بسم الله الرحمن الرحيم
يقول احد الاشخاص 1
تشرَّفنا بزيارةِ شيخنا الأستاذ زعيم الحوزة العلمية في قم المقدسة، المرجع الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله
(فائدةٌ معرفية)
بعد السلام عليه والاطمئنان عن صحته، طرحت عليه (دام ظلُّه) السؤالَ التالي:
لقد ورد من طرق الشيعة الإمامية ومن طرق المخالفين وصفُ أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه صاحبُ حوض النبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآله)، والروايات في ذلك متظافرة؛ ولكن الذي لفت انتباهي هو حديث الكساء المشهور عن جابر الأنصاري
حيث جاء فيه قولُ النبي (صلَّى اللهُ عليه وآله) لابنه الحسن (سلامُ اللهِ عليه): "وعليكم السلام يا ولدي ويا صاحب حوضي". فما الوجهُ في ذلك؟!
فأجاب (دامت توفيقاته) ما ملخَّصه: إنَّ العناوين الثابتة للمعصوم (سلامُ اللهِ عليه) على نحوين: عناوين مختصة وعناوين مشتركة.
فما ثبتَ كونُهُ مختصاً بأمير المؤمنين (سلامُ اللهِ عليه) وجاءت روايةٌ تنسبُهُ لغيره من المعصومين (عليهم السلام) لا نرفعُ اليدَ عن الخصوصية، وإنما يكون الاختصاص فيه بالأصالة واتصاف غيره به بالنيابة.
ومن ذلك عنوان "صاحب الحوض"، حيث إنَّهُ مختصٌّ بأمير المؤمنين (عليه السلام) كما هو الحال في عنوان "حامل اللواء"؛ وقد ورد ما يفيد كونهم كلهم (صلواتُ اللهِ عليهم) ولاةُ الحوض، فيكونون كذلك بالنيابة لا الأصالة، لثبوت اختصاصه بأمير المؤمنين (عليه السلام).
وكذلك الحال بالنسبة للإمام الحسن (عليه السلام).
فائدةٌ سلوكيَّة
سألني (دام ظلُّهُ) إن كنت سأزورُ الإمامَ الرضا (عليه السلام)؟ فأخبرتُهُ أنَّني زرتُهُ قبل أن آتي إلى قم؛ وأنَّ زيارتي ـ عملاً بوصيته دام ظلُّه ـ كانت نيابةً عن أمير المؤمنين (صلواتُ اللهِ عليه).
وأنَّني نشرتُ هذه الفائدة على المنابر الحسينية في أكثر من دولة.
فضحك سماحتُهُ مسروراً مثنياً، ثم أردفَ قائلاً:
عندما تزورُ الإمام (عليه السلام) عن نفسك فإنَّكَ تُلحَظُ بالمعنى الاسمي، يعني: يُنظَرُ إليك أنت بشخصك
أمَّا عندما تزوره (سلامُ اللهِ عليه) نيابةً عنهم (صلواتُ اللهِ عليهم) فإنَّك تُلحظُ بالمعنى الحرفي، فلا تكونُ أنت الملحوظَ، بل المنوبُ عنه هو الملحوظ، وأنت الواسطةٌ.
ويترتَّبُ على ذلك مضاعفةُ الثواب أضعافاً، وازدياد اهتمام السماء بالزائر النائب عنهم أو عن أحدهم (صلواتُ اللهِ عليهم)، لعظمةِ المنوب عنه وعلوِّ قدرِهِ.
وعند الوداع.. قبَّلتُ يدَهُ المباركة.. وأخبرتُهُ بأنَّني مسافرٌ إلى النجف، فدعا لي، ثم قال: أدعُ لي وسادعو لك.
--------------------------
1 الدر العاملي