نص الشبهة:
كنا نتناقش مع بعض الأخوة .. وكان نقاشنا أخوياً.. و رد عند أحد الأخوة أن الشيخ المفيد (رحمه الله) ينكر كسر ضلع الزهراء (عليها السلام) .. وذلك من خلال بعض المصادر التالية: المرجع: الإرشاد ج1 ص 355، وفي إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسي ج1 ص395 مؤسسة آل البيت، إيران 1417 هـ . أود من سماحتكم وبإيجاز شديد التحقق وما يمكن أن نرد على من يثير هكذا كلام ونحن دائما نتطلع إلى إفاضاتكم علينا.
الجواب:
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإن الشيخ المفيد (رحمه الله) قد صرح في كتابه الاختصاص ص185 وعنه في البحار ج29 ص 192 بأن عمر قد «رفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنيها قد نقف. ثم أخذ الكتاب فخرقه»، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت.
وقال في الاختصاص ص 344 وعنه في البحار ج29 ص 192 وج 28 ص 227 وج 7 ص270: «إن الثاني قد ضرب الباب برجله فكسره، وأنه، رفس فاطمة برجله، فأسقطت المحسن».
وقال في الاختصاص ص 244 عن أبي عبد الله في حديث جاء فيه: « وقاتل أمير المؤمنين، وقاتل فاطمة، وقاتل المحسن، وقاتل الحسن والحسين». وفي كتاب المقنعة للشيخ المفيد ص 459: «السلام عليك أيتها البتول الشهيدة الطاهرة».
وأما ما ذكره في كتاب الإرشاد فلا يتنافى مع هذا الذي ذكرناه، لأنه قال في ج1 ص355: «وفي الشيعة من يذكر: أن فاطمة (صلوات الله وسلامه عليها) أسقطت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ولداً ذكراً، كان سماه رسول الله (عليه السلام) محسناً، فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) ثمانية وعشرون».
ومن الواضح: أن كلمة «الشيعة» تطلق في زمن المفيد على الإسماعيلية، والزيدية، والمعتزلة، والإمامية، وغيرهم.
فالطائفة التي تقول بإسقاط المحسن، وكسر الضلع، وضرب الزهراء هم الإمامية..
وحتى لو أن الشيخ المفيد (رحمه الله) لم يذكر شيئاً عن ضرب الزهراء، وإسقاط الجنين، وكسر الضلع، فإن هذا لا يدل على إنكاره لذلك، فإنه لا يجب على كل مؤلف أن يذكر في كتبه كل صغيرة وكبيرة، بل هو يذكر ما يناسب حال المخاطبين.. وذلك واضح لا يخفى. وأما كتاب إعلام الورى، فليس هو للشيخ المفيد (رحمه الله)، ولكنه جاء بنفس عبارته.. والكلام هو الكلام..
المصدر / مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، للسيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثانية»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423- 2002، السؤال (120).
تعليق