بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .
تعريف الغيبة .
وهي: ذكر المؤمن المعين بما يكره، سواء أكان ذلك في خلقه، أو خلقه، أو مختصاته. .
وليست الغيبة محصورة باللسان، بل تشمل كل ما يشعر باستنقاص الغير، قولا أو عملا،
كناية أو تصريحا. .
وهي من أخس السجايا، وألأم الصفات، وأخطر الجرائم والآثام، وكفاها ذما أن الله تعالى شبه المغتاب بآكل لحم الميتة، .
قال الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ .
الحجرات: 12 .
وقد جاءت الروايات الكثيرة عن أهل البيت عليهم السلام في ذمها .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه .
وقال الإمام الصادق عليه السلام: لا تغتب فتغتب، ولا تحفر لأخيك حفرة، فتقع فيها، فإنك كما تدين تدان .
التصامم عن الغيبة: .
وجدير بالعاقل أن يترفع عن مجاراة المغتابين، والاستماع إليهم، فان المستمع للغيبة صنو المستغيب، وشريكه في الاثم.
ولا يعفيه من ذلك الا أن يستنكر الغيبة بلسانه، أو يطور الحديث بحديث برئ، أو
النفار من مجلس الاغتياب، فان لم يستطع ذلك كله، فعليه الانكار بقلبه، ليأمن جريرة
المشاركة في الاغتياب. .
قال بعض الحكماء: إذا رأيت من يغتاب الناس، فاجهد جهدك أن لا يعرفك، فان أشقى
الناس به معارفوه. .
وكما يجب التوقي من استماع الغيبة، كذلك يجدر حفظ غيبة المؤمن، والذب عن كرامته، إذا ما ذكر بالمزريات، .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة ألبتة .
وجدير بالذكر أن حرمة الاغتياب مختصة بمن يعتقد الحق، فلا تسري إلى غيره من أهل الضلال. .
بواعث الغيبة .
للغيبة بواعث ودوافع أهمها ما يلي: .
1. العداء أو الحسد، فإنهما أقوى دواعي الاغتياب والتشهير بالمعادي أو المحسود. نكاية به، وتشفيا منه. .
2. الهزل، وهو باعث على ثلب المستغات، ومحاكاته إثارة للضحك والمجون. .
3. المباهاة: وذلك بذكر مساوئ الغير تشدقا ومباهاة بالترفع عنها والبراءة منها. .
4. المجاراة: فكثيرا ما يندفع المرء على الاغتياب مجاراة للأصدقاء والخلطاء اللاهين بالغيبة، وخشية من نفرتهم إذا لم يحاورهم في ذلك. .
مساوئ الغيبة: .
من أهم الأهداف والغايات التي حققها الاسلام، وعنى بها عناية كبرى، اتحاد المسلمين
وتآزرهم وتآخيهم، ليكونوا المثل الأعلى في القوة والمنعة، وسمو الكرامة، والمجد.
وعزز تلك الغاية السامية بما شرعه من نظم وآداب، لتكون دستورا خالدا للمسلمين،
فحثهم على ما ينمي الألفة والمودة، ويوثق العلائق الاجتماعية، ويحقق التآخي
والتآزر، كحسن الخلق، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والاهتمام بشؤون المسلمين،
ورعاية مصالحهم العامة. ونهاهم عن كل ما يعكر صفو القلوب، ويثير الأحقاد والضغائن
الموجبة لتناكر المسلمين، وتقاطعهم كالكذب، والغش، والخيانة، والسخرية.
وحيث كانت الغيبة عاملا خطيرا، ومعولا هداما، في تقويض صرح المجتمع، وإفساد علاقاته الوثيقة، فقد حرمها الشرع الاسلامي، وعدها من كبائر الآثام.
فمن مساوئها: أنها تبذر سموم البغضة والفرقة في صفوف المسلمين، فتعكر صفو المحبة،
وتفصم عرى الصداقة، وتقطع وشائج القرابة.
وذلك بأن الغيبة قد تبلغ المغتاب، وتستثير حنقه على المستغيب، فيثأر منه،
ويبادله الذم والقدح، وطالما أثارت الفتن الخطيرة، والمآسي المحزونة.
هذا إلى مساوئها وآثامها الروحية التي أوضحتها الآثار، حيث صرحت أن الغيبة تنقل
حسنات المستغيب يوم القيامة إلى المستغاب، فإن لم يكن له حسنات طرح عليه من سيئات
المستغاب، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يؤتى بأحدكم يوم
القيامة، فيوقف بين يدي الله تعالى، ويدفع إليه كتابه، فلا يرى حسناته، فيقول:
إلهي ليس هذا كتابي فاني لا أرى فيه طاعتي. فيقول له: إن ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب
عملك باغتياب الناس.
ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه، فيرى فيه طاعات كثيرة، فيقول: إلهي ما هذا كتابي،
فاني ما عملت هذه الطاعات، فيقول له: إن فلانا اغتابك فدفعت حسناته إليك (1). .
علاج الغيبة .
وذلك باتباع النصائح التالية: .
1. تذكر ما عرضناه من مساوئ الغيبة، وأخطارها الجسيمة، في دنيا الانسان وأخراه. .
2. الاهتمام بتزكية النفس، وتجميلها بالخلق الكريم، وصونها عن معائب الناس ومساوئهم، بدلا من اغتيابهم واستنقاصهم. .
3. استبدال الغيبة بالأحاديث الممتعة، والنوادر الشيقة، والقصص الهادفة الطريفة. .
4. ترويض النفس على صون اللسان، وكفه عن بوادر الغيبة وقوارصها، وبذلك تخف نوازع الغيبة وبواعثها العارمة. .
كفارة الغيبة .
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله: ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته .
والحمد لله رب العالمين .
تعريف الغيبة .
وهي: ذكر المؤمن المعين بما يكره، سواء أكان ذلك في خلقه، أو خلقه، أو مختصاته. .
وليست الغيبة محصورة باللسان، بل تشمل كل ما يشعر باستنقاص الغير، قولا أو عملا،
كناية أو تصريحا. .
وهي من أخس السجايا، وألأم الصفات، وأخطر الجرائم والآثام، وكفاها ذما أن الله تعالى شبه المغتاب بآكل لحم الميتة، .
قال الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ .
الحجرات: 12 .
وقد جاءت الروايات الكثيرة عن أهل البيت عليهم السلام في ذمها .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه .
وقال الإمام الصادق عليه السلام: لا تغتب فتغتب، ولا تحفر لأخيك حفرة، فتقع فيها، فإنك كما تدين تدان .
التصامم عن الغيبة: .
وجدير بالعاقل أن يترفع عن مجاراة المغتابين، والاستماع إليهم، فان المستمع للغيبة صنو المستغيب، وشريكه في الاثم.
ولا يعفيه من ذلك الا أن يستنكر الغيبة بلسانه، أو يطور الحديث بحديث برئ، أو
النفار من مجلس الاغتياب، فان لم يستطع ذلك كله، فعليه الانكار بقلبه، ليأمن جريرة
المشاركة في الاغتياب. .
قال بعض الحكماء: إذا رأيت من يغتاب الناس، فاجهد جهدك أن لا يعرفك، فان أشقى
الناس به معارفوه. .
وكما يجب التوقي من استماع الغيبة، كذلك يجدر حفظ غيبة المؤمن، والذب عن كرامته، إذا ما ذكر بالمزريات، .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة ألبتة .
وجدير بالذكر أن حرمة الاغتياب مختصة بمن يعتقد الحق، فلا تسري إلى غيره من أهل الضلال. .
بواعث الغيبة .
للغيبة بواعث ودوافع أهمها ما يلي: .
1. العداء أو الحسد، فإنهما أقوى دواعي الاغتياب والتشهير بالمعادي أو المحسود. نكاية به، وتشفيا منه. .
2. الهزل، وهو باعث على ثلب المستغات، ومحاكاته إثارة للضحك والمجون. .
3. المباهاة: وذلك بذكر مساوئ الغير تشدقا ومباهاة بالترفع عنها والبراءة منها. .
4. المجاراة: فكثيرا ما يندفع المرء على الاغتياب مجاراة للأصدقاء والخلطاء اللاهين بالغيبة، وخشية من نفرتهم إذا لم يحاورهم في ذلك. .
مساوئ الغيبة: .
من أهم الأهداف والغايات التي حققها الاسلام، وعنى بها عناية كبرى، اتحاد المسلمين
وتآزرهم وتآخيهم، ليكونوا المثل الأعلى في القوة والمنعة، وسمو الكرامة، والمجد.
وعزز تلك الغاية السامية بما شرعه من نظم وآداب، لتكون دستورا خالدا للمسلمين،
فحثهم على ما ينمي الألفة والمودة، ويوثق العلائق الاجتماعية، ويحقق التآخي
والتآزر، كحسن الخلق، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والاهتمام بشؤون المسلمين،
ورعاية مصالحهم العامة. ونهاهم عن كل ما يعكر صفو القلوب، ويثير الأحقاد والضغائن
الموجبة لتناكر المسلمين، وتقاطعهم كالكذب، والغش، والخيانة، والسخرية.
وحيث كانت الغيبة عاملا خطيرا، ومعولا هداما، في تقويض صرح المجتمع، وإفساد علاقاته الوثيقة، فقد حرمها الشرع الاسلامي، وعدها من كبائر الآثام.
فمن مساوئها: أنها تبذر سموم البغضة والفرقة في صفوف المسلمين، فتعكر صفو المحبة،
وتفصم عرى الصداقة، وتقطع وشائج القرابة.
وذلك بأن الغيبة قد تبلغ المغتاب، وتستثير حنقه على المستغيب، فيثأر منه،
ويبادله الذم والقدح، وطالما أثارت الفتن الخطيرة، والمآسي المحزونة.
هذا إلى مساوئها وآثامها الروحية التي أوضحتها الآثار، حيث صرحت أن الغيبة تنقل
حسنات المستغيب يوم القيامة إلى المستغاب، فإن لم يكن له حسنات طرح عليه من سيئات
المستغاب، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يؤتى بأحدكم يوم
القيامة، فيوقف بين يدي الله تعالى، ويدفع إليه كتابه، فلا يرى حسناته، فيقول:
إلهي ليس هذا كتابي فاني لا أرى فيه طاعتي. فيقول له: إن ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب
عملك باغتياب الناس.
ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه، فيرى فيه طاعات كثيرة، فيقول: إلهي ما هذا كتابي،
فاني ما عملت هذه الطاعات، فيقول له: إن فلانا اغتابك فدفعت حسناته إليك (1). .
علاج الغيبة .
وذلك باتباع النصائح التالية: .
1. تذكر ما عرضناه من مساوئ الغيبة، وأخطارها الجسيمة، في دنيا الانسان وأخراه. .
2. الاهتمام بتزكية النفس، وتجميلها بالخلق الكريم، وصونها عن معائب الناس ومساوئهم، بدلا من اغتيابهم واستنقاصهم. .
3. استبدال الغيبة بالأحاديث الممتعة، والنوادر الشيقة، والقصص الهادفة الطريفة. .
4. ترويض النفس على صون اللسان، وكفه عن بوادر الغيبة وقوارصها، وبذلك تخف نوازع الغيبة وبواعثها العارمة. .
كفارة الغيبة .
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله: ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته .
والحمد لله رب العالمين .
تعليق