعجبتهم التفاتة السيد الحڪيم والدرس البليغ الذي ادّب واخرس فيه بڪل برودة اعصاب شيخ الوهابيّة في عقر داره الامر الذي اثار اعجاب الجميع ملڪاً وضيوف وامراء من سعة علم السيد الحڪيم .