بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الفقر وعدم العملة
ذكر أحدهم قال: كنت أحضر مجلس السيد علي القاضي ( قده ) وكنت في ضائقة مالية شديدة، شأن أكثر الطلبة في النجف الأشرف، كنت أتعشى أكثر الليالي بالخبز والشاي فقط، وفي إحدي الليالي كانت لدي قطعة نقدية صغيرة تكفي لشراء قرص من الخبز وكان في نيتي أن أشتري بها الخبز عندما أعود من المجلس، وفي أثناء حديثه (وكان مجلسه (قده) في غرفة من غرف المدرسة الهندية) دخل علينا مسكين يستعطي، وفجأة مدّ السيد القاضي يده نحوي وقال: هل لديك شيء تعطي هذا المسكين؟ فمددت يدي في جيبي وأخرجت القطعة النقدية الوحيدة ودفعتها له، فأخذها ودفعها للمسكين، ثم واصل الحديث.
فخرجت من عنده وودّعت أصحاب المجلس ولم أبدِ لأحد منهم شيئاً، وذهبت إلى غرفتي ولعدم وجود الخبز لم أصنع الشاي وقمت بتحضير دروسي حتى انتهيت وأردت أن أستلقي على فراشي للنوم وقد أخذ الجوع مني مأخذاً والوساوس الشيطانية تهجم على قلبي وتسول لي، وكنت أدفعها عن نفسي بالإستغفار والإنابة.
وإذا بالباب يطرق فقمت وفتحت الباب وإذا بالسيد القاضي، فرحبت به وجلس وأخرج من تحت ردائه إناء فيه طعام أرز مع الماش وقليل من اللحم والخبز وطلب مني مشاركته في الأكل، فأكلت حتى شبعت ثم قال وبصوت عال خلاف عادته: وأين الشاي؟ فقمت بسرعة وأحضرت الشاي فشرب كوباً صغيراً ونهض وودعني وخرج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ