أيها الشيعي : إذا احتججتَ على الوهابي بحديثٍ لإثبات الإمامة فَرَفَضَ احتجاجك بالحديث وطَلَبَ منك آية قرآنية فلا تشكَّ أنه قد احتوى على الزندقة، فقُم من عنده وَدَعْهُ.
إنَّ من يتابع الحوارات الخلافية بين الشيعة والوهابية يرى أنَّ الوهابية كثيراً ما يرفضون الاحتجاج عليهم بالأحاديث النبوية لإثبات إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويطالبون الشيعة بالاستدلال بآية قرآنية فيها نصٌّ صريحٌ على الإمامة.
وسننقل في هذا الموضوع ما قاله عالمهم الكبير الحسن بن علي بن خلف البربهاري المتوفى سنة 329 هـ.
قال البربهاري في كتابه (شرح السُّنَّة ص119-120 فقرة 135 ط. مكتبة دار المنهاج) : "وإذا سَمِعْتَ الرَّجُلَ تأتيهِ بالأثَرِ فلا يُرِيدُهُ، وَيُريدُ القرآنَ، فلا [تشك] أنَّه رَجُلٌ قد احُتَوى على الزَّنْدَقَةِ، فَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ [وَدَعْهُ]".
الوثيقة
ترجمة البربهاري :
قال القاضي ابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة ج3 ص36 باب الحاء من الطبقة الثانية، تحقيق عبد الرحمن بن سليمان العثيمين) : "الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ بنِ خَلَفٍ، أبو محمد البَرْبَهاريُّ، شَيْخُ الطَّائِفَةٍ في وَقْتِهِ، ومُتَقَدِّمُهَا في الإنْكَارِ عَلَى أهل البِدَعِ، والمُبَايَنَةِ لهم باليَدِ واللِّسَانِ، وكانَ لَهُ صِيْتٌ عند السُّلْطَانِ، وقَدَمٌ عندَ الأصْحَابِ، وكانَ أَحَدَ الأئِمَّةِ العَارِفِينَ، والحُفَّاظِ للأُصُولِ المُتْقِنِينَ، والثِّقَاتِ المُؤْمِنِينَ".
الوثيقة
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء ج15 ص90) : "البَرْبَهاري شيخُ الحنابلة القُدوة الإمام ، أبو محمدٍ الحسنُ بنُ علي بن خَلَف البَرْبَهَارِيُّ الفقيه.
كان قوَّالاً بالحق ، داعيةً إلى الأثر ، لا يَخَافُ في الله لومةَ لائم".
الوثيقة
وقال ابن كثير في (البداية والنهاية ج15 ص137 تحقيق التركي) في حوادث سنة 329 هـ : "أبو محمدٍ البَرْبَهاريُّ الواعظُ ، الحسنُ بنُ عليٍّ بنِ خَلَفٍ ، أبو محمدٍ البَرْبَهاريُّ ، العالمُ الزاهدُ الفَقيهُ الحَنْبَليُّ ، صاحَب المَرُّوذِيَّ وسَهْلاً التُّسْتَرِيَّ ، وتنَزَّه عن مِيراثِ أبيه - وكان سبعين ألفاً - لأمْرٍ كرِهه. وكان شديداً على أهلِ البِدَعِ والمَعاصِي ، وكان كبيرَ القَدْرِ عند الخاصَّةِ والعامَّةِ..".
الوثيقة
النتيجة : أيها الشيعي : إذا احتججتَ على على الوهابي بالأحاديث النبوية فلم يقبل باحتجاجك وأصرَّ على أن تأتيه بآيةٍ قرآنية فلا تشك أنَّه قد احتوى على الزندقة، فقم من عنده ودَعْهُ بعد أن تُفْحِمَهُ بكلام البربهاري.
تعليق