يعتقد بعض من الناس أن الانسان مجبر على اختيار زوجه(1) ، و هو غير مختار في ذلك و إن أقدم على ذلك بملئ إرادته مختصرين اعتقادهم هذا بكلمة إن (الزواج قسمة و نصيب).
و في الحقيقة إن هذا الاعتقاد عارٍ عن الصحة وهو من المعتقدات الباطلة. فإن للإنسان مدخلية في اختيار الزوج إلا من أجبر بصورة جلية و هي حالات نادرة كإجبار بعض العشائر بناتهم على الاقتران بشخص محدد إما لكونه قريباً لها كإبن العم أو للتصالح و التراضي بين قبيلتين و ما شابه.
و دليل بطلان هذا الاعتقاد الكثير من الروايات التي وردت عن أهل البيت (عليهم السلام ) منها قول الرسول الاكرم ( صلى الله عليه و آله ) : « تنكح المرأة لأربع : لمالها وجمالها ونسبها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك » (2) . وفي حديث أبي عبيدة عنه (صلى الله عليه و آله) أنه قال : " إياكم و خضراء الدمن فقيل يا رسول الله و ما خضراء الدمن فقال ص المرأة الحسناء في منبت السوء " (3). ففي الروايتين السابقتين عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أمرٌ للشاب المؤمن أن يتخير من النساء من هي ذات الدين وأن يتجنب من نشأت في بيئة فاسدة و إن كانت على درجة عالية من الجمال. وبما إن من لا يملك حرية الاختيار لا يصح أن يؤمر إذن فللإنسان مدخلية في اختيار الزوج ولا صحة لما يقال بـأن ( الزواج قسمة و نصيب).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الزوج : كلمة تطلق على الذكر و الانثى . بل إطلاقها على الانثى أصح من لفظ (الزوجة) . قال (تعالى) : " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ " البقرة 35
(2) جامع الاخبار ج13 ص10
(3) عوالي اللآلي ج1 ص87
تعليق