بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيد المطهري يوجّه نقداً هامّاً للذين لا يهتمّون بالعلوم غير الوحيانية وغير الروائية
قيل لرجل من أهل العلم: اقرأ الفلسفة! فقال سأقرأ الحديث بدلاً منها!
إن هذه الجملة ذات صورة جميلة عند البسطاء؛ لكن هي كما إذا قيل لشخص: خذ هذا المفتاح فيرفض بأنّه: سأضغط على الباب وأفتحه بدلاً من المفتاح!
نقول لبعض الأشخاص اقرأوا الكتب الأخلاقية والتربوية الحديثة! فيجيبون بأنا نطالع الحديث بدلاً من ذلك.
هؤلاء لا يعلمون أنّ العلم مفتاح الوحي، ولا نستطيع أن ندرك لطائف القرآن والحديث إلّا إذا وقفنا عن طريق العلم على المفاهيم الدقيقة في الفلسفة، وعلم النفس، والاجتماع.
فالعلم من جهة هو بمثابة نظّارة للقراءة؛ فإذا قيل إنك تعاني من ضعف في البصر لا يصح أن تقول: سأستعيض عن النظّارة بالمطالعة.
جاء في الحكمة 238 من نهج البلاغة: «العلم علمان: مطبوع ومسموع، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع». فالذين يقولون: نستغني بالحديث عن العلم كأنّهم يقولون: نستغني بالمسموع عن المطبوع.
-----------------------------
المفكر الشهيد مرتضى المطهري.
تعليق