إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حالات التذبذب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حالات التذبذب


    بسم الله الرحمن الرحيم
    - إن هذه الحالة تعتبر من قواصم الظهر بالنسبة للسالك، ومن الملاحظ أن طبيعة القلب هي طبيعة متقلبة ويقال: بأن سبب تسمية القلب بهذا الاسم، لأنه كثير التقلب.. فيلاحظ أنّ القلب في حال من الصعود والهبوط المستمر، وحالة من حالات القبض والانبساط.. بحيث لا يبقى الإنسان على حالة واحدة، حتى في الساعة الواحدة.. فهذا التذبذب قد يوجب حالة من حالات اليأس: فقد يرى في نفسه حالة إقبال، فيفرح.. ثم يشعر بأنه في حالة إدبار متواصل، وإذا به ييأس من حركة التكامل.
    - إن هذا المقدار من التذبذب، متوقع في سلوك الإنسان المؤمن.. فهو أشبه بالطائرة المحلقة في الأجواء العليا، تمشي مشياً سليماً، ولكن هناك مطبات هوائية تهبط وترتفع، ولكن ضمن المسار المرسوم، وضمن الآفاق العليا.. إنما الخوف إذا كان التذبذب عبارة عن تراجع، وتثاقل، ونزول دون الخط الطبيعي، وكما يعبر القرآن الكريم: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}، أي أن يعيش الإنسان حالة من الخمول وحالة من الذهول والاستئناس التام بالحياة الدنيا، بعد أن كان على نقيض ذلك.

    - إن من المعروف أنّ حالة التراجع بعد التقدم مكلفة جداً، فالذي يتقدم في السير الروحي إلى الله -عزّ وجلّ- ثم يقف ويتباطأ.. فإنه لا يقف على النقطة التي وصل إليها، وإنما يتراجع عما كان فيه، وذلك لأمرين:
    أولا: انتقام الشياطين: لأنه حاول أن يهرب من مملكتهم، فانتقموا منه.
    ثانيا: الخذلان الإلهي: لأنه لم يقدّر ما أعطي من هبات، فهو في مقام العمل هتك العطية الإلهية التي أنزلت عليه.

    - ولهذا فإن علماء الأخلاق يذكرون المؤمنين دائما بقضية بلعم.. فبلعم شخصية متميزة، والقرآن الكريم يصفه بوصف راق جدا فيقول: {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا}.. وآيات هي جمع آية، ولم يقل: آية من آياتنا، ومن ثم نسب الله -عز وجل- الإتيان إلى نفسه.. فبلعم كان مسدداً، وكان ملهماً، وكان منعماً عليه، ولكنه {فَانسَلَخَ مِنْهَا} وأصبح {مَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}.

    - إن بلعم لم يقدر النعم أو نعمة إتيان الآيات، وهذه سنة طبيعية في حياة البشرية، منذ زمان قارون إلى زماننا هذا: الذي يعطي بعض الهبات، ويعطى الآيات -بتعبير القرآن الكريم- ثم لا يعرف قدر هذه النعمة، من الممكن أن ينسلخ من ذلك، ويتحول إلى موجود خطير على حياة الآخرين

    --------------------------------
    الشيخ حبيب الكاظمي

    يتبع ٠٠


  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    بارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X