بسم الله الرحمن الرحيم
عندما مرض شيخ الطائفة مرتضى الانصاري ذهب الى منطقة التاجيّة لتغيير الهواء مدة فيقول الشيخ عباس كاشف الغطاء بهذا الصدد :
جئت الى ابن عمي الشيخ مهدي بن الشيخ علي ابن الشيخ كاشف الغطاء الى التاجيّة لعيادة الشيخ مرتضى الانصاري ، فلمّا وصلنا باب البستان التي هو فيها رأينا جماعة من الاعاظم جلوسا على باب البستان منهم العلامة السيد حسين الترك ، والفاضل الايرواني ، فقلنا: ما جلوسكم ؟
فقالوا : إنا لا نجسر على أن نطرق الباب فلعل الشيخ بالقرب من الباب.
فقلنا : لابدّ لنا من ذلك. فتقدمت أنا وطرقت باب البستان ، فجاء خادم الشيخ الحاج ملا رحمة الله الشوشتري ، فقلنا له : إنا جئنا لعيادة الشيخ الانصاري فأن كان يسهل عليه دخولنا دخلنا ، وألا رجعنا . ولا نرضى أن يتكلّف من جهتنا بشيء .
فدخل وبعد هنيئة خرج وأدخلنا واذا بحوض ماء ، وفي أطرافه حُصر مفروشة في طرف منها دوشك (فراش للنوم) جالس عليه الشيخ الانصاري ، فدخلنا وسلّمنا عليه ، فردّ السلام ، ورحب بنا .
فجلس الجماعة على غاية من الادب كلّ على ركبتيه مُخرجا ليده من العباءة مُطرقا برأسه الى الارض ، فالتفت الشيخ الانصاري أليّ وقال :
يا شيخ عباس ما عند عجائز بيت الشيخ من الدواء لهذا الاسهال ؟ ( كان مرض الشيخ الاسهال).
فقلت : شيخنا إن عجائز البيت يصفون له السمّاق والكشك وأمثال هذه القوابض ، لكن الدواء العُمدة - الحمد لله - حاصل لكم فإنه لا ينعقد اليوم مجلس في الدنيا الا في الدعاء لكم بالشفاء ، ولا يصلي مؤمن الا وهو يدعوا بالشفاء ولا يزور احد المشاهد المشرفة زائرا الا ويدعوا في شفائكم ، وهذا غير الختوم والتوسلات المخصوصة من الخواص في طلب الشفاء والدعاء لكم .
فقال الشيخ الانصاري : يا شيخ عباس ، جزى الله المؤمنين خيراً.
((مالحياة والموت ألا حالتان للنفس ، ولكن الخوف من سواد الوجه هناك).