اللهم صل على محمد وآل محمد
“... فان الحياة أصالة للروح، وما دامت الروح في الجسم، فان الجسم يستمد حياته منها، وعندما تفارق الروح البدن، وتقطع علاقتها به، لا يقوى البدن من القيام بأي عمل، الا ان الروح تستمر في حياتها.
ومما يستنبط من تدبر الآيات القرآنية، وكلام أهل بيت العصمة(ع) ان الروح الانسانية غير مادية، ولكنها تنشئ نوعا من العلاقة والوحدة مع الجسم، إذ يقول الله تعالى في كتابه المبين:
لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر.
ويتضح من سياق الآيات، ان أوائلها تصف الخلقة المادية بشكلها التدريجي، وأواخرها عندما تشير إلى خلقة الروح أو الشعور والإرادة، فإنها تصفها بخلقة أخرى، تختلف عن خلقتها الأولى[...]
وفضلا عن هذا، فان القرآن الكريم، يعرف الروح بصورتها المطلقة غير المادية، بقوله تعالى: {ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}
-------------------------------
[العلامة الطباطبائي، الشيعة في الإسلام]