هل ان الامام علي (ع) مدح عمر بن الخطاب في نهج البلاغة ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لابد للمستدل من ابراز الدليل على دعواه ويشترط ان يتطابق ويتساوى الدليل مع المدعى حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا يختلف احدهما عن الاخر .
واذا لم يتطابق الدليل مع المدعى فاما ان يكون الدليل اعم من المدعى او اخص منه واما ان يكون هناك اختلاف وتباين وعدم التقاء بين الدليل والدعوى وهذا هو القول بلا علم من غير دليل .
ونجد البعض ممن يدعي شيئا الا ان دعواه في وادي والدليل الذي استدل به في وادي اخر .
ومن هذا القبيل الدليمي الذي قال بان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قد مدح عمر بن الخطاب في احدى خطبه في كتاب نهج البلاغة فقال عنه :
( لله بلاء فلان ! فقد قوّم الأود ، وداوى العمد ، خلّف الفتنة ، وأقام السُـنّة ، ذهب نقي الثوب قليل العيب ، أصاب خيرها ، وسـبق شـرّها ، أدى إلى الله طاعته ، واتّقاه بحقّه ) - 1 -
قال ابن أبي الحديد في شـرح نهـج البلاغـة : ( وفلان المكنّى عنه : عمر بن الخطّاب ، وقد وجـدت النسـخة الّتي بخـطّ الرضـي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان : عمر ، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى ابن أبي زيد العلوي ، فقال لي : هو عمر ، فقلت له : أثنى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام ) ؟ فقال : نعم . انتهى ) - 2 -
أقـول - 3 - :
اختلفت أقوال الشرّاح لـ ( نهج البلاغة ) في معرفة الشخص الّذي عناه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : ( فلان ) هنا ، وإن شئت الإطلاع على هذه الاختلافات فارجع إلى شرح النهج لابن أبي الحديد نفسـه ، في بداية ج 12 ، ص 4 ، لتقف عليها .
والملاحظ من النصّ الّذي نقله الدليمي هنا بأنّ المراد من فلان : عمر ، إنّما هو : نقل ابن أبي الحديد لا غير ، وابن أبي الحديد ليس إمامي المذهب ، فنقله ليس حجّـة علينا ، فالحجّة هو ظاهر كلام الإمام (عليه السلام) ، وظاهره لا يدلّ على أنّ المراد هو عمر ، وما قاله العلوي إنّما هو اجتهاد لا يلزم غيره ، وما كُتب في نسخة الرضي إن كان من غيره فالكاتب مجهول ، وإن كانت من الرضي فهو لا يتعدّى كونه اجتهاداً لا يكون حجّـة على غـيره .
ومن هذا كلّه نعلم : إنّ كلام الإمام (عليه السلام) نفسـه لا دليل فيه - على مدح عمر - ، وإنّما الدليل من خارج كلامه ، والمفروض أنّ الكاتب يستند في دعواه على كلام الإمام (عليه السلام) لا على كلام غيره ، وهذا الأمر لم يحصل هنا !!
وعليه : يبقى هذا المقطع من كلام الإمام (عليه السلام) مجملا لا دليل فيه على تعيين مدح أحد بعينه .
نعم ، هناك جملة روايات تشير إلى أنّ الإمام (عليه السلام) أراد به عمر بن الخطّاب ، وكان يقرّه على لسان نادبة لعمر قالته بعد موته ، إلاّ أنّ جميع هذه الروايات ليست تامّة سنداً ، فلا تتمّ الحجّـة بها على أية حال - 4 -
****************************
الهوامش :
1 - نهج البلاغة ، خطب الإمام علي (ع) ، ج 2 ، ص 222 .
2 - شرح نهج البلاغة ، ج 3 ، ص 12 *** عن الشيعة وأهل البيت (عليهم السلام) ، ص 96 ، لإحسان إلهي ظهير .
3 - القائل هو الشيخ خالد البغدادي ، في كتاب تصحيح القراءة في نهج البلاغة ، الناشر: مركز الأبحاث العقائدية ، ص 90 .
4 - انظر : تاريخ المدينة المنورة ، ج 3 ، ص 941 تجده يرويه مرسلا *** وتاريخ الطبري ، ج 3 ، ص 285 *** وتاريخ ابن كثير ، ج 7 ، ص 157 يرويانه بسند فيه : (ابن دأب) وهو لم يوثّق ، كما في ميزان الاعتدال ، للذهبي ، ج 3 ، ص 216 ، ولسان الميزان ، لابن حجر ، ج 4 ، ص 322 *** ويرويه ابن عساكر في تاريخه ، ج 44 ، ص 457 بسندين يشتملان على جماعة من المجاهيل .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لابد للمستدل من ابراز الدليل على دعواه ويشترط ان يتطابق ويتساوى الدليل مع المدعى حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا يختلف احدهما عن الاخر .
واذا لم يتطابق الدليل مع المدعى فاما ان يكون الدليل اعم من المدعى او اخص منه واما ان يكون هناك اختلاف وتباين وعدم التقاء بين الدليل والدعوى وهذا هو القول بلا علم من غير دليل .
ونجد البعض ممن يدعي شيئا الا ان دعواه في وادي والدليل الذي استدل به في وادي اخر .
ومن هذا القبيل الدليمي الذي قال بان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قد مدح عمر بن الخطاب في احدى خطبه في كتاب نهج البلاغة فقال عنه :
( لله بلاء فلان ! فقد قوّم الأود ، وداوى العمد ، خلّف الفتنة ، وأقام السُـنّة ، ذهب نقي الثوب قليل العيب ، أصاب خيرها ، وسـبق شـرّها ، أدى إلى الله طاعته ، واتّقاه بحقّه ) - 1 -
قال ابن أبي الحديد في شـرح نهـج البلاغـة : ( وفلان المكنّى عنه : عمر بن الخطّاب ، وقد وجـدت النسـخة الّتي بخـطّ الرضـي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان : عمر ، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى ابن أبي زيد العلوي ، فقال لي : هو عمر ، فقلت له : أثنى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام ) ؟ فقال : نعم . انتهى ) - 2 -
أقـول - 3 - :
اختلفت أقوال الشرّاح لـ ( نهج البلاغة ) في معرفة الشخص الّذي عناه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : ( فلان ) هنا ، وإن شئت الإطلاع على هذه الاختلافات فارجع إلى شرح النهج لابن أبي الحديد نفسـه ، في بداية ج 12 ، ص 4 ، لتقف عليها .
والملاحظ من النصّ الّذي نقله الدليمي هنا بأنّ المراد من فلان : عمر ، إنّما هو : نقل ابن أبي الحديد لا غير ، وابن أبي الحديد ليس إمامي المذهب ، فنقله ليس حجّـة علينا ، فالحجّة هو ظاهر كلام الإمام (عليه السلام) ، وظاهره لا يدلّ على أنّ المراد هو عمر ، وما قاله العلوي إنّما هو اجتهاد لا يلزم غيره ، وما كُتب في نسخة الرضي إن كان من غيره فالكاتب مجهول ، وإن كانت من الرضي فهو لا يتعدّى كونه اجتهاداً لا يكون حجّـة على غـيره .
ومن هذا كلّه نعلم : إنّ كلام الإمام (عليه السلام) نفسـه لا دليل فيه - على مدح عمر - ، وإنّما الدليل من خارج كلامه ، والمفروض أنّ الكاتب يستند في دعواه على كلام الإمام (عليه السلام) لا على كلام غيره ، وهذا الأمر لم يحصل هنا !!
وعليه : يبقى هذا المقطع من كلام الإمام (عليه السلام) مجملا لا دليل فيه على تعيين مدح أحد بعينه .
نعم ، هناك جملة روايات تشير إلى أنّ الإمام (عليه السلام) أراد به عمر بن الخطّاب ، وكان يقرّه على لسان نادبة لعمر قالته بعد موته ، إلاّ أنّ جميع هذه الروايات ليست تامّة سنداً ، فلا تتمّ الحجّـة بها على أية حال - 4 -
****************************
الهوامش :
1 - نهج البلاغة ، خطب الإمام علي (ع) ، ج 2 ، ص 222 .
2 - شرح نهج البلاغة ، ج 3 ، ص 12 *** عن الشيعة وأهل البيت (عليهم السلام) ، ص 96 ، لإحسان إلهي ظهير .
3 - القائل هو الشيخ خالد البغدادي ، في كتاب تصحيح القراءة في نهج البلاغة ، الناشر: مركز الأبحاث العقائدية ، ص 90 .
4 - انظر : تاريخ المدينة المنورة ، ج 3 ، ص 941 تجده يرويه مرسلا *** وتاريخ الطبري ، ج 3 ، ص 285 *** وتاريخ ابن كثير ، ج 7 ، ص 157 يرويانه بسند فيه : (ابن دأب) وهو لم يوثّق ، كما في ميزان الاعتدال ، للذهبي ، ج 3 ، ص 216 ، ولسان الميزان ، لابن حجر ، ج 4 ، ص 322 *** ويرويه ابن عساكر في تاريخه ، ج 44 ، ص 457 بسندين يشتملان على جماعة من المجاهيل .
تعليق