بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام إلى الفقيه الجليل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، وقد جاء فيها:
*اعْتَصَمتُ بحَبْل اللهِ ، بسم الله الرّحمن الرّحيم ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَب العالَمينَ ، وَالْعاقِبَة لِلْمُتَقينَ ، وَالْجَنَة لِلْمُوَحَدينَ ، وَالنَّارُ للمُلحِدينَ ، وَلا عدوان إلا عَلَى الظالِمينَ ، وَلا إله إلا الله أَحَسَنَ الخالِقِينَ ، وَالصّلاة عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمّدِ وَعِتْرَتِه الطاهرينَ* .
*أمَّا بَعْدُ - أوصيك - يا شيخي وَمُعْتَمَدى وَ فَقيهي أبا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ الحسين بن بابويه القمّي ، وفقك اللهُ لِمَرْضاتِه ، وَجَعَلَ من صلبك أولاداً صالحينَ بِرَحْمَتِه - بتقوى الله -، وَإِقامَ الصَّلاةِ ، وَإيتاء الزّكاة ، فَإِنَّهُ لا يُقبل الصلاة مِنْ مانع الزّكاة*.
*وأوصيك بمَعْفرَة الذنْبِ ، وبكظم الْغيض ، وَصلَّهِ الرّحم ، ومواساة الإخوانِ ، وَالسّعي في حوائجهم في العَسْرِ وَالْيُشر ، والحلم ، وَالتفَقُه في الدين ، وَ التثبتِ في الأمر ، وَالتَعاهد لِلْقُرْآنِ ، وَحُسْن الْخُلقِ ، وَالأمر بالمغروف ، وَالنهِي عَنِ الْمُنكَرِ*.
*فَإِنَّ الله عَزّ وَجَلَّ قال* :
*لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ* ...} [النساء : 114] *وَاجْتِنابِ الْفواحش كُلّها*.
*وَعَلَيْكَ بصلاة الليل ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أوصى علياً فقال* :
*يا عَلِيّ ، عَلَيْكَ بصَلاةِ اللَّيْلِ ، عَلَيْكَ بصَلاةِ اللَّيْلِ ، عَلَيْك بصلاة اللَّيْلِ ، وَمَنِ اسْتَخف بصَلاةِ اللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنّا* .
*فَاعَمَلَ بِوَصيّتي ، وَأَمر جَميعَ شيعتي حَتَى يَعْمَلوا عَلَيْها* .
*وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ وَانْتِظارِ الْفَرَج ، فَإِنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله قال* :
*أَفَصَلَ أعْمالِ اُمّتي انتظارُ الفَرَج ، ولا تزال شيعَتُنا في حُزن حَتى يَظهَرَ وَلَدِي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله ، يَمُلأ الأرض قسطاً وَعَدْلاً كما مُلِئت ظلْماً وَجَوْراً* .
*فاصبر يا شيخي يا أبا الْحَسَنِ عَلِي ، وَأَمَرْ جَميعَ شيعتي بالصّبر [ف] إِنَّ الْأَرْضَ لِله يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ* } [الأعراف : 128]
*والسلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جميع شيعَتِنا وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَحَسَبنا الله وَنِعْمَ الْوَكيلُ ، نِعَمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النّصير* .
------------------------------------------
موسوعة سيرة أهل البيت عليهم السلام.
المؤلف : الشيخ باقر شريف القرشي.
الجزء :٣٤.
تحقيق : الشيخ مهدي باقر القرشي.ص : ١٠٦.
تعليق