تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الإنغماس في المعاصي يجعل القلب مظلماً ومنكوساً ، ويجرّ أمر الإنسان إلى سوء العاقبة.
وإنّما طمع الشيطان في ان يسرق إيمان الإنسان ، وهو يجعل التوغل في المعاصي مقدمة لذلك ، حتى يصل إلى غايته فهذا الإنسان إن كان طمعه في شفاعة الشافعين ، فلابدّ له أن يسعى ويجتهد في هذا العالم للحفاظ على الرابطة بينه وبين الشافعين.
ولو فرضنا أنّكم ترحلون من هذه الدنيا مع الإيمان بالله ولكن مع أثقال من الذنوب والمظالم الكثيرة فيمكن ألّا يُشفع فيكم في أنواع الذنوب عند البرزخ والقبر ، كما نقل عن الصادق (عليه السلام) من " أنّ البرزخ على عهدتكم" ، وعذاب البرزخ لا يقاس بعذاب الدنيا ، وطول مدّة البرزخ لا يعلمه إلا الله ، ولعله يمتد لملايين السنين.
ومن الممكن أن ننال تلك الشفاع يوم القيامة ، ولكن بعد فترات مديدة وأنواع العذاب التي لا تطاق.
فهذا الغرور من الشيطان يمنع الإنسان من العمل الصالح ويخرجه من الدنيا ، إمّا بلا إيمان أو مع أثقال ذنوب كثيرة ويبتليه بالشقاوة والخسران.
وربما يعد الشيطان الإنسان بالرحمة الواسعة لأرحم الراحمين ، وبنفس هذا الوعد يقطع الشيطان يد الإنسان عن ذيل الرحمة.
--------------------------------
السيد الخميني [قدس]