الإمام محمد الباقر(عليه السلام) خامس الأئمة الأطهار من أهل البيت المعصومين الذين نص النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) على خلافتهم من بعده؛ وقد تعلّم في مدرسته علماء كثيرون، كما كان العلماء يرونه بحراً زاخراً واماماً لا ينازعه أحد في العلم والمعرفة واستاذاً فذاً في جميع العلوم التي عرفها أهل عصره والتي لم يعرفوها آنذاك.
وبحكم ذلك، ان مما أفاء به الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في المجال الاجتماعي هي وصاياه التي كان يقدمها لشتى طبقات الناس، منها على سبيل المثال لا الحصر كــ" أحد أبنائه أو احد السلاطين أو لشخص من العامة" ، وقد اضطلع الإمام (عليه السلام) بهذه المهمة رغبة منه في إنشاء مجتمع سوي مستقيم غير منحرف تحكمه قيم ومثل عليا، وفيما يلي بعض هذه الوصايا:
قال (عليه السلام) : "يا بني ان الله تعالى خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء، خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئاً، فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرن من المعصية شيئاً، فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحداً، فلعله ذلك الولي"([1]) .
ثانياً: وصيته لعمر بن عبد العزيز
دخل الإمام محمد الباقر (عليه السلام) على عمر بن عبد العزيز، فقال له : "يا أبا جعفر أوصني" ، قال : "أوصيك بتقوى الله وان تتخذ صغير المسلمين ولداً ، وأوسطهم أخاً، وكبيرهم أباً، فارحم ولدك وصل أخاك وبر أباك، وإذا صنعت معروفاً فربه".
وبهر عمر بن عبد العزيز بهذه الحكمة الجامعة وراح يبدي إعجابه بها قائلاً : "رحمك الله جمعت لنا والله ما ان أخذنا به ، وأماتنا الله عليه استقام لنا الخير ان شاء الله"[2].
ثالثاً: وصيته (عليه السلام) لرجل من عامة المسلمين
قال الإمام محمد الباقر(عليه السلام) لرجل استوصاه : "أوصيك بتقوى الله وإياك والمزاح فانه يذهب هيبة الرجل وماء وجهه ، وعليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب فانه يهيل الرزق"[3] .
رابعاً: وصيته لجابر بن يزيد الجعفي
روي عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انه قال :" يا جابر اغتنم من أهل زمانك خمساً : ان حضرت لم تعرف وان غبت لم تفتقد، وان شهدت لم تشاور ، وان قلت لم يقبل قولك ، وان خطبت لن تزوج ، وأوصيك بخمس : ان ظلمت فلا تظلم ، وان خانوك فلا تخن ، وان كذبت فلا تغضب ، وان مدحت فلا تفرح ، وان ذممت فلا تجزع ، وفكر فيما قيل فيك ، فان عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله عز وجل عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس ، وان كنت على خلاف مما قيل فيك ، فثواب اكتسبته من غير ان يتعب بدنك ، واعلم بأنك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك ، وقالوا انك رجل سوء لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا انك رجل صالح لم يسرك ذلك، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله ، فان كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده ، راغباً في ترغيبه ، خائفاً من تخويفه فاثبت وابشر ، فانه لا يضرك ما قيل فيك ، وان كنت مبايناً للقرآن فماذا الذي يغرك من نفسك ، ان المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها ، فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله ، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته ، فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلك بان الله يقول : ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾[4] .
يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق ، تخلصاً إلى الشكر ، واستقلل من نفسك كثير الطاعة ازراءاً على النفس وتعرضاً للعفوا ، وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ ، واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف ، واحذر خفي التزين بحاضر الحياة ، وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل ، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم ، واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء ، وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص ، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة ، واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل ، واقطع أسباب الطمع ببرد الياس ، وسد سبيل العجب بمعرفة النفس ، وتخلص من راحة النفس بصحة التفويض ، واطلب راحة البدن لاجمام القلب ، وتخلص من اجمام القلب بقلة الخطأ ، وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات ، واستجلب نور القلب بدوام الحزن ، وتحرز من إبليس بالخوف الصادق وإياك والرجاء الكاذب فانه يوقعك في الخوف الصادق ، وتزين لله عز وجل بالصدق في الإعمال وتحبب إليه بتعجيل الانتقال ، وإياك والتسريف فانه بحر يغرق فيه الهلكى ، وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب ، وإياك والتوني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون ، واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار ، وتعرض للرحمة وعفوا الله بحسن المراجعة ، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم ، وتخلص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق واستقلال كثير الطاعة ، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر ، والتوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم ، واطلب بقاء العز بإماتة الطمع ، وادفع ذل الطمع بعز اليأس ، واستجلب عز الياس ببعد الهمة ، وتزود من الدنيا بقصر الأمل ، وبادر بانتهاز البغية عند امكان الفرصة ولا امكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان ، وإياك والثقة بغير المأمون فان للشر ضراوة كضراوة الغذاء .
واعلم انه لا علم كطلب السلامة ولا سلامك كسلامة القلب ، ولا عقل كمخالفة الهوى ، ولا خوف كخوف حاجز ، ولا رجاء كرجاء معين ، ولا فقر كفقر القلب ، ولا غنى كغنى النفس ، ولا قوة كغلبة الهوى ، ولا نور كنور اليقين، ولا يقين كاستصغارك الدنيا ، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ، ولا نعمة كالعافية ، ولا عافية كمساعدة التوفيق ، ولا شرف كبعد الهمة ، ولا زهد كقصر الأمل ، ولا حرص كالمنافسة في الدرجات ، ولا عدل كالإنصاف ، ولا تعدي كالجور ، ولا جور كموافقة الهوى ، ولا طاعة كأداء الفرائض ، ولا خوف كالحزن ، ولا معصية كعدم العقل ، ولا عدم عقل كقلة يقين ، ولا قلة يقين كفقد الخوف ، ولا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف ، ولا معصية كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها ، ولا فضيلة كالجهاد ، ولا جهاد كمجاهدة الهوى ، ولا قوة كرد الغضب ، ولا معصية كحب البقاء ، ولا ذل كذل الطمع ، وإياك والتفريط عند امكان الفرصة فانه ميدان يجري لأهله بالخسران[5].
نستنتج من وصية الإمام (عليه السلام) لجابر بن يزيد الجعفي كانت قد دعت إلى التسامح بين الناس ونشر المحبة والتواضع في التعامل والصبر على الشدائد وأكدت ضرورة الأمانة والالتزام بها ، وضرورة معرفة الإنسان بنفسه والجدية في مجاهدة النفس والثبات على الإيمان والزهد في الدنيا ولابتعاد عن الطمع .
ومن جانب آخر، كان تحرك الامام محمد الباقر نحو بناء الجماعة الصالحة بهدف تغيير المجتمع الاسلامي وفق أطروحة أهل البيت (عليهم السلام)؛ لان وجود مثل هذا التيار المتماسك يوفر جملة من المكاسب والمنافع والأهداف التي كان يسعى الامام)عليه السلام) لتحقيقها في حركته الرسالية.
وبحكم ذلك، ان مما أفاء به الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في المجال الاجتماعي هي وصاياه التي كان يقدمها لشتى طبقات الناس، منها على سبيل المثال لا الحصر كــ" أحد أبنائه أو احد السلاطين أو لشخص من العامة" ، وقد اضطلع الإمام (عليه السلام) بهذه المهمة رغبة منه في إنشاء مجتمع سوي مستقيم غير منحرف تحكمه قيم ومثل عليا، وفيما يلي بعض هذه الوصايا:
- وصيته لولده الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)
قال (عليه السلام) : "يا بني ان الله تعالى خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء، خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئاً، فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرن من المعصية شيئاً، فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحداً، فلعله ذلك الولي"([1]) .
ثانياً: وصيته لعمر بن عبد العزيز
دخل الإمام محمد الباقر (عليه السلام) على عمر بن عبد العزيز، فقال له : "يا أبا جعفر أوصني" ، قال : "أوصيك بتقوى الله وان تتخذ صغير المسلمين ولداً ، وأوسطهم أخاً، وكبيرهم أباً، فارحم ولدك وصل أخاك وبر أباك، وإذا صنعت معروفاً فربه".
وبهر عمر بن عبد العزيز بهذه الحكمة الجامعة وراح يبدي إعجابه بها قائلاً : "رحمك الله جمعت لنا والله ما ان أخذنا به ، وأماتنا الله عليه استقام لنا الخير ان شاء الله"[2].
ثالثاً: وصيته (عليه السلام) لرجل من عامة المسلمين
قال الإمام محمد الباقر(عليه السلام) لرجل استوصاه : "أوصيك بتقوى الله وإياك والمزاح فانه يذهب هيبة الرجل وماء وجهه ، وعليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب فانه يهيل الرزق"[3] .
رابعاً: وصيته لجابر بن يزيد الجعفي
روي عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انه قال :" يا جابر اغتنم من أهل زمانك خمساً : ان حضرت لم تعرف وان غبت لم تفتقد، وان شهدت لم تشاور ، وان قلت لم يقبل قولك ، وان خطبت لن تزوج ، وأوصيك بخمس : ان ظلمت فلا تظلم ، وان خانوك فلا تخن ، وان كذبت فلا تغضب ، وان مدحت فلا تفرح ، وان ذممت فلا تجزع ، وفكر فيما قيل فيك ، فان عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله عز وجل عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس ، وان كنت على خلاف مما قيل فيك ، فثواب اكتسبته من غير ان يتعب بدنك ، واعلم بأنك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك ، وقالوا انك رجل سوء لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا انك رجل صالح لم يسرك ذلك، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله ، فان كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده ، راغباً في ترغيبه ، خائفاً من تخويفه فاثبت وابشر ، فانه لا يضرك ما قيل فيك ، وان كنت مبايناً للقرآن فماذا الذي يغرك من نفسك ، ان المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها ، فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله ، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته ، فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلك بان الله يقول : ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾[4] .
يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق ، تخلصاً إلى الشكر ، واستقلل من نفسك كثير الطاعة ازراءاً على النفس وتعرضاً للعفوا ، وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ ، واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف ، واحذر خفي التزين بحاضر الحياة ، وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل ، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم ، واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء ، وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص ، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة ، واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل ، واقطع أسباب الطمع ببرد الياس ، وسد سبيل العجب بمعرفة النفس ، وتخلص من راحة النفس بصحة التفويض ، واطلب راحة البدن لاجمام القلب ، وتخلص من اجمام القلب بقلة الخطأ ، وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات ، واستجلب نور القلب بدوام الحزن ، وتحرز من إبليس بالخوف الصادق وإياك والرجاء الكاذب فانه يوقعك في الخوف الصادق ، وتزين لله عز وجل بالصدق في الإعمال وتحبب إليه بتعجيل الانتقال ، وإياك والتسريف فانه بحر يغرق فيه الهلكى ، وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب ، وإياك والتوني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون ، واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار ، وتعرض للرحمة وعفوا الله بحسن المراجعة ، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم ، وتخلص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق واستقلال كثير الطاعة ، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر ، والتوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم ، واطلب بقاء العز بإماتة الطمع ، وادفع ذل الطمع بعز اليأس ، واستجلب عز الياس ببعد الهمة ، وتزود من الدنيا بقصر الأمل ، وبادر بانتهاز البغية عند امكان الفرصة ولا امكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان ، وإياك والثقة بغير المأمون فان للشر ضراوة كضراوة الغذاء .
واعلم انه لا علم كطلب السلامة ولا سلامك كسلامة القلب ، ولا عقل كمخالفة الهوى ، ولا خوف كخوف حاجز ، ولا رجاء كرجاء معين ، ولا فقر كفقر القلب ، ولا غنى كغنى النفس ، ولا قوة كغلبة الهوى ، ولا نور كنور اليقين، ولا يقين كاستصغارك الدنيا ، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ، ولا نعمة كالعافية ، ولا عافية كمساعدة التوفيق ، ولا شرف كبعد الهمة ، ولا زهد كقصر الأمل ، ولا حرص كالمنافسة في الدرجات ، ولا عدل كالإنصاف ، ولا تعدي كالجور ، ولا جور كموافقة الهوى ، ولا طاعة كأداء الفرائض ، ولا خوف كالحزن ، ولا معصية كعدم العقل ، ولا عدم عقل كقلة يقين ، ولا قلة يقين كفقد الخوف ، ولا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف ، ولا معصية كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها ، ولا فضيلة كالجهاد ، ولا جهاد كمجاهدة الهوى ، ولا قوة كرد الغضب ، ولا معصية كحب البقاء ، ولا ذل كذل الطمع ، وإياك والتفريط عند امكان الفرصة فانه ميدان يجري لأهله بالخسران[5].
نستنتج من وصية الإمام (عليه السلام) لجابر بن يزيد الجعفي كانت قد دعت إلى التسامح بين الناس ونشر المحبة والتواضع في التعامل والصبر على الشدائد وأكدت ضرورة الأمانة والالتزام بها ، وضرورة معرفة الإنسان بنفسه والجدية في مجاهدة النفس والثبات على الإيمان والزهد في الدنيا ولابتعاد عن الطمع .
ومن جانب آخر، كان تحرك الامام محمد الباقر نحو بناء الجماعة الصالحة بهدف تغيير المجتمع الاسلامي وفق أطروحة أهل البيت (عليهم السلام)؛ لان وجود مثل هذا التيار المتماسك يوفر جملة من المكاسب والمنافع والأهداف التي كان يسعى الامام)عليه السلام) لتحقيقها في حركته الرسالية.
تعليق