اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول الشيخ حمد تقي مصباح اليزدي (دامت بركاته) :
أنّ البعض قد يتظاهر بالإيمان بالله وحبّه، فقد خاطب تبارك وتعالى نبيّه الكريم (صلّى الله عليه وآله) في القسم الأخير من الحديث القدسيّ بقوله: «يا أحمد! ليس كلّ مَن قال: اُحبّ الله، أحَبَّني»؛ فليس كلّ من لاكَ محبّةَ الله في فمه بعاشق له حقّاً، اللهمّ إلاّ أن تبدو عليه آثار العشق والمحبّة؛ «حتّى يأخذ قوتاً ويلبس دوناً وينام سجوداً ويطيل قياماً»؛ فالعاشق هو الذي يكتفي من غذائه بما يسدّ رمقه، ومن لباسه بالبسيط، وتخور قواه من طول السجود فيخرّ نائماً، ويطيل قيامه مصلّياً. يروي آية الله الشيخ بهجت (رحمة الله عليه) أنّ الشيخ الأنصاريّ (رضوان الله تعالى عليه)، ولدى عودته من درسه في يومٍ صيفيّ حارّ في النجف الأشرف، طلب شربة ماء يروي بها ضمأه، فما لبث - في الفترة التي استغرقوها لجلب بعض الماء البارد من السرداب - أن قام إلى الصلاة، فغاص في أعماقها حتّى نسي عطشه، وطالت صلاته حتّى زالت برودة الماء. هكذا هم أحبّاء الله، إنّهم لا يفرّطون حتّى بهذه الفرصة القليلة، فهم يمضونها في الصلاة قائمين بين يدي المحبوب.
__________________________________________
محبّة الله